سألقي ببقايا العمر من لحظات على تخوم خرابك اللاجميل واستعيد من ذاكرة مثقوبة زمناً من حياء بقطرة عرق على الجبين مازلنا نحتفظ ببقايا رطوبتها المنعشة ولمعانها للذكرى ليس غير ..
سأتوغل في الماضي عاراً واستيحاءً من الحاضر بالرهبة والآتي الغامض والمجهول فيما نخدّر اطفالنا بالمستقبل المشرق على ايقاعات الانكساراتوالهزائم التي ماغادرتنا في هذي البلاد العجيبة وهي تبارك هذياناتناالصباحية أو على سكرات الليالي المتخمة بالاوجاع والنفور، نداري فيها كل خذلاننا بالعويل على اوروك وهذي البلاد المشحونة بالشعارات من نبوخذ نصر الى صدام حسين ومن البساطيل الاميركية الى عمائم ملالي ايران وصحوات اردوغان !
يالهذي البلاد الموبوءة بالبترول وهو يهيل تلول المزابل على رؤوسنا لينتج لنا مهارات البحث عن قناني وعلب البيبسي كولا الفارغة وبقايا مفقودات وروائح خمور رخيصة ومغشوشة، في عالم مذهول بما جرى ويجري وسيجري.
عالم يصنعه ساسة من بلاد غريبة ، يرطنون بالراء والسين ويصرخون بالانتماء لهذا العراق المبتلى بقاماتهم المشوهة ورؤوسهم المحشوة بالتبن كعلف لعقولهم القادمة من بطون التأريخ ، تأريخ المؤامرات والسبي والفتوحات بانهار دمها الذي مازال فائراً على ضفاف الرافدين الصارخين بالعطش والجوع ونهاية عصر من عصور الابتلاء !
من أين نأتي بالأمل لبلاد غادرتها الاحلام واستوطنت فيها كوابيس النحيب بين زقاق وزقاق.. بين عباءة وعباءة.. بين عمامة وعمامة ؟ كيف نفرّق بين سواد وسواد ..بين بياض وبياض ..بين دمعة ودمعة ..بين انتم وانتم ؟
يالهذي البلاد التي اضاعت ،واضعنا معها ، بوصلة البحث عن الحقيقة الضائعة هي الاخرى ، بين الاكاذيب والخداع ونقاوة بحث كلكامش عن نبتة الخلود ، التي اضاعها هو الآخر باغفاءة الغفلاء !
كيف لهذي البلاد ، التي قيل عنها كطائر العنقاء الذي ينهض من تحت الرماد ، ان لاتكون الا رماداً بيد سدنة الماضي التليد والماضي البليد ؟
يالهذي البلاد ..بلادي وبلادكم وبلادهم ..اطنب في حظك العاثر لتعثر على مكانك بين انت وهم ، هنا ستكمن المعضلة ..هنا ستكمن كل الخفايا والاسرار وتتكشف لك بواطن عقدة أوديب في دهاليز الانتخابات واسطورة الروح الوطنية وبقايا بلاد تطرح يوميا آلاف الاسئلة عن المكان والزمان والاختيار !!