23 ديسمبر، 2024 8:02 م

يا كُتّاب كتابات … نُريدُ حلاً !!!

يا كُتّاب كتابات … نُريدُ حلاً !!!

الأثر الاكبر يكمن فينا وليس بالمُتلقي أو القارئ , كيف لنا أن نؤسس منهجا واضحا ومسارا علمياً يمهد الى خطوط عريضه يمكن أن نلتف حولها بدلاً من الكتابات التي تُرجح الشخصنه أو التي تواكب الاحداث المتسارعه أو التي تركز على جهه أما لترفعها مدحاً أو لتسقطها ذماً أو لتكرر ملفات أصبحت أكثر من أعتياديه , ماذا يدور حقيقة في عقولنا وأفكارنا تجعلنا ندور في هذه الدوائر الانعكاسيه المغلقه , لماذا لانحاول الخروج من هذا السكون والعقم الفكري , ونتجرد فعلا من كل ما يدور حولنا من واقع , ثم نركز انتباهنا على حيثيه مركزيه نعتبرها الاساس التي يمكن أن ننطلق منها لتغيير الفكر المجتمعي والذي نحاول أن نتفاعل معه من خلال أقلامنا الحره , ونبرهن بأن الكتابه ليس مجرد حبر على ورق بل علينا أن نرتقي بها الى مستوى أكثر تأثيرا في وعي الجمهور لتحقيق أهداف باتت الغالبيه العظمى تؤيدها وتؤكد بانها المسار الأوحد لتحقيق التنميه بكل قطاعاتها , الاقتصاديه , البشريه , الدينيه , الفكريه , الثقافيه …الى كل ما يمكن أن يكون فعلاً واقع تطبيقي وعملي يتوائم تماما مع الشخصيه العراقيه بكل المتناقضات والسلبيات والايجابيات لتكون متوافقه مع جميع الابعاد الانسانية فيها .

من الواضح جداً أن الفكر المجتمعي الان بكل أتجاهاته يدفع الى صراعات متعدده وبتأثيرات متشعبه منها التشدد الديني وهناك التعصب المذهبي والتوسع القومي والارث العائلي وتخبط التيارات الاخرى في المعترك السياسي , ولم نرى الى الان رؤيه ولو كانت بسيطه لأنقاذ المجتمع من هذا الخراب الفكري والذي ستكون أثاره لفترات زمنيه طويله ما لم نتصدى الى هذه الثقافه الهمجيه لدى الجمهور ولدى القيادات التي عمقت هذا الخراب لتضخيم منافعها الحزبيه والفئويه والكل يعترف بالفشل , والمبرر الوحيد عندهم هو أذا امتلك هؤلاء المتسلطون أراده حقيقه والى ألان لم نرى هذه الاراده حتى على المستوى الفردي لرئيس كتله أو حزب أو تيار والحقيقه أن هذا شمل الكل بما فيهم التجمعات التي تطالب بالاصلاح والمتظاهرين الذين يخرجون الى الساحات كل جمعه .

لنستطلع واقعنا الحالي ونستقرأ القاعده الاساسيه والتي أنطلقت منها المسارات التي تؤثر اليوم على الدوله ككل , ولابد لنا أن نذكر قسم من هذه المسارات , الدستور , القضاء , البرلمان , الحكومه التنفيذيه , المرجعيه , الشعب , التأثير الاقليمي والعالمي .

الدستور ؛ هل فعلاً أن الدستور العراقي هو من أحسن الدساتير ألتي كُتبت في العصر الحديث كما يدعي البعض , هل نجحت مفرداته وآلياته بأن تؤسس دوله بمستوى الاحسنيه التي فيه , الكل يعرف أنه كُتب على عجاله وبأشراف من الولايات المتحده والتي هي دوله محتله كما في قانون الامم المتحده , ثم كل فئه زادت عليه ما يناسبها من المواد الدستوريه , منهم من أسس ليكون أقليماً قوميا , واخر أسس لمذهبيه شعائريه , وأخر أسس لتعدديه مكوناتيه , وهكذا مُرر علينا دستور بتأييد علني من مرجعيه دينيه لم يكن لها لا مهنيه ولا فكرا واضحا في هذا الامر , الامر الوحيد الذي خصها هو مادة حرية أقامة الشعائر الدينيه , وكان الشعب الغافل هو الضحيه التي صوتت عليه .

القضاء ؛ تأسيس القضاء أصلا بحاجه الى قوانين لم تُقر منذ الدوره الاولى للبرلمان وذلك لوجود خلافات بين الكتل حاله حال القوانين الاخرى مما أدى الى أن يكون أداة بيد السلطات التي تعاقبت على رئاسة الوزراء وهكذا أصبح من الصعوبه محاكمة أي مقصر أو فاسد وذلك بسبب الدعم من الجهه التي ينتسب لها والتي يحقق لها أرباح منظوره وغير منظوره وهي بالتاكيد ليست هينه , والى الان المطالبات واسعه بتأسيس قضاء نزيه ولكن السؤال هو من هي الجهه التي يمكن أن تلبي هذا المطلب .

البرلمان ؛ لايختلف أثنان بأن هذه المؤسسه ماهي الا قاعه للمساومات المنفعيه الماديه والسياسيه وحتى الفرديه وما أكثر التناقض والعبثيه والارتجاليه التي نراها من تصريحات النواب وما يصدر من قانون الا وفائدته حصريه لمصالح عليا لمن يُكوّن هذه الكتل التي لاتمتلك أي برنامج فعلي يصل الى مستوى التحديات ويأخذ ما يسمى القوى السياسيه الى مستوى يمكن به تجاوز المرحله الانيه , وما نسمعه من مشاريع المصالحه الوطنيه أو التعايش السلمي ماهي الا تنظير ينبع من فراغ فكري سياسي وتشتت ثقافي وضياع مؤسساتي ليس الا , وحتى أنهم في وادي ونحن في وادي أخر لايمكنهم الا أن يغالطوا بعضهم بعضا ولايمكن التبصر بأي بصيص للامل من هذه المؤسسه المتعدده الجنسيات والولاءات والتحزبات والقوميات والطوائف.

الحكومه التنفيذيه ؛ وهي التي أتت من رحم البرلمان وخضعت الى المحاصصه ولم تكن مهنيه من المهد الى اللحد وبالتالي هي مشغوله بتحالفات ومهاترات لاتمس المواطن ولايحتاج الوضع الحالي الى أي دليل أو كلام فكل شئ بات واضحاً ومعلوماً .

المرجعيه ؛ لابد ان نقر بأن هذه المؤسسه الدينيه ومع أنها تواصل التأكيد بأنها داعمه للشعب وبأنها هي صمام الامان للعراق ألا انها في الحقيقه لم تستطيع أثبات ذلك بالتطبيق الواقعي ولا حتى بالتأثير الفعلي في الشارع لانها كما يبدو لاتفهم المعادله السياسيه ولايمكنها تصور الواقع بشكل مستقل ولا تستقرء الاحداثيات الصحيحه لا بالحاضر ولا المستقبل وكل خطابها منبعه من أشخاص يصلون اليها عن طريق أشخاص خواص أو مقربين وهي بذلك لاتسمع للكل بل وهي الان تخاطب الجمهور وكأننا ليس في القرن الواحد والعشرين بخطابات متناقضه لاتؤشر الى الاليه فقط تطرح اشكاليه بسيطه , فهل من المعقول أن يؤسس خطاب الى أيثار الطبقه السياسيه والاثرياء بأظهار عملات نقديه صغيره تبرع بها تلاميذ صغار , أهذا كل شئ , لم يبق لنا غير أن نستجدي من الفاسدين وممن أثرى على حساب الشعب ليتبرعوا وبهذا يكونون صالحين وتبرى ذمتهم الماديه والخُمْسيه , هذه المرجعيه التي يتبعها الملايين كمقلدين لاتستطيع أن تبادر وتأخذ زمام الامور في أي عمليه أصلاحيه وينبغي لها أن تعترف بذلك وتكتفي بالتشريع الديني فقط .

الشعب ؛ هنا الهدف المنشود من عملنا فهو الان في غيبوبه فكريه سببها نحن ونحن فقط لاننا لم نؤسس فكر حراكي قادر على أن يطلق صدمه أو صيحه هائله يمكنها أن تستقطب هذه الطبقه الوسطى الحائره والتي ترى المشهد ولكنها بعيدة عن القرار وبالتالي هي كالريح تميل شرقاً مره وأخرى جنوباً , كيف يمكن قيادتها , تلك هي المشكله يا كُتّاب الفكر والثقافه ولابد لنا من وقفة طويله وقد نحتاج الى حوار حيادي و موضوعي أو من الافضل وهذا أقتراح الى موقع كتابات بأن تعقد مؤتمر الفكر والحوار والثقافه لتأسيس البنيه الاولى بهذا الاتجاه وقد يعقبها أنعقاد مؤتمر تأسيس لهيئه تأخذ على عاتقها تجديد الفكر المجتمعي ليأخذ دوره في عملية التغيير .

التأثير الاقليمي والدولي ؛ بالتاكيد لابد من وجود تأثيرات من دول الجوار أو الدول العالميه , سياسياً واقتصاديا وحتى أجتماعياً , والذي نحتاج اليه في الوقت الحاضر هو تأثير أممي واسع ومبرمج وخاصة في التنميه البشريه والتي أنجحت تجارب الدول التي كانت دون المعايير الامميه للعيش والتعايش , وقد يكون من واجبنا أن نُرحل ما نحن فيه الى مستوى أممي ولكن بعيدا عن التحزب والتكتل والارث الديني والعائلي ونعتمد فقط على هذا الشعور الوطني الذي يريد للعراق الامن والسلام والمدنيه والتنميه المستدامه .

ولعل هذه فرصه تأريخيه لامثيل لها يمكن لنا من خلالها أنقاذ الشعب العراقي وخاصة نحن في خضم فشل وفساد حزبي وديني وسلطوي ومناطقي وعشائري غير مسبوق , من الصعب جداً أن تصحح جميع المسارات التي ترتبط بقاعده مفهومها الفكري همجي وجاهل ولابد من تغيير أسس القاعده أو تغيير القاعده برمتها على أن يكون هذا التغيير مبرمجا وواقعياً وليس مجرد كتابات يراد بها زاويه ضيقه تتعاكس الاراء والاقلام والافكار فيها , نحن بحاجه الى صدمه كبيره في مفاهيم أساسيه تؤثر بواقعيه على شعب غفى واستكان طويلاً.