16 سبتمبر، 2024 10:00 م
Search
Close this search box.

يا ” قمر ” العراق لاتحزني !!

يا ” قمر ” العراق لاتحزني !!

ما الذي قالته المحامية قمر السامرائي في برنامج تلفزيون لتستحق الهجمة الشرسة عبر مواقع التواصل ، وتواصلاً للكوميديا السوداء العراقية، ان نقابة المحامين تشكل مجلسا تحقيقيا لمعاقبتها على حقها في التعبير عن وجهة نظرها بتعديلات على قانون الاحوال الشخصية المثير للجدل في الاوساط العراقية النخبوية والشعبية على حد سواء ، والاكثر استغرابا ان النقابة ابلغت القنوات الفضائية بعدم استضافة أي محامي قبل موافقة النقابة ، وبذلك صادرت نقابة الدفاع عن الحقوق ، حقوق اعضائها انفسهم في التعبير عن  آرائهم الا بموافقتها !!

وعينا ان نتصور سخرية الاقدار السياسية في البلاد لو ان نقابات السكك و الصحفيين و المهن الحرّة والصحية واتحاد الادباء ..الخ ساروا على النهج نفسه !!

وعلى الجميع ان يمتلك الكارت الاخضر للظهور الاعلامي الذي سيكون مشروطا بالكلام المعسول والنظيف والمقبول من الصندوق نفسه ، فلا موافقات بلا ثمن وهذا هو تحصيل الحاصل في العراق الديمقراطي جداً !

لاتحزني قمر السامرائي ، فانت العراقية الشجاعة التي تصدّيت لمنافذ الظلام والعودة الى ماقبل تأسيس الانسان على فطرته الحرّة فـ ” متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احراراً ” !

لقد اوجعتيهم فثارت نوازعهم المتخلفة في مواجهة حقوق نصف المجتمع العراقي ، النصف الذي يريدون تحويله الى جاريات منزوعات الحقوق والكرامة معاً في حضرة النزوع الذكوري والعقلية الغارقة في سوادات التأريخ !

لاتحزنن يا قمرات العراق وأنتن تواجهن ذئاب الليل والنهار معاً ، ليس في سلب حقوقكن فقط بل في طريق العراق الثيوقراطي بأربطة مدنية وجسكارات غربية ورعاية ” طايح حظهه” أميركية !!

حتى اللوائي يصفقن لهذا المشروع السوداوي الممزق لوحدة المجتمع العراقي ، أو مابقي منه، برعاية الأخ ” الديمقراطي ” الأكبر ، سيكتشفن بعد حين ان وعيهن لم يكن كافيا لاكتشاف اسرار التعديلات ومآلاتها المستقبلية السلبية على العائلة العراقية خصوصاً والمجتمع العراقي عموماً !!

لم يعد خافياً السير الوئيد نحو الدولة الدينية التي يجري التأسيس لها من قاعدة التشريعات ثم في تفاصيل الحياة اليومية بأعراف التأريخ ومفاهيمه المتخلفة ، مستغلة الأكثرية اختلالات التوازن في المشهد العام في البلاد ، في لحظة ” نصر ” بحاضر مهزوز وهش وقابل للتغيير في أي لحظة تأريخية ايضا عندما يستحيل فيها جمع المتناقضات لا بيد واحدة ولا بيدين ايضاً..!!

لست وحدك ..ولسنا وحدنا فالصراع بين الحرس القديم وبوابات الحياة المتحضرة من قوانين الطبيعة أيضاً وليس المجتمع فقط، صراع لن يقبل فيه الا نتيجة الأفضل وليس الأقوى فالأقوى من سمات الصراع في الغابات ، ولسنا في غابة ونحن في القرن الواحد والعشرين !!

أحدث المقالات