18 ديسمبر، 2024 7:49 م

يا غالب الشابندر”دعوها فإنها منتنة؟”

يا غالب الشابندر”دعوها فإنها منتنة؟”

غالب اسم عربي، لكن اللقب شابندر صيغة كوردية لصفة رئيس التجار، شيخ التجار؟ نقول لمن يتوهم وكأن الكلمة فارسية يجب أن يعرف أنهم -الفرس- يكتبونها ويلفظونها هكذا: شاهبندر (شاه بندر). لا يحذفون منها حرف الهاء؟. لكن الكورد يرفعون بعض الأحرف من الكلمات في لغتهم الممتزجة كي يختصرونها، فلذا رفعوا حرف الهاء في كلمة شاهبندر وأصبح بهذا الرسم: شابندر. الذي يعني كبير الميناء، رئيس التجار، شيخ التجار. إن كلمة الـ”بندر” لوحدها بدون اسم الشاه تعني ميناء، مرسى السفن. لأن اللغة الكوردية قديماً كانت هي الغالبة في ما يسمى العراق اليوم، وبصورة كبيرة في مدينة بغداد، فلذا تجد كم هائل من الكلمات الكوردية موجودة في اللهجة العربية في العراق.لا أغالي إذا قلت أن اسم “بَنْدَرْ= بەندەر” هو الآخر اسم كوردي ممتزج من كلمتين “بَنْ=بەن” الذي هو مختصر لـ”بَند = بەند” أي: سد، حاجز، جدار. والكلمة الثانية هي “دَرْ= دەر” أي: البَرْ، خارج، عراء، فضاء. يقول عنه المعجم العربي: ما انبسط من سطح الأرض ولم يُغَطِّه الماء. ويقال: بَرَّا وبحرَّا. والكلمة كاملة بالرسم الكوردي والعربي تكتب بهذه الصيغة: “بەندەر= بَنْدَرْ” تعني نهاية البَر، لأن عنده تبدأ مياه البحر، أو النهر الكبير، الذي على ساحله تبنى بنادر؟ وبعض هذه البنادر بنيت حولها دور للعاملين في البندر وعبر الأيام والسنين أصبحت مدن كبيرة كـ”بندر عباس” و”بندرشاهپور” الذي غيروا اسمه بعد الثورة الإيرانية إلى “بندر خميني” و”بندر لنگه” و”بندر گناوه” المطل على بحر الخليج، وهي مدينة كوردية؟. و”بندر ديلم” و”بندر بوشهر” الخ الخ الخ. ويقابل اسم البندر، الذي قلنا يعني نهاية البَر اسم “بَنداو= بەنداو” الذي يعني السد، حاجز، يجمع المياه خلفه. لاحظ عزيزي القارئ اسم بندر المياه تحجز، تفصل الأرض عنها وتصبح كحاجز بينها وبين الأرض، و”بَنداو= بەنداو” بخلاف البَندر تحجز المياه عن الأرض خلف السد؟. هل لاحظت عزيزي المتابع جمالية اللغة الكوردية، وتقول الكورد عن الخليج، عن المسالك المحفرة بالماء “کەنداو= كَنْداو” إنها كلمة ملتصقة وهذه الطريقة الكوردية والآرية عموما، “کەند= كَنْد” كما تقول المعاجم الكوردية: تعني حفرة، أخدود، خندق، قناة، واد ضيق، وهد، أرض وعرة. و كلمة “ئاو= آو” تعني الماء، مياه. بلا أدنى شك يعرف الجميع أن الخلجان تتكون نتيجة تدفق المياه في زاوية من زوايا الأرض وتحفر فيها حتى تصبح بمرور الزمن خليجا. إذاً الاسم الكوردي “کەنداو” هو الصحيح والسليم. وفي اللغة الكوردية أيضاً، هناك اسم بەندییخانە أي: السجن، الحجز، الموقف. هو الآخر يحجز الإنسان خلف الجدران، والقضبان؟. وكلمة “بَند= بەند” أيضاً تعني: رق، عبد، المكبل الذي ليس له حرية الاختيار؟ الخ. أما إذا قلنا أن الشق الأول من اسم الـ”بەندەر= بندر” كان في البدء “بْن” وليس “بەن=بَن” لكن لسهولة التلفظ رويداً رويدا بدلوا كلمة “بْن” التي تعني النهاية بـ”بَن” بالفتح، الحاجز. وكلمة “دَر” تعني البَر، خارج، والتصاق الكلمتين مع بعضهما بهذا الرسم: بەندەر=بندر تعني نهاية البَر، وهو هكذا، لأن عنده ينتهي البَر ويبدأ الماء؟. نعتذر للقارئ والمتابع الكريم عن الإطالة والغوص قليلاً في شرح الاسم.
دعونا ندخل في صلب موضوعنا. قبل ثلاثة أشهر كتبت مقالاً بعنوان: ما.. من سعود إلا مبارك؟. تطرقت فيه إلى عدة أشخاص يسيئون باستمرار إلى الشعب الكوردي الجريح، لكني لم أذكر أسمائهم. وقصدت في إحدى فقرات ذلك المقال غالب الشابندر. لأنه زعم في ذلك اللقاء وفي سياق حديثه: إن عادل عبد المهدي أعطى للكورد أكثر من اللازم. إنه كذب محض، كلام قاله العديد من الأشياع الذين يخرجون علينا هذه الأيام على شاشات التلفزة ويسردون الأكاذيب والتلفيقات الرخيصة عن الكورد، وذلك من أجل تحريض الشارع العراقي ضدهم. لقد سألته -غالب- في مقالي السابق لما لم يقل ماذا أعطى عادل عبد المهدي للكورد؟ أليس هذا كلام عنصري مقيت فارغ المحتوى، فقط الهدف منه تحريض الشارع العراقي ضد الشعب الكوردي المسالم، الذي دمر العراق، أكرر دمر العراق على أيدي جيشه المجرم 4000 قرية من قرى جنوب كوردستان؟ وضرب مدينة حلبجة بالسلاح الكيماوي وقتل وجرح 10000 مواطن كوردي بريء بين قتيل وجريح؟ عزيزي القارئ المنصف، أليس العراق شن حملات الأنفال سيئة الصيت وقتل 182000 مواطن كوردستاني بريء؟ ألم يقتل النظام العراقي آلاف من الكورد الفيلية الأبرياء وهجر نصف مليون منهم إلى إيران بحجج واهية لا أساس لها من الصحة؟ ألم يقتل النظام العراقي بدم بارد 8000 مواطن كوردي من عشيرة بارزان؟ الخ الخ الخ. وفي المقابل، يا غالب، هل ألغى عادل عبد المهدي نسبة الكورد من الميزانية العراقية التي خفضها رئيسي مجلس الوزراء الأسبق نوري المالكي، ومن ثم القزم حيدر العبادي من 17% إلى أقل من 9% ومن ثم قطعت نهائياً لعدة أعوام؟ بالطبع لا. هل طالب عادل عبد المهدي البرلمان لإصدار قانون مثل قانون رفحاء لتعويض الكوردي الفيلي بمليارات الدنانير، بالطبع لا؟. هل عوض عادل عبد المهدي ضحايا حلبجة والأنفال؟ بالطبع لا. هل ضغط رئيس مجلس الوزراء العراق الاتحادي عادل عبد المهدي على البرلمان الاتحادي لإقرار قانون النفط والغاز الذي قد ينصف إقليم كوردستان؟ بالطبع لا، هل أمر عادل عبد المهدي بسحب ميليشيات الأشياع والقوات العسكرية العراقية المحتلة من مدينة كركوك وضواحيها؟ بالطبع لا، هل أمر عبد المهدي بوقف التعريب الجاري في المناطق المستقطعة من كوردستان بدءاً من بدرة وجصان ومروراً بمندلي وانتهاء في سنجار (شنگاڵ) التي لازالت تجري فيها عملية التعريب المقيتة على قدم وساق وفي مقدمتها مدينة كركوك السليبة؟ بالطبع لا، هل قدم عادل عبد المهدي اعتذاراً رسمياً من الحكومة العراقية للشعب الكوردي على الجرائم التي قام بها الأنظمة العراقية المتعاقبة في مدن وقرى كوردستان بدءاً من اللعين فيصل الأول ومروراً بكل الحكومات العراقية وانتهاءً بالقزم حيدر العبادي؟، بالطبع لا، هل اعتذر عادل عبد المهدي باسم العراق للشعب الكوردي عن احتلال العراق لجنوب كوردستان ونهب خيراته وفي مقدمتها النفط على مدى قرن من الزمن؟ بالطبع لا، هل وهل وهل. حقاً لا أدري متى يغادر هؤلاء أشباه البشر حظيرة… إلى طور البشر ويصبحوا أناساً أسوياء؟.
بعد نشري للمقال السابق أجرت معه قناة “زاگروس” في برنامج “بوضوح” الذي يقدمه المحاور الساذج جداً محمد جبار لقاءً، قال فيه غالب: إن الإخوان ذكروا اسمي. إلا أن المحاور غير المهني الذي ذكرنا اسمه أعلاه لم يدعه يرد قائلاً له: يمعود حتى نبي محمد يحچون عليه. حقاً شيء عجيب لا يصدق، الرجل أراد أن يقول كلاماً عن الذي انتقده خارج القناة، لماذا لم تسمح له لدقيقة أو أقل حتى يرد على الذي تكلم عنه خارج برنامجك!! ربما الشخص المعني أكون أنا، أو أي شخص آخر. أ هذه هي الديمقراطية التي عندك يا محمد يا جبار!!.
عزيزي المتابع، يظهر أن العداء العبثي ضد الشعب الكوردي المسالم هو مرض عضال عند غالبية العرب، وتحديداً غالبية العرب في الكيان العراقي. فغالب الشابندر ليس الأول ولا الآخر من بين العرب… يعادي الشعب الكوردي المظلوم لأنهم كورد وليس لشيء آخر؟؟!!.
قبل عدة أيام شارك الأستاذ غالب في برنامج “القرار لكم” الذي يبث في قناة دجلة، وتقدمه الإعلامية الحسناء (سحر عباس جميل). إلا أن الأستاذ المفكر لم يحترم القناة ولا المحاورة حين كلمها عدة مرات عمو، بنتي، الخ، وكأنه في الشارع يتكلم مع بنت صغيرة لم تبلغ الحلم!!! بينما هي سيدة إعلامية معروفة في أوساط الإعلام والصحافة فلذا وجب على المفكر السياسي غالب الشابندر أن يكلمها بكل لياقة واحترام وأدب، لا أن يكلمها بلهجة شعبية كأنه في سوق الخضار؟؟!!.
على أية حال، في سياق كلامه مع الإعلامية سحر عباس جميل قال غالب الشابندر: إن وزير الخارجية العراق (فؤاد حسين) شخص انفصالي، Separatist)) وتجاوز -فؤاد حسين- على الكورد الفيلية. بعد كل هذا العمر… الذي قضيته يا غالب في السياسة هذا الذي طلع معاك؟؟!! تقول عن شعب يختلف عنكم – العرب- في كل شيء. أولاً: إنه وجد على هذه الأرض قبل مجيء العرب من صحرائهم الجرداء إليها. ثم، إنه يختلف عن العرب وغيرهم في كل شيء، وهذا الكلام سبق لنا وقلناه مراراً كرارا في كتاباتنا، إنه يختلف عن العرب، والفرس، والأتراك، في التاريخ، واللغة، والزي، والعادات، والتقاليد، والذوق، وفي فلسفته للحياة الخ الخ الخ. كيف يا غالب؟، هل أنك لا تعرف ماذا تعني كلمة انفصالي في لغة العرب حين تلصقها بفؤاد حسين؟!. يشرح المعجم العربي كلمة الانفصالي هكذا: كل من دعا إلى الانشقاق والخروج عن الوطن الأم… .هنا نتساءل، هل أن وطن الأم للشعب الكوردي العريق هو عراق، وسوريا، وإيران، وتركيا الطورانية،؟ أم كوردستان؟. بعد أن لم يجد شيء في جعبته كي يلصقه بـ(فؤاد حسين) اختلق كذبة مفضوحة وزعم أنه سب الكورد الفيلية. صدقني يا غالب لو لم تكن جاهلاً بأصل وفصل فؤاد حسين لم تلصق به مثل هذه الكذبة المفضوحة، إن دل هذا على شيء إنما يدل كما أسلفت على جهلك بالشرائح الكوردية، يا مفكر أن (فؤاد محمد حسين بگي) هو شخص فيلي من خانقين، هل يسب نفسه؟؟!!. ثم، مهنياً أن المنصب وزير الخارجية مفصل عليه كالبدلة، لأنه يجيد لغات الإنجليزية، والهولندية، والكوردية، والعربية، والفارسية،وهذه المواصفات مهمة لمن يشغل هذا المنصب الحساس والسيادي. وعلى مستوى الأكاديمي، أنه حاصل على شهادة بكالوريوس بالأدب الإنجليزي من جامعة بغداد، وحاصل على شهادة في العلوم السياسية، وأخيراً حصل على شهادة الدكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة UVالهولندية. أليس شخصاً بهذه المواصفات الأكاديمة الجمة هو الشخص المناسب في هذا المنصب المناسب يا غالب؟؟. وهكذا وزير العدل العراقي الذي رشحه الاتحاد الوطني الكوردستاني هو الآخر قاضي في إحدى محاكم كوردستان وهذا يعني أنه سيشغل منصبه بكل عزيمة واقتدار. وعند حديث غالب عن الوفد المفاوض مع أمريكا حول العلاقات بين ولايات المتحدة الأمريكية والعراق. أراد – غالب- أن يعترض على أحد أعضاء الوفد المفاوض لأنه كوردي فيلي، لكنه لحق نفسه بعد أن أسعفته ذاكرته بأن الشخص المعني الذي هو لقمان عبد الرحيم فيلي عضواً في حزب الدعوة… . لكن للحق أقول، حتى لو تكلم عن لقمان فيلي بشيء من العنصرية المقيتة أنا أعطيه الحق لسبب واحد، لا يجوز لأي كوردي أن ينخرط في الأحزاب والمنظمات غير الكوردية، الكوردستانية، أو أن ينخرط في الميليشيات الشيعية والسنية، بصريح العبارة نقول له نحن الكورد عميل لا غير، وبالكوردي نقول له جاش وهو الصيغة الكوردية لكمة جحش الذي هو ولد الحمار.
” واقفاً تحت أخمصي قدر نفسي … واقفاً تحت أخمصي الأنام. (المتنبي)