18 نوفمبر، 2024 12:48 ص
Search
Close this search box.

يا .. علي

قد يراني البعض , أروج في هذا الموضوع , للفكر والمذهب الشيعي على حساب المذاهب الاسلامية الاخرى .. ولا أريد هنا , تحويل مدينة الموصل أو أخرى , من مذهب الى أخر .. فلكل عراقي معتقده , ولا يجوز لاي منا , أن نجبر الاخرين على تغيير طائفتهم أو مذهبهم أو عرقهم .. لاننا هكذا عراقيون ………

حكايتي ..

أبو ذنون , رجل عراقي , أجتاز الخمسين للتو , من أهالي حي الزهور , من ساحل الموصل الايسر , الذي كان خاضعا تحت سيطرة عصابات داعش الاجرامية لسنتين ونصف السنة .. متزوج , وله ثلاث بنات باكرات , وصبي في العاشرة من عمره .. في كل مرة , يحاول الهرب من الحي بأتجاه القوات الامنية , ألا أن عصابات داعش , كانت له ولسكان الحي بالمرصاد .. وقبل دخول القطعات العراقية حي الزهور بتسعة أيام , سمع طرقات على باب بيته الخارجي .. وأذا بثلاثة رجال مسلحين من داعش , يطلبون من أبي ذنون , أن يجهز له بناته الثلاث صباح يوم غد , لجهاد النكاح , بأمر ( والي الموصل الايسر ).. لم يستطع أبو ذنون من قول أي شئ , لهؤلاء البهائم , وعاد مسرعا الى عائلته التي سكنت في سرداب البيت , وجسده يرتجف رعبا ..

أم ذنون .. من كان يطرق الباب

أبو ذنون .. أنها مصيبة , مصيبة أم ذنون .. وبينما كان يروي الحكاية , راحت بنات أبو ذنون بالبكاء والعويل , متضرعات الى الله القدير أن يحميهن ويستر على أعراضهن من كل شر .. وبقيت العائلة هكذا لنحو خمس ساعات عصيبة , مرت وكأنها خمس ثوان , تفكر في حل مناسب لهذه المشكلة .. أستبعدوا الهرب , لان عناصر داعش ينتشرون في الازقة والشوارع , والقوات الامنية العراقية , ما زالت بعيدة عن الحي .. والمطر الشديد كان معوقا , هو الاخر ..

أحدى بنات أبو ذنون قالت مستذكرة : ( يمه , بيت أبو صالح , كلما يوكعون بضيج , يذكرون علي .. ويكولون , يا بو الحسنين يا علي .. خلونه يمه ندعي يا .. علي , بلكي يخلصنه من هاي الشده ) .. ( أبو صالح رجل من أهالي الموصل من الطائفة الشيعية , ويسكن حي الزهور منذ أربعين سنة , مقابل بيت أبو ذنون ) ..

جلس أبو ذنون وعائلته في شكل دائرة , والمرارة تخرج من أفواههم التي لم تذق طعم الاكل , والخوف يعتري أجساد العائلة المنكوبة , وصباح الغد يأتي مسرعا ..

وبدأ ابو ذنون بالقول , والعائلة تردد من بعده .. ( يا علي , حل مشكلتي يا أبو الحسن , وأستر على بناتي بحقك عند الله .. يا علي ) ..

وقبل الفجر بساعة .. سمعت العائلة التي لم تعرف النوم , طرقات الباب الخارجي .. حتى سارع الخوف أركان العائلة , والنحيب يعلو قلوبهم .. ذهب أبو ذنون ليفتح الباب , وأذا برجل مسن , وبلحية بيضاء , يطلب من أبي ذنون أن يجمع العائلة بسرعة , وأن يركضوا الى نهاية الشارع , حيث سيارة صغيرة بأنتظارهم .. أعتقد أبو ذنون أن هذا الرجل , هو من عناصر داعش .. ألا أن الرجل المسن أبلغه , أن السيارة ستأخذ عائلته الى بر الامان ..

يقول أبو ذنون ( لم أصدق ما يحصل ) .. وبدأت بالركض الى سرداب البيت .. وخلال ثوان معدودة , جمعنا ما يسهل حمله , وخرجنا من المنزل مسرعين باتجاه نهاية الشارع .. وبالفعل ركبنا السيارة , والخوف يتملكنا , والافكار تتزاحم في مخيلتنا .. ومن شدة الاعياء والفرح الذي بدأ يسري في دمنا , غفونا دقائق , ليست ألا .. يقول أبو ذنون .. وبين اليقظة والحلم , لاحت أمام عيني قبة ذهبية , في نهاية شارع طويل .. فسألت السائق : نحن في النجف أذن , وهذا ضريح علي ..

وبعد شهر من أقامة عائلة أبو ذنون في النجف الاشرف , وبالصدفة يلتقي بجاره أبو صالح .. وبعد السؤال والجواب , سأل أبو صالح ( من خلصكم من داعش ) , فأجاب أبو ذنون .. علي ……..

الحكاية , كما سمعتها , وحذفت منها فقط أسماء الشخوص

أحدث المقالات