8 أبريل، 2024 2:31 ص
Search
Close this search box.

يا عزيزي كلنا طائفيون

Facebook
Twitter
LinkedIn

ذات يوم نشرت في أحدى الصفحات التي أديرها على موقع الفيسبوك صورة لشاب يحمل أخية الممزق من الرصاص, يركض به و يبكي, و قلت أنها سوريا يا عرب, وجدت مئات التعليقات و هي تترحم عليه و تدعوا لهم بالنصر و التكبيرات و فيض من الحزن الواضح في تعابيرهم, و بعدها بشهر نشرت ذات الصورة و كتبت “هذا ما يحصل في البحرين” لكني فوجئت بالردود هذه المرة, لانها كانت ما بين التخوين و العمالة و ألصاق التهم فيهم, و منهم من قال أنهم شيعة يستحقون الموت! مع أنها ذات الصورة, و أنا متأكد لو كان الجمهور مختلف طائفياً لكان الرد العكس, هذا لاننا أصبحنا نرى الامور بمنظار طائفي و نزعم أن الإسلام دين الأنسانية لكننا لا نملكها, نحن فقط طائفيون
الا إن العجيب حتى الغير متدينين عندما يدور نقاش طائفي يتصدر ذلك النقاش و يتحدث في التاريخ لا بل يكفر أيضاً! نعم أنها قشرة طائفية تحيط به لمحتوى فارغ كما هي قنوات ” الهداية ” القنوات السنية و الشيعية التي تبث 24 ساعة تأتي بالأدلة و البراهين كي تثبت أحقية مذهبهم و أكاذيب المذهب الأخر, نراه تارة يقتصص المقاطع و يفبركها, و يأتي بنصوص أبناء المذهب ذاته لا يتعرف بها و يلصقها بهم جميعاً, و لسان المقدمين و الشيوخ و ألفاظهم التي لا تتجرى بها ” العاهرة ” بالبذائة, مبتعداً عن كل القيم و المبادى الأخلاقية التي يشير لها دوماً الإسلام, و بين هذا و ذاك صار الناس يبتعد عن الدين و يقترب من المذهب يوماً بعد يوم, و المذهب بنظره هو عبارة عن طقوس شكلية يومية بلا أدراك حتى, هذا ينادي بالولاية و ذاك ينادي بالفرقة الناجية و هم بالاساس بعيدون عن جوهر الإسلام
و فالنهاية الى اين يذهب شبابنا اليوم و في أي مستنقع سيسقطون غداً, فالعالم يعيش حاضره و يبني مستقبله و نحن لازلنا نتجادل في ماضينا لنسحق مستقبلنا, و إذا كان الماضي جزء من حاضرنا و مستقبلنا و ممهداً لجنتنا كما نزعم, فلما لا نعيش بسلام و نعمل بقوله تعالى “من شاء ليؤمن و من شاء ليكفر” فلا تهتم كيف يصلي أو يفكر أو يؤمن أو يصلي الأخر فهذا شي يعنيه هو و ربه و تعامل معه أنت كأنسان ” أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق” كما قال الأمام علي و ينشغل كل واحد بعباداته و يتقرب بنفسه لله التي سوف تجزى عليها نفسه فقط!  فسبحان من قال ” يوم لا تجزى نفساً عن نفس شيئاً و لا يقبل منها عدلاً و لا شفاعة”

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب