23 ديسمبر، 2024 10:18 ص

يا عراقيين “تموّنوا” .. فإغلاق الأميركيّون سفارتهم ببغداد لا يخفي الانقلاب المبيّت فيها “21 إغلاق” !

يا عراقيين “تموّنوا” .. فإغلاق الأميركيّون سفارتهم ببغداد لا يخفي الانقلاب المبيّت فيها “21 إغلاق” !

عودة “الأبن الضالّ” للحكم مجدّداً وفي مصر وليبيا وتونس عمّا قريب وفشل الإسلام السياسيّ بقضّه وبقضيضه وعجزه عن الوقوف على قدميه فوق منصّة الحكم ولو وقوفاً مرتعشاً والّتي أتاحتها له هجمة “القرن” الأميركيّة الثانية “الحرب الناعمة” بعد عجزها في الهجمة “القرنيّة” العسكريّة الأولى وتحطّمها على أرضي العراق وأفغانستان بقصد “قرننة” القرن الواحد والعشرين قرننة أميركيّة كاملة بعدما استنفذت “تجربة” الاسلام السياسي كلّ أساليبها للصمود في الحكم وعدم قدرة قادته على حمايته ولو باتّباع أساليب الأنظمة السابقة الّتي لطالما انتقدوها وعبرها حشدوا الشارع الإسلامي لإسقاطها بما فيها اقتفاء آثار تلك الأنظمة للاستعانة بالربا عدوّ النهج الإسلاميّ الأوّل ! علاوةّ على كسرهم “صلابة” موقفهم وتهشّمه أمام إغراءات أموال السياحة الّتي اعتقدوا طرق أبوابها سيمكّنهم من ترقيع اقتصادهم المرقّع من أساسه وفتحهم لها الأبواب على مصراعيها ولربّما لجوئهم لجرّ بلدانهم إلى عالم المخدّرات بأنواعها لتعزيز ميزانيّة حكوماتهم على الطريقة الأميركيّة “فالحكمة ضالّة المؤمن أنّا وجدها !” لأجل الصمود لحين التمكين فليس ذلك بمستغرب على غريق يبحثّ عن قشّة تنقذه حتّى ولو كان الغريق إسلامي سياسي ! لكنّ الظروف كانت أسرع منهم بعد أن علموا أنّهم فشلوا تماماً بتصوّراتهم النظريّة السابقة “اقتصادنا للصدر الاقتصاد الاسلامي لدسوقي أباضة اسس الاقتصاد بين الإسلام والنظم المعاصرة لأبو الأعلى المودودي ولعلّ أهمّها خاصّةً في المرحلة الأولى الحرجة لهذه الأنظمة مؤلّف الأمن الغذائي في الإسلام لأحمد صبحي العيادي .. الخ” عن إسلام “بديل” سيكون هو “الحل” بعدما رأوا صعوبة تحقيق “أمانيّهم” بالسهولة الّتي كانوا يتوقّعونها بعد أن اغترّوا بالحاضنة الاسلاميّة الواسعة لمجتمعاتهم ستساعدهم كثيراً في تثبيت أركان حكمهم دون أن يعيروا بالاً لمثل اقتصادي بسيط مجرّب وشائع أنّ حساب الحقل كثيراً ما يكون غير حساب البيدر ! ودون أن يعيروا بالاً إلى أنّ اقتصاد “الصحراء” وضفاف مدنها المشرفة عليها شيء واقتصاد المدن واحتكاكاتها الاقتصاديّة المعقّدة الشرسة شيئاً آخر , ولربّما لا نغالي إذا ما عزونا صمود نظام بشّار الأسد أمام “التغيير الديمقراطي الديني بالقوّة” طيلة سنتين ونصف وتقدّمه بانتصارات متلاحقة على جيوش الاسلام السياسي يأتي في مقدّمة الأسباب الّتي أفشلت حكم الإسلام السياسيّ لهذه الدول المنكوبة بما لم تسعفها بلفظ أنفاسها أو التروّي ولأسباب عدّة لا مجال لذكرها هنا وقد بيّنت منها في مقالة لي في الأيّام الأولى من فصل “الربيع” الّذي عمّ منطقتنا “بيّنت فيه بواحدة منها أنّ الربيع هذا بمجمله جاء يستهدف سوريا وحدها ! فاحتواء سوريا يعني طرد آخر معاقل “اليسار” ممثّلاً بروسيا والصين من الشرق “القديم” نهائيّاً استعداداً لمحاصرتهما بشرق كبير جديد وإسقاطهما بالإسلام السياسي ونموذجه البائن للعيان الآن في سوريّا” ! ؛ لقدرة “أصحاب” الربيع على إعادة الأمور في البلدان الّتي غيّرها “ربيعهم” بسهولة ما أن يفرغوا من سوريا ولتلك الجهات تجارب في ذلك لا تعدّ ولا تحصى” امتلأ بواحدةٍ منها معتقل “غوانتانامو” ! .. فكما بدأ الربيع بالعراق ف”لربّما” سيخرج منه أيضاً خروجاً مدمّراً “لربّما” اتّخذت له الولايات المتّحدة الأميركيّة استعدادات وسعة شملت إغلاقها 21 سفارة لها ببلدان آسيويّة وأفريقيّة قبل خروج هذا الربيع من مصر أو ليبيا أو تونس بعد خفوت فاعليّته , وذلك ما يدفعنا من باب التشخيص العلمي الموثّق لا “المخمّن” الّذي اعتدنا على جهوزيّة شمّاعته الّتي سنلقي عليه كالعادة تبعات تخلّفنا وغيبوبتنا الألفيّة الطويلة إلى البحث عن الأسباب الحقيقيّة الّتي هي لربّما أسباب “خفيّة” وستبقى خفيّة ولو بعد “ثلاثون عاماً” ! والّتي كانت وراء “التشكيس” المعاكس “تشكيس من مشاكسة” الّتي تريد إعادة الأمور إلى نصابها في هذه الدول قبل أن يعصف بها الربيع “فمن الربيع ما قتل !” وشكوك مثل هذه نابعة من إيمان لا لبس فيه من قدرة الدوائر الغربيّة بحكم استحواذها على أموال لا حصر لها من الذهب تستطيع أحجامها الهائلة من هذا المعدن النفيس وبالكمّ الهائل الّذي يمتلكوه ملأ مكان مهما كان واسعاً وتعبئته إلى سقفه ولو كان سعة المكان كبيرة للغاية بحجم كنيسة “جامع” أيا صوفيا الرومانيّة في “استانبول” والّتي لِسِعَتها وحجمها المرعب أحبطت العرب يوماً قبل الإسلام حين عبّر بعضهم عن ذلك الإحباط “ويقال أبا سفيان عندما استدعاه قيصر القسطنطينيّة” قائلاً منبهراً : واللّات والعزّى لو اجتمعت قبائل العرب وحواضرها جميعاً أمّةً واحدة واندفعوا يريدون جدار معبد الروم هذا اندفاعة سهمٍ واحد لما استطاعوا إخرامه ولو بسّم خياط !” .. فبالأموال المكدّسة لديهم “البنوك” يستطيعون بقدراتها الطاغية إجراء “التجارب” قدر ما استطاعوا ومتى شاءوا على شعوبنا يتعاملون معنا وكأنّنا “فئران تجارب” دون خوف من فشلها لقدراتهم وخبراتهم الطويلة معنا فيما لو فشلوا في تجربة ما من تجاربهم الكثيرة السابقة الّتي أجروها على شعوبنا فهم قادرون على استيعاب أو امتصاص أيّ فشل مخبري إذا ما فشل “فتفجّر” وانحرف عن مسار مخطّطهم المرسوم ولفلفته وكأنّه لم يحدث ثمّ ليناوروا بمهارة إغراءاتهم الماليّة “والعصا” الّتي تمسكها من طرفها الآخر لينفذوا إلى مراكز القرارات السياسيّة عندنا والّتي يعلمون جيّداً أين تكمن ويتسلّلوا إليها دون أدنى ضجّة تُذكر ..