23 ديسمبر، 2024 2:09 م

يا عبادي .. رفقا بالمكون التركماني

يا عبادي .. رفقا بالمكون التركماني

السيد رئيس وزراء العراق الدكتور حيدر العبادي المحترم
تحية عراقية طيبة ..
تصيبنا الدهشة وينتابنا الاستغراب من ابتعادكم عن اصدقائكم التركمان بشكل يثير الرعب في قلوبنا بعد أن كنت قريبا منا ومن همومنا وأوجاعنا الى وقت قريب ! بل كنا ننظر اليك بروح التفاؤل والأمل حين كنت تحرص على حضور مجالس العزاء على أرواح شهداء تلعفر او كركوك او طوز خرماتو او شيرخان أو تازة أوالموصل او بشير من شهداء التركمان ..من شهداء هذا المكون العراقي النازف المتواصل دون انقطاع منذ عشر سنوات .. وكانت الدموع واضحة تترقرق بعينيك فتهديء فينا بعض الأوجاع كما الاخوة المعزين ، وتمنحنا بعض الصبر على مصائبنا التي لا تنتهي وفي كل مرة كنت تزورنا فيها في حسينية الزوية حينما كنت تعزينا ..

اليوم وبعد مرور أكثر من ستة أشهر على استلامكم منصب رئيس الحكومة ، نشعر بأن المنصب قد أخذك بعيدا عنا ، وحيثيات السياسة اللعينة قد أثرت في مساركم ..

فما الذي حدث أو تغير في عهدكم يا سيدي العبادي ؟

وأنت القيادي في الدعوة كنت وما زلت أعرف من غيرك بما عانيناه على يد الديكتاتورية المقبورة والبعث اللعين فكان اول سجين سياسي من التركمان واول شهيد حكم عليه النظام البائد بالاعدام من التركمان ! واول من صار جسرا بشريا خرج على ظهره مئات الدعاة الى الخارج امتلأت مشانق صدام والسجون بشباب التركمان .

ما الذي جرى لكم يا سيدي الرئيس هل نسيت اخوتك في النضال والجهاد ؟

هل من جديد في مواقفك ؟

في قلوبنا اكثر من غصة وفي بالنا اكثر من عتب عليكم ! اوله لانكم لم تحضروا مجلس عزاء شهدائنا في معاركنا الدائرة ضد ارهاب داعش وهذه اظن اول مرة ؟

وقد نعذرك لارتباطاتك الرسمية والسياسية وتكالب القوى عليك من كل صوب ولكننا لا نستطيع تفسير اقصائنا من العملية السياسية وتهميشنا من الاستحقاقات الدستورية في كل مرافق الدولة .

فهل يصح ان يحرم مكون عراقي ثالث يبلغ تعداده ثلاثة ملايين نسمة من استحقاقاته في الوزرات ولم يحصل الا على وزارة يتيمة واحدة ( وزارة حقوق الانسان) بعد تبرع كتلة بدر النيابية من استحقاقاتها!

يبدو بان المعادلة تسير بصورة عكسية في هذا العهد وبعكس اتجاه عجلة التاريخ والمنطق فكلمات زادت التضحيات .. تقلصت الاستحقاقات !! (اكثر من نصف مليون مهجر وعشرات الآلآف من الشهداء على يد داعش وخسارة ممتلكات واراضي ومدن بكاملها ) .

وزارة واحدة ( محمد مهدي البياتي وزير حقوق الانسان ) في عهدكم ،مقابل اربعة وزارات هيئة في عهد المالكي ( الشيخ محمد تقي المولى رئيس هيئة الحج – جاسم

جعفر وزير الشباب ورئيس مؤسسة السجناء وكالة – د. طورهان المفتي وزير الدولة لشؤون المحافظات ووزير الاتصالات وكالة – عزالدين الدولة – وزير الزراعة ) .

والغريب العجيب في عهدكم ان قد تم منح هذه الاستحقاقات الى قوى سياسية تعمل معكم في العلن وتدعم داعش في الخفاء او الى من كان يتأمر على العملية السياسية او يتحايل اويحاول ابتزازها بشتى الطرق والوسائل او يحتضن الارهابيين في فنادقه .

اليس جزاء الاحسان الا الاحسان يا سيدي العبادي .. الم يثبت التركمان انهم فرسان النصر التي انطلقت منها رايات الاقتدار العراقي في آمرلي الصمود ؟

التركمان هم من قلبوا المعادلة ضد داعش وصمودهم الاسطوري هو الذي قلب الموازين العسكرية والنفسية في كسر شوكة داعش والبدء بالهجوم المعاكس ..فهل يجوز التغاضي عن هذا الدور والقفز على معطيات وتضحيات التركمان بسهولة ؟

اقصاء التركمان مشخص وصريح للتركمان في عهدكم والاختلال واضح في التوازن المنصوص عليه في الدستور العراقي وفي كل مفاصل الدولة سواء في الهيئات والوكلاء والسفراء والدرجات الخاصة والقادة الأمنيين.

أمر لا يصدق اذ لايوجد وكيلاً تركمانياً واحدا ، ولا مديرعام واحد تركماني في الوزارات كافة ، كما يوجد ممثل تركماني واحد لا مجلس امناء شبكة الاعلام العراقي ولا في مجلس امناء هيئة الاتصالات .

ولكن التركمان كانوا وما زالوا جنبا الى جنب المكونات العراقية الاخرى من عرب وكرد ومسيحيين وشبك وايزيديين التي تحب العراق وتحرص على وحدته وتضحي من اجل اسعاد شعبه .. ويبقى المقاتلون في الحشد التركماني الحجابات الامامية للشعب العراقي والدفاعات الاحتياطية للدولة العراقية الى جانب ابطال الحشد الشعبي والقوات الامنية البطلة .. ورهن المرجعية الدينية العليا ..

فهل يصح ان يكونوا اول المضحين وآخر ….. ؟