23 ديسمبر، 2024 4:45 ص

يا عبادي.. “بلاش دي” ..شوف جمال ماذا عمل حين انسلخ عن حزب الدعوة

يا عبادي.. “بلاش دي” ..شوف جمال ماذا عمل حين انسلخ عن حزب الدعوة

لقد شعر بالحرّيّة لأوّل مرّة بعد أن خلّص نفسه من معتقد احتكار الجنّة خاصّة الإخوان المسلمين, وعرف بحسّه البشري أنّها تخصّ الجميع وتعود ملكيّتها لله وللشعب ..أوّل ما بدء جمال “يحقّق اللي فنفسوا” مثلما يقال بالمصري ,وبحرّيّة ,كمن أطلق يده على مائدة بألوان الطعام وأشهاه ومن دون مبالاة من تهديد أو وعيد ,أخذ جمال يلفّ ويدور بملء حرّيته  حول أهم مجموعة المُحتكرات “قناة أو قنال السويس” ..انتزعها فأمّمها استغلّ انسحاب أميركا المهين لمصر بعزوفها عن تمويل السدّ العالي فأعلن تأميم القنال بتشجيع جماهيري “تشجّع ونحن خلفك” مهندس التأميم “محمود يونس” مع رفيقيه المهندسان “عبد الحميد أبو بكر محمّد عزّت” نيابة عن الشعب , بريطانيا وفرنسا سحبتا “المرشدون” من القنال لإحراج مصر بعد رفض جمال احتجاجهم “على اعتبار القناة رمز مصري” فنجحت مصر بإدارة القنال ,فتواصل تشجيع الشعب لجمال لم يتركوه بمنتصف الطريق ,فتشجّع هو لأن يقلب مصر من بلد زراعي فقط ,إقطاعي ومتخلّفة وببضعة سنين إلى بلد متقدّم “فاق إسبانيا وإيطاليا” حينها.. لم يحصل ذلك, وتأميم معامل النسيج وغيرهنّ ,لولا ثقة الرئيس بالشعب ,كما يحصل عندنا يناشدونك سيّدي العبادي وأنت تتردّد ؛”فهل تخوّفك من عِبَر التاريخ حين نكل العراقيّون بالحسين؟, لربّما, لكن اطمئنّ سيّد العبادي ,فالزمن تغيّر ..المهم في الأمر ,حصل لجمال ما أراد لشعبه حين انسلخ عن حزب ديني اشتغل بالسياسة ؛فأحزاب الدين اليوم مفرّقة لا جامعة.. يعني أن كانوا أصدقاء بدون طقوس أو شعائر فما أن دخل “الدين” بينهما تفرّقا.. سيّدي العبادي ..نحن وأنت نؤمن أنّ الله لا يكلّف نفسًا إلّا وسعها ,ووسعها تعني وسع كلّ النفوس وسعها وتستطيع تنفيذ ما موكل إليها بمستوى واحد ,ولكن لنطلق الفهم السائد أنّ هنالك نفس تستطيع ونفس لا ؛أنّكم سيّد العبادي لا تستطيعون وفق الظروف هذه ,لكنّك ستستطيع فيما لو “امتحنت” الجماهير الّتي خوّلتك “من باب الاحتياط” فتنفّذ ما تعلن ولو بقرار واحد منك لصالح الشعب من الوزن الثقيل طالما الشعب ألزمك الحجّة ,فألزمه أنت الحجّة ؛بقرار محاكمة المالكي مثلًا ,فلأوّل مرّة في التاريخ يخوّل الشعب رئيسه دون أن اختبار ,لأنّ الجماهير بحسّها البشري تعلم تفسير الآية الصحيح أنّ “نفسك” أنّها تعني أيّة نفس هي “وسعها” دون مراجعة لفقه “لغوي” لأنّ الأحاسيس الصادقة هي من تفسّر الأحداث والقرآن معًا وبالشكل الواقعي الصحيح طالما نصوصه تُعاش الأن من جديد ..القائد العام “لمجلس قيادة الثورة” تتذكّرونه سيّدي العبادي ,فهو بالأمس القريب قبل بضعة عقود ,قال وبالحرف الواحد: “نحن نصدر قراراتنا وفق ما نراه ووفق ما نرغب ,فالقوانين لدينا “مثل المطّاط” نشكّلها لصالح الشعب حيثما نريد ودون تدخّل أحد داخلي كان أم خارجي” ,ولو اطّلعتم سيّدي العبادي على أعداد قرارات “مجلس قيادة الثورة” كانت بالمئات ,تطبيق كلّ واحد منها كان يتم فورًا لمجرّد إعلانه على الملأ ومن دون وصول تحرير “القرار” للجهات المعنيّة بها ,ستجدها جميعًا كانت في صالح الشعب ,ليس فقط زمن النظام السابق بل منذ أوّل اعتلاء فكر لم يخلط الدين بالسياسة بالسلطة ..