23 ديسمبر، 2024 8:59 ص

في 20 سبتمبر 2014 ومع تسنمه لدفة الحكم كتبت هذه الرسالة الى الدكتور العبادي،.. وها أنذا أنشرها اليوم على ضوء مستجدات الواقع الملتهب والمتشظي والمفتوح على جميع الإحتمالات.
يا عبادي … كلما أقرأ أو أسمع أو أضع الإحتمالات لمآلات الدولة ترتسم صورتك أمامي،.. وأقول في نفسي: هل يفعلها العبادي؟ هل يرسم ويرتسم للعراق مساراً جديدا؟ وهنا فإني أخاطبك باعتبارك المسؤول الأول عن فعل الدولة.
يا عبادي.. إننا نطالب ونراقب ونحاسب فاسمع: • أتيت لسدة الحكم والدولة تحتضر، فاصنع لها الحياة، فقد لا تتكرر الفرصة لننجو كأمّة. • مجيئك الى السلطة كان لحظة خارج السياق، فاصنع من اللحظة غير المتوقعة تاريخا. • ليس لديك إلاّ النجاح، الفشل ممنوع، فإن فشلت فستأخذ البلد معك… خطط للأهداف بوعي، استعد بارادة واخلاص، انطلق بيقين لا يعرف التراجع، تابع باصرار لا يعرف الهوادة، جيّر الأمّة معك ضد مَن أجرم وطغى وأفسد وخان. • النزاهة لا هفوات فيها فاحذر، المجازفة سلاح الأقوياء والتردد خيبة، المغامرة رئة ثالثة تنفسها بشجاعة، واعلم أنَّ الأزمات الكبيرة تتطلب همماً أكبر، وإنّ أكبر اختبارات الهزيمة تجدد الهمة بالنصر. • عليك خلق السكة الصح في الإدارة والنزاهة وحمل الدولة على ركوبها، هذه مهمتك، لو نجحت سنصل. • غيرك أراد أن يكون بطل الخط، بطل الدولة، فكن خط البطل، واصنع الدولة البطلة. • اخرج من الذات الى الموضوع، من الحزب الى الشعب، من الكتلة الى الأمّة، ومن السلطة الى الدولة.، فالأمّة تريد رجل دولة ورمز هوية. • تذكر أنك مسؤول ومؤتمن، فاحكم بالعقل لا بالغريزة، وارمق المستقبل بعيداً عن اللحظة المأزومة، واعلم أنَّ الخيرين معك ما دمت مصلحاً وخيّرا.. لا لشيء إلاّ لأن النجاح يعم والفشل يعم…… وأخيراً، لا تكن عنوان خيبة بل شارة نجاح، سترفعك الأمّة ويخلّدك التاريخ.