23 ديسمبر، 2024 7:43 ص

ها..ها…ها ضحكة قوية مدوية إنطلقت من فمي وأنا أتابع لقاءات أعضاء مجلس النواب من على شاشات القنوات الفضائيات الخاصة والمخصوصة!وهم يعترضون على إقحام المادة38 من قانون التقاعد الجديد ،إذ تبادر إلى ذهني حكاية فلوكلورية عراقية تحوّلت بمرور الزمان إلى نكتة تتلاقفها ألسن الكبار قبل الصغار لما لها من مداليل وعبر …
يقال أنّه وفي غابر الأزمان كانت هناك قرية صغيرة يسكنها العرب وفيها مجموعة صغيرة ليس من العرب؟ وأغلب سكّان هذه القرية يمتهنون الرعي وتربية المواشي كمصدر رزق لهم.
وفي يوم من الأيام رأى الراعي غير العربي (صخله)، والصخلة لمن لا يعرفها هي المعزة أو المعزاة . وكانت الصخلة جميلة، مكتنزة ، ذات قوائم رشيقة ، وشعر أبيض برّاق ، وأذنين طويلين كسوالف العذارى ، وأسنانها بيضاء لامعة كصف من أحجار اللؤلؤ، إضافة إلى خصائص، وفضائل يعرفها أصحاب الأختصاص والكفاءات!
وأعجب بها أيّما إعجاب ، وكان يعلم أنّ الراعي العربي يعتزّ بها كثيراَ، ويحبها، ويعتبرها كأحد أولاده ،وكان يضع لها علفاَ خاصّاَ ويسكنها مع عياله خوفاَ وحرصاَ عليها، وأيضاَ من عيون الحاسدين .ويعلم أيضاَ أنّه مهما بالغ في سعرها لن يبيعها لأحد
فقرر جاره غير العربي أن يسرقها! فتربّص بها أياماَ ، وليالي، حتى رآها تخرج من بيت جاره لوحدها ،فركض مسرعاَ وأحتضنها، وأغلق فمها بقوّة لأنّكم وكما تعرفون أنّ صوت الصخلة (شهيره)
أي فضيحة! وعاد بها إلى بيته فرحاَ جذلاناَ مسرورا …
وهو لا يكاد أن يصدّق أنّ الصخلة أصبحت في بيته (هذا يذكرني أيضاَ بتصدير النفط العراقي من أقليم كردستان بدون موافقة وعلم الحكومة المركزية)!!!؟؟؟
المهم خرج الراعي العربي وحاله كالمجنون، وهو يبحث عن صخلته ، باحثا أعلى القرية وأسفلها، شرقها وغربها، وخلف البيوت، وأطراف النهر، لكن دون جدوى؟وأستغرق البحث أياماَ وليالي ،ثمّ قرر أن يطرق الأبواب سائلاَ عن فاتنته ، وحبيبته الصخله، لعلّ أحد من الناس رآها هنا أو هناك وبعد طرق عدّة أبواب وصل إلى بيت جاره غير العربي وطرق الباب فخرج إليه وقال بدون أن يسأل جاره العربي عن شئ وقال يا صخله!!!!؟؟؟
عندما تمّ التصويت على قانون التقاعد الموحّد رفعت الأيادي جميعها معلنة الموافقة والتصويت على هذا القانون بما فيه الخدمة الجهادية والمادة 38 بخصوص امتيازات أصحاب الدرجات الخاصّة، ولم يعترض عليه إلاّ واحد ولا أعلم من هو ؟!لكن عندما أعترض الناس من خلال التظاهر، والإعلام، والمنكوبين من المتقاعدين، والشرفاء من هذا الوطن، وعضد ذلك موقف المرجعية النبيل ، قالوا جميعاَ وبصوت واحد يا صخله!!؟؟
أي لم نصوّت نحن على هذه الفقرة من القانون وهذا خلاف الدستور وتطلعات الشعب، والإنصاف، وبعيداَ عن الشرف، وهو مضيعة للحقوق، وغشّ للمواطنين، وتلاعب بالقوانين، فأخذ هذا يلعن ذاك وذاك يتهم هذا ….
ولا أعلم ولا أدري كيف أصفكم..
أأقول جبناء ، أأقول كذّابين ، ملاعين، لصوص معتّقون ، نصابون متمرسون، لا حياء ولا خجل… اللهم عليك بهم فقد أتعبونا وأرهقونا .
أحد (النوّام) أقصد النوّاب المحسوب من أصحاب القضية سابقاَ وهو يدّعيها حالياَ، بعد يوم من إقرار القانون دافع عن الفقرة 38 وقال: إنّ السادة أصحاب الرئاسات الثلاث ، ونوّابهم ، والوزراء ، وأصحاب الدرجات الخاصّة وحماياتهم ،لهم وضع خاص ( شأنيّة) أي أنّ مقصود (الحچی) لا يجوز أن يتساوى زاير عوده المقعد بسبب بتر رجله عندما سقط أمام القطار أثناء عمله ،أو حجي محيبس الحارس ، أو حجية سلهابه، أو حجي مهاوي أبو التتن ، أو رازقية مرت الفرّاش طارش التي تبيع النفاخات أمام باب مدرسة … الأبتدائية بعد أن مات زوجها حزناَ وكمداَ على ولده خالد المفقود في العام 1991 ،نعم وحسب السيد النائم لا يجوز أن يتساوى هؤلاء مع هؤلاء ..!!.
ثم يخرج نفس النائم (أقصد النائب) هذا اليوم الأحد 9 شباط 2014 وعلى إحدى الفضائيات التي يتبع حزبها وهو يدافع عن موقف المرجعية وحتمية التصدي لهذه الفقرة ، ويطالب المحكمة الإتحادية بعدم تمرير هذه الفقرة من هذا القانون !!؟؟ ماذا تركتم للعواهر ؟؟
أليس من حقي أن أضحك وبأعلى صوتي ، وأسبّ وأشتم وألعن …
لقد كشفكم الشعب وصبر عليكم كثيراَ، ولن تشفع لكم مناصبكم عندما تحاكمون أمام الشعب وأنتم داخل الأقفاص يلعنكم الله ويلعنكم اللاعنون…