عودتنا الأحزاب السياسية على أنها تعمل لمصلحتها, ثم لمصلحة أتباعها, ومن باعها صوته رخيصا, فإن بقي شيء, فهو لأبناء الشعب, الذين لا تتذكرهم الا قبيل أيام الانتخابات بفترة وجيزة, لتنزل بكل ما أوتيت من قوة, مستغلة الضعف المادي والثقافي لهم, فتوزع المواد الغذائية والملابس والبطانيات وتصل الى كارتات الموبايل, ولكن هذه الهدايا تكون مشروطة في بعض الأحيان, أن مستلمها يقسم بالقران الكريم, بأن صوته, سيكون الترياق الذي يمنح الأحزاب, القدرة على البقاء على قيد الحياة.
الأحزاب السياسية, تعمل جهدها على أن تجتاز المرحلة الإنتخابية, وتستولي على حصتها, لتبدأ بالإدخار, منتظرة أن تعيد دورة حياتها في العملية السياسية, تمسك بالمناصب, إمتصاص أكبر ما يمكن من الأموال, لتستعد لشراء الأصوات بأرخص الأسعار, هذه هي حال الأحزاب, التي إنقرض بعضها ولا زال البعض ينازع أنفاسه الأخيرة, محاولا أستغلال اي أمر يمكنه مد حياتها ولو لفترة أخرى, ولعل البلاء الذي إسمه داعش, كان الأمر المنقذ لمن أفلس من الأحزاب, مستغلة حالة الفوضى لتتاجل الإنتخابات.
تأجيل الإنتخابات, هو الحلم السعيد للعديد من الأحزاب التي حان وقت رحيلها, لتبقى فترة أطول, قبل أيام قليلة كنت في مجلس, ضم بعض الاصدقاء, وفي خضم الحديث فاجأنا أحد الحضور بقوله: فاز الشيخ روحاني بالانتخابات, فقلت مستغربا: بهذه السرعة, البارحة كان التصويت! فقال الجميع بصوت واحد: وهل العراق كإيران؟ يا حاج, كل دول العالم تظهر نتائج الانتخابات بعد ساعات من غلق صناديق الاقتراع, إلا في العراق فهي ترتب وتشذب وتعدل كما تحب وتهوى الاحزاب الحاكمة.
أطرقت قليلا, وفكرت بصمت, لو أن الانتخابات أجلت, ماذا سيحدث, مجلس النواب بلا أية صلاحيات, الحكومة, ستكون حكومة تصريف أعمال, لا تشريع ولا تصويت على القوانين, البلد سيمر بفراغ سياسي, وهو يمر بمعركة شرسة مع عدو لا يرحم, ربما ستظهر لنا أزمات نعجز عن حلها, وقد تتدخل دول الجوار لتفرض علينا ما لانحب, وقد يجرنا الوضع الى الاجتهادات الشخصية, فتذهب البقية الباقية من ثرواتنا نهبا, بين من قدم مصلحته على مصلحة الشعب فلا ينفعنا ندم.
فيا شعبي العظيم, حذار أن تستمعوا لمن يجملون الكلام ويزخرفونه, فيجعل مصلحتنا بتاجيل حقنا,في اختيار ممثلينا الذين نريد, نعم نؤجل انتخابات مجالس المحافظات, لتدمج مع انتخابات البرلمان فيكون لنا اقتصادا بالنفقات, ولكن تاجيل انتخابات مجلس النواب, لا ولن نوافق عليها, كفانا ما عانينا وحان وقت التغيير الحقيقي, فلنقل كلمتنا لا لتاجيل الانتخابات .