23 ديسمبر، 2024 10:20 ص

يا سيّد عمّار الحكيم أذبحوها على قبله

يا سيّد عمّار الحكيم أذبحوها على قبله

صوّت التحالف الوطني الشيعي بالإجماع، على أختيار السيد عمار الحكيم رئيساً دورياً له.
سأجعل من نفسي مواطن بسيط، وأتسآئل: 
ماذا قدّم لنا التحالف الوطني الشيعي ،عندما كان موحداً متماسكاً،بقيادة الزعيم السياسي الراحل السيد عبد العزيز الحكيم”طاب ثراه”؟
من المؤكد لديّ،وقد يتفق معي الكثيرين،ان التحالف الشيعي قدّم لنا أسوء النماذج من الحكام،لإدارة الدولة العراقية،بسبب انتهازية،ونفعية بعض الاطراف السياسية المنتمية له.
قد يقال:ان الحكومات العراقية،طيلت هذه الفترة رغم مساوئها الكثيرة،قد قطعت شوطاً كبيراً في التقدم، وحققت مكاسب سياسية وإدارية، من بناء مؤسسات للدولة وغيرها.
نقول:صحيح ولكنها وقتية،بنيت على مصالح حزبية ضيقة،وليست لمصلحة الشعب والبلد،ولو كانت هناك نسبة متساوية بين الإخفاق والنجاح،لقلنا ان التحالف الوطني قد نجح،ولكن نسبة الإخفاق كانت أكبر بكثير،ولذا نقول ان التحالف الوطني فشل فشلاً ذريعاً في قيادة الدولة العراقية.
هذا الفشل،زرع اليأس في نفوس المواطنين،وخلق إحباطاً شديداً لديهم،وأوجد فراغاً،وبعداً، وتنافراً بين المرجعيات الدينية،وبين الطبقة السياسية المتسلطة،مما حدى بأحد المراجع، الى الإفتاء بحرمة انتخاب رئيس الحكومة السابقة،والمطالبة من المرجعية العليا للناخبين بتغيير الوجوه الفاسدة.
مضت فترة طويلة،والتحالف الوطني يعيش حالة من التيه والضياع، متصدّع، ومتمزقّ،ولم يتفق قادة الكتل المنضوية تحته على رئيسٍ له، فما الذي أستجد الآن؟ وما الذي جعل دولة القانون توافق على السيد عمار الحكيم،بعد ان كانت معارضة بشدة عليه؟!
التحالف الوطني؛يوجد فيه ثلاثة اطراف رئيسية،تلعب وتمثل دوراً سياسياً كبيرا،ة،هي كل من:المجلس الاعلى،الذي أتخذ سياسة”ام الولد”، منهج،وسلوك،وممارسه له. الطرف الثاني:حزب الدعوة،الذي استخدم سياسة”الغاية تبرر الوسيلة”،فهو على أستعداد ان يستخدم كافة الوسائل،المباحة وغير المباحة من أجل التشبث بالسلطة،أو الوصول إليها. الطرف الثالث:التيار الصدري،وسياسته البحث عن المكاسب،ونيل الغنائم الوزراية،فكان هو الطرف المرجح ،لترشيح رئيس الوزراء داخل التحالف، إذا نفذت له مآربه ومطامعه، وحزب الدعوة عرف من أين تأكل الكتف،فلذلك حكم لأربع مرات!؟
يمكننا الإجابة عن سؤالنا السابق، فنقول ان موافقة حزب الدعوة،على سيد عمار الحكيم،بعد ان شعر حزب الدعوة انه مقبل على مرحلة مفصلية،وانه خسر سياسياً على المستوى المحلي والإقليمي،مع زيادة في سخط المواطن على الحزب السلطوي،فأختيار السيد الحكيم لمنصب الرئاسة،هو إعادة لترتيب،وترميم بيت الدعوة،بأعتبار ان آل حكيم لهم ثقلهم السياسي-محلياً وخارجياً- والاجتماعي،ولقربهم أيضاً من المراجع.
حزب الدعوة،يريد ان يتستفاد من السيد عمار الحكيم،في المرحلة المقبلة من الأستحقاق الأنتخابي، ليقدموا مرشحهم الجديد لرئاسة الوزراء،بعد ان يعقدوا صفقات،و مساومات مع التيار، ويقدموا عدة تنازلات من الوزارات لهم،بالاضافة الى تنفيذ مطالبهم، وهذا ماذا يريده التيار نفسه،وبالتالي سنعيد سيناريو الجعفري والمالكي،ومن ثم سيضطر السيد الحكيم لاقناع الأكراد والسنة، بقبول مرشح التحالف الوطني لرئاسة الوزراء،بما له من جاه ومقبولية ومحل ثقة عند بقية المكونات، مثلما أضطر والده السيد عبد العزيز الحكيم لفعل ذلك.
لكن،كيف يوفّق سيد عمار في الجمع  بالمرحلة المقبلة، وخاصة عند اقتراب الانتخابات،بين جمع ولملمت التحالف الشيعي تحت قائمة واحدة-حسب ما اعتقد-وبين دعوة المرجعية العليا بتغيير الوجوه الفاسدة،ومن المؤكد ان أكثر الوجوه الفاسدة سترجع نفسها في التحالف الوطني،وتُرشح في الأنتخابات؟!
ينبغي للسيد عمار الحكيم أن لايكون سلّماً للغير،يبغون من خلاله الصعود، والوصول الى السلطة من جديد، فنوايا بعض الساسة في التحالف خبيثة،كما عهدناهم وجربناهم، مستغلين حرص آل الحكيم على وحدة الصف الشيعي.
لذا على السيد عمار الحكيم،ان اراد النجاح في مهمته كرئيس للتحالف الوطني،وكذا على القيادات الخيرة الموجودة في التحالف،ان يحددو هدفهم من الآن،ويجددو آثاث البيت الشيعي،ويعيدوا ترتيب أوراقه، فيقوموا بتوحيد صفوفهم،وإخراج المتهمين بالفساد من بينهم،وتعيين رئيس وزراء يكون من خارج الحزب الحاكم ،كفوء ونزيه،يحضى بالمقبولية الوطنية،والإقليمية، والدولية،قبل إجراء الإنتخابات،ان ارادو كسب المواطن العراقي،ورضا المرجعية الدينية، وإصلاح ما أفسده السابقون.
يجب على السيد عمار الحكيم،باعتباره رئيساً للتحالف ان يجلس مع قادة الكتل،ويضعوا النقاط على الحروف، ويذبحها على قبله معهم،لقطع الطزيق على الماكرين،وأصحاب النوايا السيئة في المستقبل.