23 ديسمبر، 2024 7:15 ص

يا سيوف خذيني ضريبة الإصلاح…

يا سيوف خذيني ضريبة الإصلاح…

الإصلاح ضرورة لكل مجتمع، وفي كل زمان ومكان، لأن الظلم والفساد والانحراف أذا استشرى أو هيمن وحكم، لابد من مقاومته، بل إن الحاجة الضرورية للإصلاح تبقى حتى لمواجهة الجمود والركود، لأنهما لون من ألوان الفساد باعتبار إن التطور والرقي والتكامل أمر ضروري تحتاجه الشعوب…
الإصلاح لا يتحقق بمجرد إطلاق الشعارات أو ترديد المفردات أو الخطابات التي لا تترجم إلى مواقف وأفعال صادقة ثابتة، يضاف إلى ذلك أن للإصلاح ثمن وضريبة كبيرة تصل إلى بذل الدماء والأرواح، فالمصلح الحقيقي لا يتردد في التضحية بالغالي والنفيس من اجل تحقيق الإصلاح ولقد خط الحسين عليه السلام بدمه الزكي اسمي الدروس المشرقة عن التضحية في سبيل تحقيق الإصلاح ومقارعة الفساد والظلم بكل إشكاله السياسي والاجتماعي والاقتصادي والعرقي والقبلي والمناطقي والطائفي وغيره،
فحينما أدرك الحسين عليه السلام أن الإصلاح والعدل وتصحيح المسار ونصرة المظلوم وإحياء القيم والمثل الإنسانية (التي أراد الظلم والفساد طمسها وسحقها)، والمحافظة على استمراريتها وديمومتها لا يتحقق إلا بقتله عليه السلام لم يتردد، ولم يساوم، ولم يتباطأ، ولم يتراجع، ولم يجلس في بيته، ولم…ولم…، خرج بركب التضحية والفداء والإباء، وأعلنها صرخة مدوية زلزلت عروش الظلم والفساد إنها صرخة “يا سيوف خذيني”، وفعلا صار جسمه الطاهر محط طعنات الرماح وضربات السيوف والنبال والحجارة وغيرها….من أجل تحقيق أهدافه الإصلاحية الإنسانية التحررية.
إن إحياء ذكرى استشهاد الحسين والاقتداء بالحسين والسير على نهجه الإصلاحي وإعلان الحب الصادق له ونصرته وتجسيد شعار “هيهات منا الذلة” و”مثلي لا يبايع مثله” وغيرها من الشعارات الحسينية الخالدة، كل ذلك إنما يتحقق بنصرة الهدف الذي خرج وضحى من أجله الحسين عليه السلام بنفسه وأهل بيته وأصحابه أنه الإصلاح، الإصلاح الحقيقي لا الإعلامي، وبذل كل الجهود والتضحيات من اجل ذلك، وهذا ما أكد عليه أحد العلماء المعاصرين في بيان له بقوله: ولنكن صادقين في حب الحسين وجدّه الأمين ((عليهما وآلهما الصلاة والسلام والتكريم)) بالإتباع والعمل وفق وطبق الغاية والهدف الذي خرج لتحقيقه الحسين ((عليه السلام )) وضحّى من أجله بصحبه وعياله ونفسه ، انه الاصلاح ، الاصلاح في امة جدِّ الحسين الرسول الكريم ((عليه وآله الصلاة والسلام)).