17 نوفمبر، 2024 2:25 م
Search
Close this search box.

يا سيادة العبادي هل بقي شىْ للكرد ما له قيمة وغير مرفوض ؟

يا سيادة العبادي هل بقي شىْ للكرد ما له قيمة وغير مرفوض ؟

قال السيد حيدر العبادي رئيس وزراء العراق في خطاب له حول موقف الحكومة العراقية عن اجراء الاْستفتاء في اقليم كردستان (( اْن الاْستفتاء مرفوض وليس له قيمة ) والسؤال الملح المطروح على العبادي والتحالف الشيعي ,ماذا بقي للكرد في حكومتكم ودستورها ليس ملغيا ومرفوضا و ليس محكوما بالزوال ؟
المالكي والعبادي شخصيتان في لباس واحد,فالمالكي كان صريحا في معاداته للكرد وحكومة كردستان و قام بخطوات كبيرة لعزل السياسيين الكرد عن حكومة بغداد والعمل على تسلط الاْغلبية الشيعية على الحكومة التي كان من المفترض اْن تكون حكومة شراكة,ولعل اْكبر الخروقات الدستورية لحكومة المالكي ودون الرجوع الى البرلمان هو قطع حصة شعب الاْقليم من ميزانية العراق ,وعدم توفير حصة قوات البيشمركة من الاْسلحة والعتاد ,فالعبادي انذاك واْن كان غائبا في الساحة وفي حكومة المالكي , كان ارائه ومواقفه عن الكرد والسنة اْيضا عدائيا وطائفيا وكان يقوم باْرشاد المالكي كيفية عزل السنة والكرد عن الحكومة الفدرالية وكيفية بناء دولة شيعية اْساسها هيمنة الاْغلبية , اْي اْغلبية الاْحزاب الشيعية في البرلمان العراقي,وبعد تمكنهما من قطع ميزانية الاْقليم والتي كانت 17 بالمئة من ميزانية العراق ومن ثم اْخماد صوت سنة العراق التي قامت بتنظيم مظاهرات سلمية في مدن العراق اْحنجاجا على فساد الحكومة العراقية واْستبداد الطائفة السنية في العراق بقوة النار والحديد حيث قاموا بتصفيات واْغتيالات دموية واسعة في اوساط المعارضة السنية .اْما بالنسبة لسياسة وفكر العبادي فاْنه شخص سياسي يستطيع كتم تفاعلاته الداخلية وكظم غيظه وعدم الاْفصاح عما يريد وما ينوي ,فالسياسة التي ينتهجها العبادي هي نفس السياسة المنتهجة من قبل المالكي ولكن باْسلوب اخر,
لقد اْخطاْ الكرد في مشاركتهم في الحكومة العراقية ثلاثة مرات,الاْول اْنهم دخلوا في حكومة فدرالية غير متوازنة ,ففي الاْساس كانت فدرلية عام 2003 هي اْتحاد بين الاْحزاب الكردية ضمن حكومة داخلية غير معترف بها وبين حكومة البغداد التي لها جيشها وتاْريخها ودستورها ,اْي حكومة معترفة بها دوليا وعضوة في منظمة الاْمم المتحدة ,وخطاْ الكرد انذاك والذي اْشار اليه الرئيس الليبي القائد الشهيد معمر القذافي الذي اْرسل انذاك رسالة الى الاْكراد قال لهم باْنهم اْضاعوا فرصة تاْريخية كبيرة بعدم اعلان دولتهم والاْنضمام الى حكومة بغداد ,الخطاْ الثاني للكرد اْنهم ساندوا السيد المالكي ليتبواْ منصب رئيس الوزراء كما دعموا السيد العبادي منذ توليه منصب رئيس الوزراء وحتى الان .بالرغم من عدم الاْهتمام اْساسا بصوت الكرد في البرلمان العراقي وفرض تنصيبه بصوت الاْغلبية وتهميش صوت الكرد والسنة وسياسة التوافق في الحكومة العراقية وانتهاج سياسة الاغلبية الشيعية ..
ومنذ مغادرة المالكي منصبه وتولي العبادي منصب رئيس الوزراء ,اْنتهج العبادي سياسة عدائية وخفية واْستمر في تطبيق سياسات المالكي ضد الكرد والخروج من الدستور العراقي وهي في الاْصل سياسة البعث ضد الكرد ولكن باْساليب وطرق اخرى ,نذكر فقط اْهمها:
1- اْلاستمرار بعدم صرف المستحقات المالية حسب الدستور العراقي لحكومة اْقليم كردستان فبداْت الحكومة في الاْقليم باْخراج وتصدير نفطها ولكن باْسعار متدنية ورخيصة جدا وبكميات قليلة حيث لم تتمكن من صرف رواتب موظفيها,فحاولت حكومة العبادي منع التصدير وسجل دعاوى حكومية ضد الكرد في اْميركا وطلبت من تركيا عدم بيع نفط كردستان ,ولكن هذه المحاولات باءت بالفشل الذريع لاْن تصدير النفط هو حق دستوري للكرد فالدستور العراقي يقول ان ثروة العراق هي لكل العراقيين واْن قطع ميزانية الاْقليم هو خرق دستوري خطير وفاضح .ولهذه الاْسباب واجهت حكومة الاْقليم مصاعب جمة في تدبير اْموال شركات النفط وصرف رواتب الموظفين ,فاْضطرت الحكومة تقليل رواتب الموظفين بنسبة 65 بالمائة واْدى ذلك القرار الى خروج الناس للشوارع وعدم اْنجاز المشاريع الخدمية في كردستان ,والتوقف عن البدء باْي مشروع خدمي ,مما ساعد في اْصابة كافة وزارات حكومة الاْقليم بالشلل ,لقد كان هدف العبادي اْن يلتمس شعب كردستان الخضوع لسيطرة بغداد والقيام بثورات اْو اْنتفاضات ضد حكومة كردستان من اْجل الاْبتعاد عن كل ما يثبت شخصية الاْنسان في كردستان ولكن كل تلك المحاولات قد باءت بالفشل ونسي العبادي ان شعب كردستان وبعد تشكيل حكومته بع انتفاضة اذار 1991 كان يعاني من ثلاثة انواع من الحصار الاقتصادي ,حصار دولة العراق وحصار دول الجوار وحصار الاْمم المتحدة واْمريكا,فاْلتحق الموظفون بدوائرهم وتوجه المدرسون الى مدارسهم .وبالرغم من محاولات كثيرة من قبل حكومة الاْقليم لتحسين العلاقات بين بغداد واْربيل ومنها زيارة رئيس حكومة الاْفليم الى بغداد والاْجتماع بالعبادي الا اْنه قال لرئيس الحكومة كذبا اْن حكومة العراق قد اْفلست وليس في خزائن العراق اْموالا ,فرجع رئيس الحكومة الى اْربيل ليقول للشعب اْن بغداد قد اْفلست ,ولم يمر يومين حتى اْعلن كبار الشخصيات الشيعية في الحكومة والاْحزاب الشيعية وفي وزارة المالية اْن بغداد لم تفلس واْنها ستستمر في اْنجاز كل ما يترتب عليه من اْموال لصرف رواتب الموظفين وشراء الاْسلحة وفي مرحلة من المراحل وافقت حكومة الاْقليم تسليم نفطها الى سومو الا اْن الحكومة في بغداد لم توفي بوعودها ولم تصرف ميزانية الاْقليم
2- قام العبادي باْبعاد الضباط الكرد في الجيش العراقي الذي كان من المفروض اْن يكون جيشا فدراليا مشتركا , .ومن الناحية اللوجستية قطعت بغداد كل اْلامدادات العسكرية عن البيشمركة وقطعت حتى رواتبهم وحتى في معاركه وقتاله مع عدو الشعب العراقي (داعش) ومشاركتها الفعالة في تحرير الموصل,فاول طلقة ضد داعش في الموصل خرجت من بنادق البيشمركة
3- بداْ المتطرفين من الشيعة في بغداد بتهديد الاكراد الفيليين وطردهم من مدينتهم ,وبداْوا بالفعل بتشريد عدد كبير من عوائلهم الى اقليم كردستان !عند سماعي هذا النباْ اْصبت بالدهشة والصدمة !
الاْكراد الفيليين هم اْكراد من الشيعة ,فهم تعرضوا الى الاْبادة الجماعية خلال السبعينات عندما قامت حكومة البعث باْلقاء القبض على عدد كبير من شبانهم ومن ثم تصفيتهم,وبعد تاْسيس المعارضة الشيعية اْنضم عدد كبير من الفيليين الى فصائل المعارضة العراقية الشيعية وليس مع الاْكراد وخاصة اْنضمامهم الى حزب الدعوة ,واْول عملية كبيرة لهم هي محاولة قتل طارق عزيز بالرمانات في 1 نيسان عام 1980 في الجامعة المستنصرية من قبل سمير نور غلام الشاب الفيلي الذي كما يقال اْنه كان من بين اْعضاء حزب الدعوة ,فقامت حكومة بغداد بتصفية عائلتهم ,ومن ثم داهمت كل عوائل الفيليين في بغداد وتشريدهم على الحدود الفاصل بين العراق واْيران وطردهم من العراق والاْستيلاء على ممتلكاتهم ومنازلهم ,وتم القاء القبض على 12 الف شاب فيلي حيث قامت جلاوزة التصنيع العسكري باْختبار الاْسلحة الكيميائية عليهم ,والان ها هم شيعة العراق بداْوا بتشريد الفيليين الذين قد صوتوا البارحة في كافة الاْنتخابات للشيعة وليس للكرد وها هم قد تعرضوا للتشريد بيد الشيعة وقادة حزب الدعوة التي سانده الفيليين اْكثر من شيعة العرب! عن اْي دستور تتحدث يا سيادة الرئيس ؟
4- العبادي يعرف اكثر من اي شخص اخر ان مدينة كركوك قد تعرضت الى التغير السكاني من قبل حكومة البعث حيث كانت الحكومة البعثية تصرف عشرة الاف دينار لكل عائلة عربية تتطوع بالسكن والعمل في مدينة كركوك ,فاْنشئت من اْجل ذلك عشرات من المجمعات السكنية للعرب الوافدين مثل مجمعات الممدودة والوحدة والحي العسكري …الخ وفي نفس الوقت قامت سلطات البعث الاْمنية بترحيل الاف من العوائل الكردية وهدم مئات من القرى الكردية والقيام بالتغير الجغرافي والاْداري لمدينة كركوك ,مثل عزل مدينة جمجمال وقراها عن كركوك واْضافتها الى ادارة مدينة السليمانية ,ومدينة طوز التي كانت تابعة لمدينة كركوك اْصبحت تابعة لادارة مدينة تكريت ,وقد جاء في دستور العراق تطبيق مادة 140 خلال فترة زمنية لا تتجاوز سنتين ولكنه ومنذ عام 2003 وحتى الان لم يطبق هذا البند من الدستور على اْرض الواقع .بل شجعت بعض من الاْحزاب الشيعية العوائل العربية التي اْستلمت مبالغ مالية مقابل عودتهم الى مدنهم الاْصلية ومن ثم نقل موظفين من الشرطة والمرور و دوائر خدمية اخرى من المدن العراقية الى كركوك ,وبعد ذلك قطعت حكومة العبادي كل المساعدات والمستحقات المالية لهذه المدينة لاْنه وبعد هروب وفرار الجيش العراقي من المدينة اْمام قوات داعش ,صمد بيشمركة كردستان في المدينة ووقفت بشجاعة اْمام غزو داعش للمدينة .فاْي دستور تحترمه يا سيادة العبادي وقد اْصاب كل بنوده بالمذلة والخروقات .
5- بالاضافة الى الاستمرار في عدم صرف مستحقات الاقليم من الميزانية قطعت حكومة العبادي ومنذ سنتين تزويد شعب كردستان بالوقود من النفط والبنزين وعدم صرف مستحقات الفلاحين الكرد عند بيع محصولهم من الحنطة للحكومة ,ومنذ تاْسيس الدولة الفدرالية لم تساعد وزارة الزراعة العراقية فلاحي كردستان باْي نوع من اْنواع البذور والمكائن والاْدوية ,
6- بالرغم من مشاركة القوات الكردية في الحرب ضد داعش مع الجيش العراقي وبالرغم من وقوع الاف من بيشمركة كردستان شهداء واسرى بيد ارهابيي داعش وبالرغم من نجدة السكان العرب من الذين تعرضت مدنهم وقراهم وقصباتهم الى الغزو الداعشي ,لم تزود حكومة العبادي هذه القوات باْي نوع من اْنواع الاْسلحة وحتى الاْسلحة الخفيفة والعتاد وقطعت رواتب البشمركة ,وهي تخالف كل بنود الدستور العراقي الذي يؤكد على صرف رواتب البشمركة وتزويدهم بالاْسلحة ,وبعد تدخل حكومة اْميركا وحلفائها في حرب داعش وقامت هذه الحكومات بتزويد البيشمركة بالاْسلحة فقامت حكومة العبادي بمصادرة كثير من المساعدات العسكرية من الاْسلحة والعتاد الى هذه القوات ,مثل سرقة ما قدمتها الحكومة الكندية الى قوات البشمركة من اْسلحة واْعتدة ,
7- بعد اْن تمكن العبادي بهدوئه ودهائه ومكره لوي اْيادي البرلمان ورئيسه المقولب ورئيس جمهوريته ,ها هو يفرض قراراته واْحكامه على البرلمان دون سماع صوت من اْصوات المعارضة اْو المشتركين معه في الحكم ,فقد نجح في فرض ميليشيا الحشد الشعبي الذي يهدد وبعلانية الكرد والسنة ويوعدونهم بالقتل والاْبادة ويخصص لهم ميزانية ومساعدة مالية تساوي ميزانية اْربعة اْو خمسة محافظات ,وتعمل حسب اْوامر خارجية وغير عراقية .فقد قام الحشد بانتهاكات غير انسانية ولم يفدم شخص واحد الى محاكم الدولة .ولعل قتالهم مع قوات البشمركة في طوز خير دليل على ذلك
باختصار شديد هناك عشرات من الخروقات الدستورية لحكومة المالكي والعبادي للدستور وكل تلك الخروقات المتكررة دفعت الكرد ليقول : كفى للاْستبداد ,كفى للظلم والحرمان ,فكل ما قامت به حكومة المالكي والعبادي كان على حساب شعب كردستان ,فالضحية الوحيدة لهذه المهاترات السياسية هو شعب كردستان فقط وليس جهة اْو شخص اخر,وبعد اْطمئنان الدكتاتور الهادىْ من اْسكات الجميع والهيمنة على كل الوزارات والاْجهزة الاْمنية والمالية والسياسية فها هو يظهر بمظهر الدكتاتور السلطوي الهادىْ ويتلذذ بخطاباته التافهة والطائفية ,ليقول للكرد اْن الاْستقتاء مرفوض وليس له قيمة
ان رفض صوت اْكثر من خمسة ملايين شخص من قبل حاكم ورئيس دولة يعتبر ذروة التسلط الدكتاتوري ,فهو يرفض دون اْن يعطي اْية قيمة واْعتبار للبرلمان العراقي ولمحاكم البلاد ودستور البلاد ,وينفي قيمة لصوت دون اْي اْساس اْخلاقي وسياسي وديمقراطي,فالرفض ونفي اْية قيمة لما يريده الشعب,يعني توجه العراق نحو نظام دكتاتوري .

 

أحدث المقالات