تجري التحضيرات في اسطنبول والدوحة وعمان لملمة شخصيات عراقية وتركية من اصول عراقية واغلبها من الطائفة السنية وحشدها في مؤتمر سينعقد في العاصمة الاردنية ليتمخض عنه تأسيس كيان سياسي ، ومن ثم تسويقه على انه الممثل الشرعي للطائفة السنية في العراق.
التحرك القطري التركي يأتي في سياق استثمار التغيير في سورية بعد استيلاء جماعات ارهابية سلفية تكفيرية على الحكم في دمشق .
القطريون والاتراك يراهنون على تحويل التغيير في دمشق الى نقطة فوز وعامل قوة وتهديد لصالحهم ، فهم يلوحون بسورية كبؤرة للارهاب للضغط على نظام الحكم الديمقراطي في بغداد لارغامه على تقديم تنازلات .
فالرسالة من هذا التحرك ،بسيطة وواضحة ومباشرة وتنطلق من تصوراتهم هي ان ايران قد ضعف تأثيرها وبالتالي اصبح التيار الاسلامي الشيعي في العراق بلا غطاء اقليمي وبالتالي عاد الشيعة العرب في العراق الى اقلية في المحيط العربي ! .
والفكرة التركية – القطرية هي ان العراق المزعوج اميركيا والمعزول روسيا ، سيصبح عائما بلا غطاء وبلا حماية وسيكون طريدة تائهة والشاطر هو الذي سيصل الى بغداد قبل الاخرين . !
هذا السيناريو تقوده تركيا لانها تعتقد بان الفرصة مواتية لعودة العثمنة عبر بوابة الطموحات الاسرائيلية على اعتبار ان الاتراك يمكن ان يحلو محل الايرانيين بما ينسجم مع المشروع الاميركي – الاسرائيلي العازم على محاصرة ايران وتقويض نفوذها في المنطقة ومن ثم توسيع ما يسمى بالشرق الاوسط الكبير .
والتأمر على العراق ( بجريرة ايران ) أمر محبب ومقبول لدى اسرائيل واميركا وبعض الدول الاوروپيه و اغلب حكام الخليج ، والاهم والاخطر هو انه يحظى بحاضنة داخل العراق من فئات وجماعات شيعية وسنية ،بدأت تنشط ( بعد حرب 7 اكتوبر ) !! عبر تحركات سياسية واعلامية .
° مالذي يشجع القطريين والاتراك للتامر على العراق ؟
بالاضافة الى التغيير في سورية حيث بات العراق تجاوره دولة تحكم من قبل سلطة ارهابية دموية في دمشق …..، هناك عامل اهم ومشجع للتعدي والتآمر على العراق واستضعافه وهو ضعف النظام السياسي في بغداد واستسلامه لعقدة الاستضعاف والاستصغار ، فهذا النظام ومنذ 21 عاما يوظف امكاناته لاغراض الدفاع بدلا من الهجوم في عقيدته تجاه التهديدات والتحديات الاقليمية .
فالنظام انكفأ وصغر نطاق تفكير ورؤية قادته في الامن القومي والوطني على التصدي لتهديدين محليين ثانويين هما البعث وداعش في وقت يدرك النظام ان العراق منذ الازل ومايزال محط اطماع القوى الكبيره في العالم والمنطقة ، والعراق ليس كمبوديا اوجزر القمر او مدغشقر او جزر الواق واق حتى يجنح حكامه الى ( النأي بالنفس ) او لعب دور حمامة السلام وذلك في عالم ومحيط يعج بقوى وانظمة مستئذبه ووحشية ذات طموحات قومية استعمارية ، لم تتخل يوما عن احلامها الامبراطورية . .
والمنطق في علم الاستراتيجيات الامنية وادارة النظم ، يؤكد بأن التخلي عن الاهداف الكبيرة سوف يختلق الاعداء لك اهدافا صغيرة ،سيؤدي التصارع معها بمرور الزمن الى تعاظم الصغائر وتتصاغر معها قوة النظام وقدرة الجهاز الامني . بمعنى اوضح وكما قال الشاعر :
وتعظم في عين الصغير صغارها … وتصغر في عين العظيم العظائم .
وفي الواقع اليوم ياتي هذا ( التصاغر والاستضعاف ) على النقيض تماما من منهج الصراع للحفاظ على السلطة السائد لدى اغلب انظمة الشرق الاوسط والقائم على قاعدة ( طالما النار مشتعلة في بيوت الجيران ، فأنت في مأمن ) .
هذه القاعدة عمل بها نظام بشار الاسد حينما نقل الارهاب الى العراق بعد ان تلقى تهديدا من وزير الخارجية الاميركي كولين پاول عام 2003 حينما ابلغه بان عليه ان يصطف مع اميركا وإلا سيكون نظامه هو التالي بعد نظام نظام حسين .
ونظام صدام نفسه عمل بهذه القاعده حينما جند الاخوان المسلمين واثار الفوضى في سورية عام 1982 ، وكذلك مع نظام القذافي حينما حرض صدام النيجر وتشاد لمحاربة ليبيا ، والحال كذلك حينما استوعب النظام التركي جماعات الاخوان و داعش والقاعدة لتكون اذرعه لاثارة الفوضى في الجوار لكي تبقى تركيا آمنة ومزدهرة في اقتصادها .
° والآن ..كيف سيرد النظام الحاكم في العراق على التحركات التآمرية التركية – القطرية و ( المباركة ) اسرائيليا وسعوديا ؟
هل سيتخلى نظام بغداد عن ( سياسة النأي بالنفس ) لصد العدوان والتآمر ؟
هل لدى أجهزة الامن والاستخبارات العراقية اذرع وادوات لارجاع الكرة الى الساحة الاردنية واشعال النار هناك لكي يفهم حكام الاردن بان عليهم التفكير الف مرة قبل ان يقبلوا باستضافة مشروعات تآمرية ضد العراق ؟
هل لدى الاجهزة الامنية والاستخبارية العراقية علاقات مع الجماعات العنفية والمسلحة في داخل تركيا بما فيها الجماعات الكردية ؟
هل تحسبت الاجهزة السرية العراقية ليوم تحتاج فيه الى محطات في داخل امارة قطر وعمل ( جرة اذن ) لعائلة حمد ؟
اليس لدى اجهزة الاستخبارات العراقية علاقات مع عشائر نافذة في شرق سورية ناقمة على داعش والقاعدة ؟
الم تكن لديها اذرع في ادلب ؟ ، وإلا كيف توصل العراقيون الى مكان ومخبأ ابوبكر البغدادي وذلك بشهادة ترامب ؟ ؟؟
اعتقد آن الاوان للانتقال الى عقلية ومنهجية الثأر والانتقام واعادة كرة النار الى سورية .