حين يظهر زعماء احزاب الاسلام السياسي على الشاشة التلفزيونية يجد المشاهد كل زعيم جالساً أمام مكتبة من الصاج اللماع تنوء تحت ثقل المجلدات المنشورة عن الاسلام .
لا أحد من هؤلاء يدرك أن أساس الارهاب بدأ من باطن هذه الكتب. اولها كتب تقي الدين ابن تيمية في القرن 13، كما بدأ الارهاب في القرن 19 مع محمد بن عبد الوهاب وفي القرن 20 مع سيد قطب وأكمله اسامة بن لادن وبعد مقتله بدأ مع خليفة الاسلام والمسلمين (أبو بكر البغدادي) في القرن 21.
من كتب هؤلاء ومن فقههم نشأت شبكات الارهاب بمختلف دول العالم. لكن زعماء الاسلام السياسي في العراق لم يدركوا هذه الحقيقة المرّة لسبب واحد وحيد هو أنهم (لا يقرؤون ولا يكتبون ولا يترجمون) .
المفروض بالفيلسوف العراقي الدكتور ابراهيم الجعفري الضليع باللغة الانكليزية ان يكرّس وقته وجهده على ترجمة ثلاثة كتب امريكية فقط لمعرفة واقع الحال الاسلامي وواقع الارهاب العالمي. الكتاب الاول ألّفه ديناش دسوسا. ويعزو عظمة امريكا الي التنوع الثقافي والتسامح وفصل الدين عن الدولة. والكتاب الثاني للكاتبين ميريل واين دافيز وزياد الدين الصدر، عنوانه (لماذا يكره الناس أمريكا) ويقدم هذا الكتاب لائحة بأخطاء السياسة الامريكية وسوء تصرفاتها في العالم.أما الكتاب الثالث عنوانه (في ظلال النسر) للكاتب مارك هارتسفارد ، يقدّم صورتين متناقضتين، اعجاب العالم بأمريكا و الغضب عليها.
المعنى الأساسي في هذه الكتب هو وجود وحش كاسر ضد قيم وقواعد التسامح والحرية والديمقراطية، التي يرتكز عليها المجتمع المعاصر. كل قمع واستغلال ودكتاتورية ميليشياوية، سنية أو شيعية ، يولد الارهاب والارهابية.
يا رب العالمين اجعل مخلوقك الدكتور ابراهيم الجعفري مترجماً لكي لا يضيّع وقته بتوقيع أوراق وزارة الخارجية ..!
بصرة لاهاي في 20 – 8 – 2016