18 ديسمبر، 2024 10:08 م

يا دولة الدواعش الخارجة، ما ذنب شيعة أهل بيت النبي؟!!

يا دولة الدواعش الخارجة، ما ذنب شيعة أهل بيت النبي؟!!

مِنَ الثابت شرعًا وفطرةً وعقلًا وأخلاقًا وانسانيةً وحضارةً أنَّ الدليل والبرهان والحجة هي الضوابط التي ينبغي على الإنسان اعتمادها في تحديد موقفه النظري والعملي تجاه ما يختاره من عقائد ويمارسه من سلوكيات ويتخذه من مواقف، وقد عبَّر الإمام الصادق- عليه السلام- عن هذه القاعدة الضرورية بقوله: « نحن أصحاب الدليل حيثما مال نميل…».

على ضوء ذلك كان اتِّباع الشيعة لأئمة أهل بيت العصمة-عليهم السلام- فتلك الضوابط هي التي قادتهم الى اتباع منهج أهل بيت النبوة، والبراءة من أعدائهم الخوارج المارقة، وهنا نذكر وبصورة موجزة وسريعة بعض من الأدلة الدامغة والحجج البالغة على وجوب اتباع أئمة أهل بيت النبي بالقول والعمل، والتي وردت في امهات كتب المسلمين من السنة والشيعة:

الدليل الأول: آية الانذار أو الدار.

قال الله تبارك وتعالى:« وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ »،الشعراء: الآية(214)، هذه من الآيات الصريحة التي يستند عليها الشيعة في إثبات الوصية والنص لعلي بن أبي طالب-عليه السلام-، وقد أخرجها علماء أهل السنة ورواتهم في الإمام علي، راجع الطبري في تأريخه، وابن الاثير في الكامل وغيرهم.

الدليل الثاني: آية الولاية.

قال تعالى: « إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ »، المائدة:الآية (55)، من النصوص الصريحة على وجود النص على خلافة الامام علي-عليه السلام- راجع الزمخشري في كشافه، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير، والقرطبي في الجامع لأحكام القرآن، والحاكم في شواهد التنزيل، والفخر الرازي في التفسير الكبير، وغير هؤلاء.

الدليل الثالث: آية المودة.

« قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ »،الشورى:الآية (23)، فقد نزلت في الإمام علي وفاطمة والحسن والحسين-عليهم السلام-، وأن مودتهم هي التسليم لهم بالإمامة دون غيرهم وكل من وجبت مودته وجبت طاعته بمقتضى قوله تعالى: « قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ…»، آل عمران: الآية (32)، فقد نقل الحاكم: يقول القرطبي في تفسيره:(وفي رواية سعيد بن جبير عن ابن عباس: لما أنزل الله عز وجل: (الآية) قالوا يا رسول الله من هؤلاء الذين نودهم؟ قال: « علي وفاطمة وأبناؤهما »، وقد أخرج هذه الآية في هؤلاء مفسرو علماء السنة وحفاظهم، منهم الفخر الرازي في تفسيره الكبير، والطبري في جامع البيان، وابن كثير في تفسير القرآن العظيم، وابن حجر الهيثمي في الصواعق المحرقة،وغيرهم.

الدليل الرابع: : حديث الغدير.

قال رسول الله-صلى الله عليه وآله- لعلي في حجة الوداع:«…من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله… »، فقد أخرج حديث الغدير هذا، جميع علماء أهل السنة ورواتهم، منهم الامام مسلم في صحيحه، والنسائي في الخصائص، والحاكم في المستدرك، والحافظ الذهبي في تلخيصه، والإمام أحمد في المسند.

وآية التطهير، وحديث الثقلين المتواتر عند الفريقين السنة والشيعة، وأحاديث السفينة، وكتاب الوصية، وحديث الدواة، والقرطاس، وغيرها الكثير من الأدلة الدامغة والحجج البالغة الواضحة التي تنص على وجوب اتباع أهل بيت النبوة والعصمة والطُهر- عليهم السلام-، فهل ارتكب الشيعة ما يخالف الكتاب والسنة في اتباعهم لأئمة اهل بيت النبوة؟!، ولماذا كل هذا البغض والعداء والسباب والطعن والتكفير والقتل والتنكيل بحق الشيعة؟!، وما هو ذنبهم وهم قد وجدوا الدليل يسوقهم الى وجوب اتباع نهج أهل بيت النبوة؟!، كما يقول الاستاذ الصرخي في المحاضرة (السادسة عشر) من بحث (الدولة..المارقة…في عصر الظهور…منذ عهد الرسول – صلى الله عليه وآله وسلّم -):« احترموا عقولكم وإنسانيتكم يا جماعة الإرهاب والتكفير ويا مَن غُرِّر به!!! واسألوا أنفسكم: ما ذنب شيعة أهل بيت النبي – عليه وعلى آله الصلاة والسلام – وَقد وَجَدوا الحجة الدامغة الواضحة التي فيها مرضاة الله – تعالى – وشفاعة رسوله الكريم – عليه وعلى آله الصلاة والتسليم – والفوز بالجنان والنعيم فيما لو أحسنوا العمل والاتّباع بالنهج القويم لأئمة الهدى – عليهم الصلاة والتسليم – وتبرّؤوا مِن أئمة المارقة الخوارج الضالين المضلين؟!! ».