23 ديسمبر، 2024 3:42 م

يا دفانه الكَبر لفنه , تجارة الدفن تزدهر من جديد  !؟؟

يا دفانه الكَبر لفنه , تجارة الدفن تزدهر من جديد  !؟؟

على غير المعتاد في الطرح .. وعلى وزن .. يا سفانه  أروح وياكم خذوني … يا سفانه الهوى خذني نحيل وحيل ما عندي ..!؟ .

منذ بداية الحملة الجهادية الإيمانية على داعش والعراقيون يصرخون بوجه مقبرة النجف ليل نهار , وهم يخاطبونها بحرقة وألم عندما يودعون أبنائهم وأعزائهم وفلذات أكبادهم منذ عشرات السنين , ويسألونها هل امتلأتي !؟ , فترد عليهم هل من مزيد ؟.

يبدو أن مقبرة وادي السلام مازال لسان حالها  وحال أهل العراق يقول هل من مزيد من الموت ؟, وكأن ملك الموت ( عزرائيل ع ) محجوز منذ عام 1980 وحتى يومنا هذا فقط بالقبض على أرواح العراقيين  , ولا يريد أن يفارقنا أبداً حتى قيام الساعة !؟.

لا يسعنا ونحن نودع في سوح الوغى والجهاد على مدار الساعة خيرة أبناء المذهب الذين يقاتلون أوباش داعش !, وتستقبل مقابرنا العامرة  والزاهية بالشموع وماء الورد الجوري  وتصدح أصوات المشيعين بالتكبير … الله أكبر … الله أكبر , وهم يزفون على مدار الساعة قوافل من آلاف الشهداء الشباب الأبرار , وتغص بهم أمكان التجهيز والتغسيل  والتحنيط قبل الدفن , وتنتشر الناس من أهالي وذوي وأقارب هؤلاء الفتية في هذه المقبرة المترامية الأطراف وكأنهم جراد منتشر , بل وكأنهم في يوم الحشر , لتحتضن هذه البقعة المباركة ببركات الشهادة أولئك المؤمنين الذين صدقوا ما عاهدوا المرجعية الرشيدة عليه دفاعاً عن المذهب  والمراقد المقدسة !؟, وهم يذودون بأجسادهم الطرية عن العملية السياسة والدستور والديمقراطية , وعن نوري المالكي زعيم الحشد الشعبي الذي لا يقهر !؟, وعن حسين كامل عفواً حسين المالكي وعبد صغيل أصهار السيد القائد نوري أذله الله , ومن أجل الثأر لشهداء سبايكر الـ ( 11 ألف ) ؟, وعن حيدر العبادي وبهاء الأعرجي .. ومشعان الجبوري وحنان الفتلاوي … ألخ الشلة.
 
حقاً .. مصائب قوم عند قوم .. مقابرُ !؟, والمصاب جلل , خاصةً عندما نشاهد هذه القوافل من الأبرياء يسقطون في حروب عبثية لا ناقة لهم فيها ولا جمل , ولا يعلم إلا هو سبحانه كيف ومتى تنتهي !؟.

حقيقة الأمر .. بعد أن تنفس الشعب العراقي الصعداء وهم يودعون حقب الحروب الخارجية والداخلية والصراعات والدسائس والمؤامرات على بلدهم , واستعدوا لطي صفحة الحصار الغادر الذي حصد أرواح الملايين من أطفالهم وشبابهم وشيوخهم , واستبشروا الموالون خيراً وهم يستقبلون عصر الحرية والديمقراطية الزاهر الذي وعدوهم به المحتلين ( المحررين ) الأمريكان وزبانيتهم  بأن العراق سيكون بحبوحة للأمن والأمان والبناء والإعمار كما هي اليابان وألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية ؟, وكما كان بؤكدون عليه القادة السياسيين الأشاوس بشقيهم العلماني والديني  والمذهبي والقومي  قبل مجيئهم للعراق , والذين كانوا جميعهم  ومازالوا يستلهمون الدروس وينفذون أوامر  وخطط المراجع  العظام أدام الله ظلهم الوارف !؟؟؟, لكن للأسف الشديد تبددت تلك الأحلام وتبخرت الوعود والعهود مع انفجار أول سيارة مفخخة وسط العاصمة بغداد , وبدأت حقبة جديدة من حصد الأرواح بواسطة تلك السيارات المفخخة والعبوات الناسفة وغيرها من طرق الإبادة الجماعية المبتكرة , ومن أنواع  طرق الخطف والقتل والابتزاز .. ألخ , والتي استمرت منذ عام 2003 وحتى بداية شهر حزيران من عام 2014 , وها نحن على مدى ما يقرب من عشرة أشهر نقف أمام تحدي جديد وحرب إبادة جماعية جديدة حصدت ومازالت تحصد أرواح الأبرياء المغرر بهم باسم وتحت مسميات جديدة لم تخطر ببال إبليس الرجيم وجنوده … ألا وهي مقاتلة داعش ومشتقاته !.

فبالتزامن مع تلبية نداء المرجع الكبير آية الله العظمى علي الحسيني السستاني , الذي مازال يتوضأ بدمائنا نحن العراقيين خمس مرات في اليوم  مع سبق الاصرار , منذ بداية نكبة الاحتلال الذي أصدر فتواه الشهيرة الأولى بعدم مقاومته بعد أن قبض المقسوم قدس الله سردابه تحت أحد فقرات قانون البند السابع من التقية في قانون الأحوال المدنية الجعفرية !؟, وحتى اعلانه الجهاد الكفائي  قبل أكثر من ثمانية أشهر , لمقاتلة أعداء المذهب ؟ وها هو العراق  كان ومازال  وعلى مايبدو سيبقى ينزف دماء زكية , وتزهق أرواح بريئة غرر ومازال يغرر بها , لتزج في إتون هذه الحرب الفارسية بإمتياز , خدمةً  وتلبيةً للمشروع الفارسي الصفوي الصهيوني الذي باتت تلوح وتكتمل ملامحه مع وصول أولى طلائع الجنرال قاسم سليماني وتعليق ورفع صور الخميني وخامنئي على أسوار مدينة الناصر صلاح الدين .. وكل عام وعمار الحكيم وهادي العامري ونوري زاده بألف خير .

 ولهذا نرى اليوم الحركة التجارية بدأت تدب في بغداد والمحافظات الوسطى والجنوبية وتزدهر بشكل غير مسبوق من جديد , وبالأخص تجارة نقل الجنائز بإتجاه المدن المقدسة ( كربلاء والنجف ) , وتكتظ المراقد بالنعوش والجثامين التي تزور وتودع أضرحة آل البيت عليهم السلام , قبل أن تورى الثرى في أكبر مقبرة في العالم !؟, ألا وهي مقبرة وادي السلام ولله الحمد والمنة .

لذا نود أن نلفت عناية أبناء الشعب العراقي الكريم , ونشد على أياديهم بأن يتوجهوا بكثافة إلى جبهات القتال بشيبهم وشبابهم وكل من هو قادر على حمل السلاح فوراً لمقاتلة عتاة العصر الدواعش النواصب التكفيريين , ولنقاتلهم على أراضيهم قبل أن يأتوننا ليقاتلوننا على أراضينا حسب نظرية جورج بوش الأبن الذي كان يردد هذه العبارات قبل إعلان الحرب على العراق !؟. ناهيك عن أن أنصار آل البيت قد حفروا خندقاً بطول 40 كم بين مدينتي كربلاء والأنبار استعداداً لخوض حرب الخندق الجديدة مع أتباع معاوية , بعد تحرير صلاح الدين ونينوى والرقة !؟.

 أما أولئك الذين لم يحالفهم الحظ بالإنخراط في هذه المجاميع .. أي مجاميع الحشد الشعبي المالكية , أو من الذين تقطعت بهم السبل , بسبب عدم وجود وسائل نقل عسكرية كافية لنقلهم إلى جبهات القتال , وخاصة  جيوش العاطلين عن العمل من الخريجين  الجامعيين وخريجي المعاهد وعمال المصانع  المعطلة تكتيكياً !؟؟؟,  لأن داعش لعنه الله سيطر ليس فقط على مخازن الأسلحة والمعدات والأعتدة التي تركها لهم جيشنا المقدام الأغر وولى هارباً بالدشاديش , ولكن سيطر أيضاً على ناقلات الجنود بكل أنواعها , والتي تقدر قيمتها أي تلك الأسلحة والمعدات حسب تصريح المقاتل ” خالد العبيدي ” , بـ ( 27 مليار دولار ) !؟, طبعاً وحتى نكون منصفين  في الطرح ولا نبخس القائد العام حقه  ألا وهو المارشال نوري كامل المالكي  بأن أمر الانبطاح عفواً الإنسحاب  من الموصل  وصلاح الدين كان على ما يبدو تكتيكياً , وكما يقولون الحرب خدعة !,  طبعاً .. لعد شعبالكم  بابا خطة محكمة ؟, لو مو هذه التكتكه والتكتيك والخطة المحكمة جان هسه الدواعش كاعدين في النجف ياكلون حلاوة دهينة , وزرده وهريسة , بس غير الله ستر علينا , وقدر وما شاء فعل , وبعدين ما جان  كدرنه نقضي على نصف الدواعش !؟, طبعاً هسه إحنه قضينا عليهم تماماً في تجريت ( تكريت ) , وبعدين راح نكمل على النصف الباقي ونقطع دابرهم ودابر إلي خلفوهم بالموصل , وبعدها  راح ننتقل إلى سوريا الشهباء ونرميهم في البحر الأحمر المتوسط .. عفواً البحر الأبيض المتوسط ؟, مثل ما رمينا اليهود من قبلهم بالبحر الميت !؟؟؟.

ويا دفانه الكَبر لفنه … وشلون راح يكون تاليها !؟, وإلى متى كتب عليكم الموت المجاني يا عراقيين !؟. رحماك يا رب العباد .