7 أبريل، 2024 11:25 م
Search
Close this search box.

يا دجلة الخير يا ام البساتين

Facebook
Twitter
LinkedIn

كانت أول مقابلة متلفزة لي على الفضائية السورية قبل عقد ونصف من الزمن – تلك القناة التي – ولكي لا ننسى- عبرت كما عبر شعب سوريا وقيادتها دوما على رفض الاحتلال الامريكي للعراق ومفرزاته – وكانت اللقاء حول جريمتي حديثة والأسحاقي ، فقلت لا يجوز لنا ان نركز على جرائم الاحتلال لأن ذلك سينسينا الجريمة الكبرى (الاحتلال) فنحن كمن يحاسب الثعلب على جريمة اكله لدجاجة حيث ان الثعلب سيدافع عن نفسه قائلا انه ليس نباتيا وبالتالي فأن دوره في الخليقة هو اكل الدجاج ، والاحتلال وجد كي يسرق ، ولكي يسرق ، لا بد له ان يفرق ويجهل المسروقين ويفرقهم ، وعندما يتفرقون سيحسون بنعمة وحدتهم فيعودوا اليها نادمين .. الا ان مفرزات الاحتلال هذه المرة ارادت ان تستمر بالسرقة فاستمرت على خطى الاحتلال ، وكان يوم الامس هو بداية الغرق لكل العراق ، ودام العدوان حتى استكمل الطوفان وغرق العراق في 9/4 … والفساد الذي اغرق العبارة هو المحتل الحقيقي للعراق ومنظومته اقوى من منظومة الدولة

أهي مصادفة يا دجلة الخير أن تبتلع الأبرياء من اهلنا في الموصل في اليوم نفسه الذي بدأ فيه ابتلاع العراق من لدن الغزاة ؟؟ ام هي مصادفة أن لا تبتلع المتشددين والمفسدين وتبتلع ضحاياهم الابرياء ؟؟ فقد سبق لك ان ابتلعت ضحايا المتشددين في حادثة قاعدة ( الصقر التميمي ) ابن بغداد الذي اسقط طائرة الغازي القتيل سبايكر ؟؟ ولو كنت لم تبلعهم لتمكنت وزارة الدفاع ان تعرف على الاقل من جاء بهم الى قاعدة البطل زهير ؟؟ ولماذا جاءوا ؟ ولماذا لم يتم تسليحهم وتدريبهم ؟؟ وهل هم طلاب ام جنود ؟؟ ابتلعتهم وضاع الجاني والمجني عليه كما حصل عندما ابتلعت اهلنا في الكاظمية ، وضاعت الأدلة كلها في خضم تعازي السياسيين الافذاذ

اتعلم يا دجلة الخالد يا من التقيت بالفرات في قرنة الخير لتؤكد وحدة العراق وأهله الى الابد لتصنعوا شط (العرب) الذي منحنا نصفه لرضا بهلوي كي يكف اذاه عنا واليوم نجاهد لنحتفظ بالربع ؟؟

الدين السياسي يا دجلة الخالد هو أم الطائفية ، والطائفية هي أم التشدد ، والأثنان هما امهات للفساد الذي اكلنا واكل ضحايا العبارة، ومولودهم الاكبر هو الفساد الذي صار منظومة قوية من كتل واحزاب وجيوش وحشود جرارة تمثل الدولة العميقة

يا دجلة الخير ألم ينصح ابنك حمورابي بأن تكون الجيوش خارج المدن كمبدأ عام ولد قبل ان تولد الاحزاب الدينية .. فلماذا يقال ان من يمتلك العبارة مدعوم او شريك ل (جماعات مسلحة) ؟؟ اليس لديك شرطة محلية ؟؟ ماذا يفعل الجند والحشد داخل احيائك السكنية ؟؟ كي يدعموا جلالة صاحب العبارة ؟؟ ألم يكونوا موجودين في حزيران يوم استباحك عشرات من الدواعش ؟؟ الم يكن هناك خمس وخمسون الفا منهم ؟؟ وأبقوك تحت نير داعش سنين ليصلوا اليك لتحريرك ، ولا يزال اهلك في الموصل متهمون وكأن الدستور قال (( يلتزم اهل الموصل بمحاربة الارهاب)) ولم يقل (( تلتزم الدولة بمحاربة الارهاب بجميع اشكاله)) وهم ذراع الدولة في محاربته

يا دجلة الخير ضحاياك كلهم هم من ضحايا الطائفية والفساد والترهل والفشل وبالتالي هم ضحايا النظام ، وهناك قاتل لكل شهيد

فسوف لن ادعوا من الله ان يرحم الضحايا وأتمنى عليه سبحانه ان يلهمكم الصبر والسلوان كما دعى لهم السياسيون ، بل اتمنى عليه ان يلهم كل قضاة ومحامي الموصل ان يصلوا الليل بالنهار لكشف القتلة والمجرمين (دهاقنة الفساد) وأشدد هنا على دعوة نقيبنا ضياء السعدي للمحامين ان يكونوا اهلا للضحايا ويعون هول الجرم ويكون ذلك هدية منهم للضحايا .ولأهالي الموصل انصح بأن، تعاضدوا الاحتجاج السلمي لأهلكم في البصرة وغيرها لتضيقوا على الفساد وتخنقوه الى الأبد .

ولكم في القصاص حياة يا اولى الالباب

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب