23 ديسمبر، 2024 10:24 ص
يوم السبت الفائت، ١٣ نيسان الجاري، شنت إسرائيل هجوما كبيراً وعنيفاً بصواريخ كروز من البحر عبر الأجواء اللبنانية، على مركز البحوث والدراسات العلمية بالقرب من بلدة مصياف، غربي حماة ، وقطعت أوصاله. تزعم إسرائيل أن المركز ليس إلا مجمع صناعي عسكري، سوري-إيراني، لتطوير الصواريخ، بعيدة المدى، وتحسين قدرات الدفاع الجوي للجيش السوري وحزب حسن نصرالله اللبناني.
يبدو أن الضربة هذه المرة كانت موجعة ومؤثرة الى الحد الذي دفع بسوريا الى الشكوى من الموقف السلبي لحليفها الروسي. حسب مصادر استخباراتية اسرائيلية، الغارة ألحقت اضرارا كبيرة بالمجمع وقتلت العديد من الخبراء البيلاروس والكوريين الشماليين، فضلا عن ضباط سوريين وإيرانيين.
للمرة الأولى، منذ التدخل الروسي، واسع النطاق لصالح بشار الأسد عام ٢٠١٥، قال مصدر سوري لم يكشف عن هويته أن المخابرات الإسرائيلية لا تستفيد فقط من تحالفها مع الولايات المتحدة وإنما من علاقاتها المتينة مع الجيش الروسي أيضاً، بل أنه اتهم الجيش الروسي بالتواطؤ مع الإسرائيليين، بسبب دقة الضربات وصرح بأن الإسرائيليين يمتلكون معلومات دقيقة وذلك ما جعلهم متأكدين أن البطاريات الروسية المزودة بصواريخ أرض جو أس-٣٠٠ المتطورة المنتشرة بالقرب من مصياف، لن تحرك ساكناً بسبب الإتفاق المبرم بين النتن ياهو وبوتين. ذلك اضافة الى ما يدور في الكواليس من وجود تحذير صريح للروس، ان الغارات الإسرائيلية في سوريا تستفيد من مظلة حماية أمريكية.
هل فات أن المصدر السوري أو رئيسه ان التدخل الروسي أساساً لم يأت من أجل عيون بشار الملونة وإنما جاء لحماية الدور السوري في ضمان أمن إسرائيل، بعدما أوشك نظام الأسد على الإنهيار أمام المعارضة، مما كان يعني قيام سلطة جديدة في دمشق، ربما لن تسير على نهج الأسد المنبطح أمام إسرائيل. أفترض أن هذه الحقيقة لا بدّ أن تكون واضحة أمام المصدر السوري ولم تفته ولكنه يؤدي دورا في جوقة الترويج من جديد للنظام وإظهاره بمظهر المقاومة من جديد، وتلك قصة يؤمن بها الكثير من المغرر بهم.
أما لماذا لم تحرك الدفاعات السورية ساكناّ إذا كان هذا حال الروس؟.. المصدر السوري تحجج بأن الصواريخ الإسرائيلية جاءت عبر الأجواء اللبنانية وأنهم لم يرغبوا في إنتهاك سيادة لبنان. يا حْنَيِّنْ.