أما آن الأوان لك يا حيدر العبادي أت تعترف وتقر وتستسلم للأمر الواقع , لٍمَّ وإلى متى هذه المكابرة , العراق يحترق , يتمزق , والشعب يقتل ويذبح من الوريد إلى الوريد ويهجر وتستباح الحرمات وتنهب الممتلكات ويقتل الناس على الهوية , صولاتك وجولاتك وخطاباتك مهما بلغت من القوة والحجة ووضع بعض النقاط على الحروف لكنها تبقى خجولة وعديمة الفائدة مع تفاقم وتعاظم الآفة الطائفية التي تقودها وتديرها إيران , قراءتك ونظرتك التفاؤلية ليس لها رصيد يذكر , وضحكاتك , ابتساماتك العريضة العفوية وغير العفوية !, لم ولن تبعث الأمل في النفوس ولن ترسم الابتسامة على وجوه أطفالنا المشردين , ولن تعيد الأمن والاستقرار المفقودين إلى ربوع وطننا الذي مزقه حزبك وأزلامك وأزلام من سبقك , ولم ولن تستطيع أبداً أن تردع هذه الكلاب المسعورة والذئاب والضباع المتعطشة للدماء , أو تستطيع أن تعيد هذه الخنازير المنفلته إلى حضائرها ومواخيرها التي انطلقت منها منذ عام 2003 .
فبالرغم من قصر فترة ترأسك لهذه الحكومة الخاوية والمتهاوية والمتهالكة والبائسة والمخترقة عمودياً وأفقياً من عصابة وشلة أبو ما يريد ينطيها ومليشياته التي مولها ويمولها بأموال السحت الحرام الذي سرقه من أفواه العراقيين منذ عام 2006 وحتى الآن , والذي مازال يحلم أحلام العصافير والزرازير بالعودة للمشهد الطائفي المليشياوي من جديد على جثث ما تبقى من العراقيين , متجاهلاً ومتحدياً مشاعر ملايين العراقيين الذين أذلهم وأفقرهم ونكبهم وضيع أكثر من ثلثي وطنهم , والذين لو يتسنى ويقدر الله لهم الظفر به وبعصابته وشلته المارقة لقطعوهم إرباً إربا , كما فعلوا مع حكومة نوري السعيد رحمه الله عام 1958 , والذي .. أي نوري السعيد لم يفعل واحد بالمليار مما فعله وإرتكبه هذا المجرم والسفاح واللص بالعراق والعراقيين خلال أعوام معدودة .
حيدر العبادي .. قلناها سابقاً ونقولها الآن وبصريح العبارة وبدون مجاملة أو تقية , أنت غير قادر أبداً على إطفاء هذه الحرائق التي يشعلونها هنا وهناك مثيري الشغب والحقد والفتن والنعرات الطائفية المقيتة في جميع أرجاء العراق , ولم ولن تستطيع أبداً حتى لو وقفت مع أمريكا وروسيا والصين .. بل وحتى العالم بأسره كبح جماح عصابات شتيرن والهاغانا البدرية والعصائبية .. وغيرها من العصابات والميليشيات الإجرامية وهي بالعشرات , والتي يقدر عددها بأكثر من ( 42 ميليشيا مجهزة ومسلحة تسليح وتدريب وتمويل يفوق تسليح وتدريب وتمويل ودعم الجيش والشرطة العراقية ) .
نحن لسنا طلاب سلطة أو باحثين عن منصب أو مكسب أو مجد أو مجرد مشاكسين , ولكننا عراقيين قلوبنا تتقطع على مستقبل وطننا ومصير شعبنا و و كمراقبين ومتابعين لأسوء وأخطر حقبة يمر بها وطننا وشعبنا منذ بداية النكبة التي أطلقتم عليها بدون أي وازع ديني أو أخلاقي صفة التحرير والديمقراطية وحقوق الإنسان ودولة القانون .. وغيرها من الخزعبلات والصفات والتسميات واليافطات البراقة التي ما أنزل الله بها وجميع مواثيق ودساتير العالم من سلطان , لأن واقع الحال والسنيين العجاف التي مرت كأنها دهور أثبتت للقاصي والداني عكس ما تدعون , وأن عملية التغير المزعومة التي تتزعمونها وتتبجحون بها حتى الآن بدون خجل وبدون حياء , ما هي إلا عملية نصب واحتيال وضحك على الذقون , وقلب للحقائق والموازين والأعراف والأعراق والقوانين الإلهية والوضعية تنذر بعواقب وخيمة جداً .
صحيح المسؤلية الكاملة تقع على عاتق ما يسمى المرجعية الدينية في النجف الأشرف , كونها هي وليس غيرها من أيد وبارك الغزو , وتزعم وتصدر المشهد منذ عام 2003 وحتى يومنا هذا , والتي تستمدون وجودكم وديمومتك في السلطة من خلال مباركتها ودعمها لكم , كما هي الحكومات السابقة التي تعاقبت على نكبة وضياع العراق , بل بات السيد السستاني ونوابه وممثليه هم من يقودون هذا البلد إلى التهلكة والتشظي والضياع والتقسيم ربما , والدليل على ذلك الممارسات والتصرفات الغير مسبوقة لسفراء الدول المعتمدة في العراق الجديد !؟, وممثلي الأمم المتحدة المتعاقبين والحالي , هؤلاء أمسوا وأصبحوا يتبركون ويحجون إلى سرداب ولينا الفقيه ومرشد الاحتلالين السيد علي السستاني ( دام ظله الوارف ) , ويقدمون له أوراق اعتمادهم , على العكس تماماً مما يجري في جميع دول العالم من أعراف دبلوماسية !؟, وبات وزير دفاعك ” خالد العبيدي ” يأخذ الأوامر والمشورة من المرجع الهندي الباكستاني الشيخ ” بشير النجفي ” !؟, كونه أصبح يهرب إلى الأمام ويغشى على حياته ومستقبله السياسي من سطوة ميليشيا بدر وعصائب أهل الباطل وحزب الله , وبات ممثلي المرجعية في النجف وكربلاء كـ ” مهدي الكربلائي , وأحمد الصافي ” , يتبادلون الأدوار في وضع الخطط الإستراتيجية العسكرية والسياسية والاقتصادية للدولة العراقية ؟؟؟ .
حقاً لقد هزلت واختلط الحابل بالنابل , وأصبحنا نعيش في زمن غريب وعجيب , وها نحن نعيش فصول أقذر مسرحيات مركبة ( إيرانية أمريكية ) , وفي دولة أبسط ما يمكن أن يطلق عليها بأنها بلد ودولة وحكومة هرج ومرج وخانج خان , وإلا كيف تفسر لنا ما يحدث بمناسبة أو بدون مناسبة لشريحة واسعة من أبناء الشعب العراقي من خطف وقتل واستهداف ممنهج , وآخرها ما حدث في مدينة الأعظمية البارحة , من عمليات استفزازية طائفية عدوانية , وعمليات غدر وتعدي واعتداء وتجاوز على حرمة وكرامة مواطنين عراقيين عزل , وما مارسته هذه الشراذم الغوغائية , التي تصفها بالمدسوسة !؟, من عمليات حرق وسلب ونهب وتدمير منظم , استغلت واستثمرت هذه المناسبة وغيرها من المناسبات التي تجاوزت عدد أيام السنة .. ألا وهي ذكرى وفاة الإمام موسى الكاظم عليه السلام بشكل بشع ومقزز , والتي لم يكتفي هؤلاء الرعاع والقائمين على هذه الزيارة بشل حركة العاصمة تماماً وتعطيل حياة سكان بغداد , وما هي الشعارات التي ترافقها وتتخللها بشكل مغاير تماماً لمبادئ وقيم آل البيت عليهم السلام من سب وشتم لصحابة رسول الله (ص ) ولزوجاته أمهات المؤمنين كـ سيدتنا عائشة ( رض ) , ولم يكتفوا بذلك , بل ذهبوا إلى ما هو أبعد من هذا عندما يقومون بوضع المتفجرات والسيارات المفخخة التي تفجر عن بعد على الطرقات وفي الساحات العامة لقتل أكبر عدد من الزوار المساكين , من أجل زيادة الشحن الطائفي والحقد والكراهية بين جميع مكونات الشعب المغلوب على أمره .
أخيراً .. نجدد ونعيد ونكرر ما قلناه وطالبنا به سابقاً هذه الحكومة التي تقود حيدر العبادي إلى الهلكة والتلف , وليس كما يتصور هو أو من هم على شاكلته بأنهم يقودونها !, وهذا ليس ادعاء باطل أو تهمة أو تسقيط سياسي أو استهداف شخصي للرجل , بل الوقائع والشواهد على الساحة تقول وتؤكد على ذلك , ولا داعي للدخول في التفاصيل الآن .
نعم .. وبشكل واضح ومختصر على السيد حيدر العبادي أن يتخذ ثلاث خطوات فقط للحفاظ على ما تبقى من ماء الوجه ليس ماء وجهه فحسب , بل على ماء وجه الشيعة العرب الذين ترتكب بحقهم وباسمهم أكبر جريمة ومجزرة طائفية على مر التاريخ , ولهذا نهيب ونناشد عقلاء القوم خاصة من أبناء هذه الطائفة العربية الكريمة التي كانت وماتزال وستبقى حجر الزاوية للحيلولة دون تقسيم الوطن العراقي , وأن يحثوا الخطى بأسرع ما يمكن لتلافي كارثة تلوح في الأفق .. ألا وهي الحرب الأهلية لا قدر الله ومن ثم التقسيم , والتي تسعى إليها وتغذيها وتدعمها وتلوح بورقتها الدوائر الفارسية الماسونية بشكل هستيري وبسباق محموم مع الزمن , لفتح بؤر وجبهات اقتتال طائفي جديدة قبل 30/حزيران من هذا العام , أي قبل حسم موضوع ملف البرنامج النووي الإيراني , وقبل حسم عاصفة الحزم في اليمن , وقبل إنهاء الحرب في سوريا , وعدم السماح لإيران باستخدام هذه الميليشيات الإجرامية الوقحة بفتح جبهة جديدة مع الشقيقة السعودية على حدودها الشمالية , انطلاقاً من ناحية النخيب مخلب إيران القذر الجديد , الذي تخطط وتسعى إليه رداً على فشلها وخسارتها وهزيمة مشروعها في اليمن , وأن يسرعوا على الفور .. والكلام مازال موجه لعقلاء القوم وأصحاب الحل لوأد هذه الفتنة… عن طريق تقديم النصح للعبادي على اتخاذ إحدى هذه الخطوات أو هذه الخيارات الممكنة قبل فوات الأوان وقبل وقوع ما لا يحمد عقباه :
أولاً – وضع نوري المالكي وحاشيته في قفص الإجرام وليس الإتهام ومحاكمتهم ومحاسبتهم على جميع الجرائم التي ارتكبوها , وحل وكبح جماح المليشيات بكل أشكالها وألوانها وصنوفها بما فيهم الصحوات , ونزع أسلحتهم كافة وقطع التمويل الداخلي والخارجي عنهم .
ثانياً – في حال عدم القدرة والخوف من اتخاذ الخطوة الأولى , يجب العمل على حل البرلمان والحكومة وتعطيل ما يسمى الدستور , وتأسيس مجلس إنقاذ وطني عسكري , يتشكل من كبار قادة وضباط الجيش العراقي السابق والحالي المخلصين لتراب الوطن , من أولئك الذين أثبتت التاريخ البعيد والقريب ولائهم فقط للوطن والشعب , وليس للطائفة أو المذهب أو القومية . لإدارة المرحلة الإنتقالية التي لا تتعدى عاماً واحداً .
ثالثاً – وفي حال عدم القدرة على إتخاذ مثل هكذا خطوة وطنية شجاعة , عندها يجب يجب الإعتراف بالخطأ والفشل الذريع بأنك ليس رجل دولة , وهو فضيلة بطبيعة الحال , بأنك غير قادر على إدارة دفة الدولة والأزمة التي عصفت وتعصف بالبلد كما يجب وينبغي لأي قائد أو زعيم يتصدى للمسؤولية ويتحمل تبعاتها مهما كانت النتائج , خلاف ذلك لم يبقى أمامكم أي خيار آخر .. سوى تقديم الإستقالة أمام الشعب العراقي فقط , وليس للمرجعية الدينية أو الحزبية أو الكتلة التي تنتمي لها يا سيد حيدرالعبادي .