لابد للمرء وهو يكتب عن واقع العراق, لابد له ان يعيش في العراق ويكتوي بناره
قبل ان يدلي بدلوه في محاولة تشخيص المرض او الامراض المزمنة التي اصابت البلد.
عدت للعراق بعد 20 سنة من الغياب وبقيت صامتا عما يجري ومضى اكثر من عام على عودتي واعتقد انني وبعد ان عشت معاناة العراقيين استطيع ان اشخص امراضا كثيرة اصابت البلد ويبدوا لي ان هذه الاصابات هي نتاج لمعاناة طويلة بعضها منذ زمن طويل والاخر بعد الاحتلال مباشرة.
وانت تتجول في شوارع بغداد لا تشك ان الطائفية هي السائدة في البلاد فصور زعماء الشيعة ورؤساء المليشيات منتشرة في كل مكان تقريبا ولا اعلم عددها ولكن يمكن القول انها بالالف حتى ان صورة المدينة صارت مشوهة وتبعث على الاشمئزاز.
الامر لا يختلف واقصد الطائفية في دوائر الدولة والتي من المفترض بها ان تمثل كل العراق الا انك تجد مقرات الشرطة والجيش وجل الدوائر المدنية مصكبغة بالصبغة الطائفية وبامتياز.
والاشنع من ذلك فان صور الزعماء الايرانيين منتشرة في العاصمة وخصوصا الخميني وهذا امر مقصود ويثير حساسية العراقيين جميعا.
الاعلام الرسمي العراقي طائفي وبامتياز. يكفي متابعة القناة العراقية والتي من المفترض ان تمثل العراقيين جميعا. الا انها ومن على منابرها تكفر جل العراقيين ومن غير وجل حيث تجد على شريطها الاعلامي مكتوب عبارة” علي خير البشر فمن ابى فقد كفر” وسؤالي هو كم من العراقيين لا يعتقدون ذلك؟ انا منهم اذا انا كافر!!! وهكذا حال البقية ثم تتهم الحكومة الاخرين بانهم تكفيريين!!!!
التعليم العالي وهو مثالا للطائفية السياسية, حيث تجد جميع المناصب الحساسة يحوزها مكون معين وهو امر مقصود تماما ومدبر وليس عفويا على الاطلاق ولذلك يشعر الاخرون بالغبن الشديد والحنق على دولة تميزهم على انهم اقل درجة.
واخيرا اوجه ندائي للعقلاء من الحكومة والاعلاميين فاقول اذا اردتم استقرار العراق فعليكم بترك الطائفية والتزموا الوطنية فانها المنقذ الوحيد للعراق. وللحديث بقية