21 ديسمبر، 2024 7:40 م

يا حكام الخليج .. داعش قرع أبوابكم .. فماذا أنتم فاعلون ؟!

يا حكام الخليج .. داعش قرع أبوابكم .. فماذا أنتم فاعلون ؟!

في يوم الجمعة الماضية أعلن تنظيم داعش الإرهابي عن وقوع حدث قريب في دول الخليج العربي وهو إنشاء عشرة ولايات موالية له, وهذا الأمر ليس مستبعداً بل متوقع جداً والسبب في ذلك هو اتساع رقعة الفكر الداعشي التيمي في اغلب دول الخليج وتوجد حواضن كثيرة وهذا ما شهدت عليه العديد من العمليات التي وقعت في العديد من تلك الدول وهي كانت بمثابة رسائل واضحة لحكومات الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية التي كانت لها الحصة الأكبر من تلك العمليات وكان آخرها التفجير الإرهابي الذي وقع في المدينة المنورة, كما إن تلك الدول يوجد فيها الأصل والمنبع لهذا الفكر التطرفي الإقصائي التكفيري من علماء وشيوخ مارقة تكفيريين يروجون وينشرون له من خلال تبني أفكار وآراء الشيخ إبن تيمية القائمة على أساس التكفير والقتل لكل مذهب أو طائفة أو جهة أو فئة تخالفهم بالرأي حتى وإن كانت على مذهب أهل السنة والجماعة, وما يؤكد ذلك هو تهديدهم الصريح والعلني للدول الخليج وبالتحديد السعودية…
لذلك ننصح حكام ورؤساء تلك الدول بما قدمه لهم المرجع العراقي الصرخي من نصيحة في محاضرته الثانية التي ألقاها مساء يوم السبت الموافق 13 محرم 1438 هـ 15/ 10 / 2016 من بحثه الجديد والذي عنوانه ( الدولة المارقة .. في عصر الظهور منذ عهد الرسول ” صلى الله عليه وآله وسلم ” ) حيث قال …
{{… نحن نتمنى وندعو من هذا المقام، ندعو علماء السلفية بالخصوص، ليتحرروا: من قيود ابن تيمية، ألا يوجد عندهم عالم يستغل هذا الموقف السياسي، أيضًا من خلالهم أو من خلال هذا المكان أيضًا للحكام الذي يتبنون الفكر السلفي أو يحتضنون الفكر السلفي أو يؤيدون الفكر السلفي أو لهم تأثير على الفكر السلفي، الوضع تغير والجانب السياسي تغير، ووجود الفكر السلفي أي التيمي الاقصائي فنحن نحترم الأفكار ونحترم الجميع، لكن نتحدث عن الفكر السلفي التيمي الاقصائي التكفيري, ألا يوجد علماء ضمن هذه الفترة الزمنية، وأنتم تنتقدون التقليد ووجدت عبر التاريخ خاصة التاريخ المعاصر بعض المحاولات من بعض العلماء للتحرر من قيود ابن تيمية وتقليد ابن تيمية، لكن كانت محاولات ضعيفة ولم يكن الوضع السياسي مهيئًا لإبراز مثل هذه المحاولات، فنصيحة للحكام لذوي القرار أنهم عليهم أن ينفتحوا إلى باقي الأفكار وإلى باقي المذاهب، على أقل تقدير إلى الفكر السلفي الآخر، الوسطي المنفتح الحقيقي الأقرب إلى الواقع الذي يحترم الآخرين، الذي لا يقصي الآخرين، الذي لا يكفر ولا يبيح دماء الآخرين، الوضع السياسي، الظروف السياسية، الوضع الدولي، الظروف الدولية الآن مختلفة، الآن الفكر السلفي الاقصائي التكفيري انتهى دوره، هذه المرحلة ليست مرحلته، فمن أراد أن يحافظ على دولته، على حكومته، على سلطته، على نفسه، على عائلته الحاكمة عليه أن ينفتح على الآخرين، هذا هو وقت الانفتاح…}}.
فإستغلوا الفرصة من الآن واعدوا العدة للوقوف بوجه هذا الفكر التيمي القاتل السافك للدماء المنتهك للأعراض وخذوا بهذه النصيحة وإلا فلا ينفع الندم ولا يفيد عض الأصابع, فهم قادرون ومستعدون على أن يفعلوا بمكة والمدينة ما فعله إمامهم يزيد بن معاوية الذي استباح الأعراض وإفتض الفروج المحرمة وهذا بإعتراف ابن تيمية الذي يستمد منه الدواعش فتياهم وفكرهم يبررون فعلهم, حيث يقول في مجموع فتاوى/ ج3 ، العقيدة، كتاب مجمل اعتقاد السلف، الوصية الكبرى، فصول في بيان أصول الباطل التي ابتدعها من مرق من السنة، فصل في الاقتصاد والاعتدال في أمر الصحابة والقرابة (( الأمر الثاني فإن أهل المدينة النبوية نقضوا بيعته – أي يزيد بن معاوية – وأخرجوا نوابه وأهله فبعث إليهم جيشًا؛ وأمره إذا لم يطيعوه بعد ثلاث أن يدخلها بالسيف ويبيحها ثلاثًا، فصار عسكره في المدينة النبوية ثلاثًا يقتلون وينهبون ويفتضّون الفروج المحرّمة )) وكان هذا الفعل قد برره ابن تيمية وهؤلاء الدواعش الآن يسيرون بنهج ابن تيمية وسيختلقون الأعذار والتبريريات لما سيفعلونه في تلك الدول لأن هناك من أعطاهم التبريرات مقدماً وهي نقض بيعة الخليفة ومحاربته وعدم مبايعته وما إلى ذلك من أمور.
فليتصور حكام تلك الدول وشعوبها بما سيقوم به تنظيم داعش الإرهابي من جرائم وقبائح تحت ذرائع وفتاوى وآراء مشرعنة أستمدها من فكر الشيخ ابن تيمية, فعندهم الخليفة يجب أن يكون هو الحاكم والملك والسلطان والرئيس ورئيس الوزراء ومن يرفض ذلك فسيكون مصيره التكفير والقتل وسفك دمائه واستباحة عرضه, فداعش قرع أبوابكم يا حكام الخليج العربي منذ مدة بعمليات إرهابية وهو الآن يهدد ويتوعد بقيام ولايات موالية له فماذا أنتم فاعلون ؟ هل تأخذون بنصيحة الناصحين أم ستتخلون عن بلدانكم وشعوبكم وتتركون الفكر المتطرف ينهشها ؟.