18 ديسمبر، 2024 9:44 م

يا حسين…هلّل العالمُ مفتونا بمولد المنتظر

يا حسين…هلّل العالمُ مفتونا بمولد المنتظر

حين تُتوّج كربلاء بولادة النور، يتوهج قلبي، وأكشف عن نفسي باحساسي وعملي..؟ وعيناي المنتصرة على الزمن تطلق بفرح الآهلة كلمات مرئية تتنقل بين العيون المغضنة، والمنتظرة، ويداي احدهما ترفع راية الابتهاج واخرى تلوح بالازهار، ومن فيض ضياء حضرة الحسين أعبئ دلالي وأخذُ سعادتي، وصك غفران ذنوبي وتلألؤي، فأرتقي مع أنوار حبوري، فأصيرُ عاشقا مدمنا بالعشق، أتلو كل فجر عهد الموعود بأكف دامعة، عسى أن احظي بنظرة تغسل اثام البوح والصمت من لساني وقلبي، ويتوحد النبض وتبدأ نجمة العشق المهدوي في روحي ترتدي تعويذة النور الممدود على فضاءات العتبات المقدسة كبقعة الضوء تنقش ابجدية الظهور المنتظر…

اليوم أبدأ الفرح في ضريح سيد شباب الجنة، أشعل كل اضوية الروح، وأوقدُ الشموع، وأطوف حول جدثه الطاهر المبتلَّ بالنور والمبتلي بحبي وعبثي وجموحي.. وأرفع اكفي، وأهتف بصوت الفرح بالصلوات، حتى حلقت في مدارات ضيائه مدججا بالولاء، معلنا عهدي للولاية ما بقيت حيا.. داهمني نور جلاله فشعرت ان روحي تهيم حوله مبتهجة، والراحة النفسية تغطي كل جسدي، فشرعت أصهل مثل الفرس بلسان فصيح – لبيك يا حسين – لبيك يا مهدي- حتى اجهشتْ باللاوعي ببكاء الفرح من فرط السعادة، متوغلا في عطشٍ نحو يرقد الجدث المطهر:

– شفاعتك يا البهيُّ، غفرانك يا الله، أكتب اسمي حسينيا ، احشرني مهدويا ، لا حول لي ولا قوة، ولا أملك غير الصبر والانتظار في (كربلائي) فطوبى.. ألف طوبى لها..

دونك ايها القائد المنتظر العالم يتيم وهائم في اللامعنى، وصوت الحياة مبحوحٌ، فلا تتأخر طويلا ،فقد طال انتظارك يا مهدينا..

سيدي الموعود ما ان يأتي شهر الولادة يهلّل الكون مفتونا بمولدك، فيخرج الى المعنى بيقين عهد الولاية، يوزع الفرح دونما غاية، وبهدف نجمة النصف من الشعبان التي تحمل اسمك وتلمع بسحر طيف ظهورك، تشرق كفّاي الضارعتان تحت قبة جدك الشهيد، يضلّهمنا لساني العاجز عن توصيل الشكر على النعم، وتفيض عينايّ عند الرأس الشريف، فالنحر ما زال ينضح دمه رغم الفرح.