23 ديسمبر، 2024 6:01 ص

“لاحظ كيف يتعاملون معنا… كلهم”
قالت لي ذلك، وهي تشير الى اصحاب الفندق. ثم اضافت:
“الجميع هنا، يرحب، حتى الموظفة حين تمر من جانبي، تنظر بترحيب”
قلت لها:
“اعتقد ان السر، هو انهم تعهدوا ان يحبوا ضيوفهم،،، وربما اوصاهم مديرهم بالحب،،، لا اتصور سببا غير ذلك،،، اعتقد قال لهم
حبوا ضيوفكم… لتتمكنوا من اسعادهم… والنجاح في عملكم”
قالت:
“لكن لم الاحظ ذلك في اماكن اخرى… لاحظت هذا هنا، فقط، شعرت بتعاملهم اللطيف، بوضوح”
دارت في رأسي الافكار… وقلت لها:
” نعم… هنا، اكتشفوا السر”
فتحت عينيها، وحدقت بي،،، وسالت:
” السر… ماهو السر؟؟ ”
قلت لها:
” الحب..
انه الحب ياعزيزتي”
كان هذا الموضوع يشغل بالي منذ ايام،، قضية الحب..!!
نعم.. يستطيع الاستاذ ان يعلم طلابه،، اذا قرر ان يحبهم جميعا.!!
كذلك.. يستطيع الرئيس ان يخدم شعبه،، اذا احبهم جميعا..!
ويستطيع المسؤول او الموظف او البائع، ان ينجح،، اذا احب الناس،، وبذلك يتمتع بخدمتهم..
تذكرت كلمة “حبيبي” التي قالها السيد محمد الصدر، وهو ينصحني، بالرغم من انزعاجه مني،،
قال:
” حبيبي.. الواحد لازم يكون مرتب”
فهمت سر نجاحه فينا،،، لقد قرر ان يحبنا،، ولم تكن كلمة “حبيبي” التي طالما رددها، الا تجسيدا لقراره..
كل التعب والجهد الذي بذله، لاجل الناس، لا يمكن فهمه، وتفسيره.. الا بفهم الحب…
قرار الحب للناس… هو المنتج للتضحية لاجلهم.
لا يمكن ان تخدم الناس،، الا بعد ان تحبهم… ولا يمكن ان تعلم الطلبة، الا بعد ان تحبهم… ولن تنجح في تربية الاسرة،، الا بعد ان تحبهم..
ويبدو ان سبب الفشل، عند اغلب المسؤولين، و… و…. ، هو غياب الحب..
لا يمكن ان تصلح او تبني او تخدم… الا بالحب..
حبا انسانيا،، مفعما بالتضحية،،، كما فعلها استاذ الحب.. السيد محمد الصدر… شهيد الحب، الذي تمر ذكرى رحليه عنا، هذه الايام…