قال رسول الإنسانية صلوات ربي عليه وآله:” الرَّاحمون يرحمهم الرَّحمن، ارحموا أهل الأرض يرحمكم من في السَّماء”
وَسطَ خِضم الأحداث الصعبة, يستعد شعبنا لاستقبال شهر رمضان الكريم, شهر الرحمة والتراحم والإحساس الانساني بكل فرد, فهل هناك بوادر للتراحم بين طبقات المجتمع, كما أراد الخالق من خَلقِه؟
قال الرسول الكريم: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم, كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو, تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى” وشهر رمضان الذي وُصِف بالرحمة, يجب أن يكون مُتَرْجَماً بالأعمال من قبل الناس, كي لا يفقد روحه الايمانية الإنسانية, فأين مجتمعنا من هذه الرحمة.؟
وقال أيضاً عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم:” الأسواق مهبط إبليس”, إلا أن هناك بشراً فاقوا إبليس بأعمالهم! بسبب حبهم للدنيا الفانية, ولم يأبهوا لما أُعِدَّ لهم في دار القرار, كما أن هناك حديث لتبي الرحمة يقول فيه:” المحتكر ملعون”, واللعنة هنا الخروج من رحمة الخالق عز وجل.
هل يعي أثرياء العراق, وأخص منهم المسلمين, خطورة ما يجمعون؟ إنه كمن يجمع وقود سريع الاشتعال, يحرقه ويحرق أعماله التي يعتقد أنها حسنة, وهو لا يعلم أنها ستجعله حطباً لجهنم.
شَهرُ رمضان جعله ربنا رحمة للعالمين, وهي دعوة للعباد أن يتراحموا, وما الصيام إلّا الإحساس بفقراء المجتمع, لكننا نرى
أن الشيطان زيَّنَ لبعضهم, الاستغلال والجشع على أنه تجارة وكأنهم ليسوا بمسلمين.
الاحتكار بذرة من بذور الهلاك والدمار, مما يسببه ذلك من ظلم, عن طريق الغلاء الذي يورث البلاء, فهل يعي تجار آخر الزمان غلى أين يسيرون؟
هل قرأ أولئك الحديث النبوي الشريف الذي يقول: “ما جاع فقير إلّا بتخمة غني”, أم إنهم غافلون عنه؟ أم في آذانهم وقرا؟
أسئلة عليهم جوابها, لا بالكلام عن زكاةٍ تُدفع تَظاهُراً ورياءً, إنما بالعمل الذي يريده المعبود من إخلاص العمل؛ فإذا كانت الحكومة لا ترحم, فليكن تراحماً اجتماعياً.