صدر شرطي ..
مرحبة الشرطي ..
زمال، شيل رجلك، لاتصير شرطي!
الاخيرة يتذكرها كل من مر بمركز من مراكز تدريب الجيش العراقي الممتدة من زاخو الى ميناء مبارك الكبير. في المقابل نجد احتراما لابأس به لأفراد الجيش، اللذين يشتركون مع فئات المجتمع الاخرى في ازدراء زملائهم في القوات المسلحة: الشرطة. الامثال و الوقائع اعلاه تلخص نظرة المجتمع العراقي الى الجهاز التنفيذي الاول للحكومة و التي تقوم على الكراهية و الاحتقار. هذه النظرة لاتختص بالعراق فقط، ولكنها الاكثر تطرفا. هذا التطرف والحدة الذي يطبع التجمعات البشرية التي عاشت بين النهرين يعود في جزء كبير منه الى تطرف المناخ بين محوري اب اللهاب اللي يشعل البسمار بالباب و شباط اللباط اللي ايخللي العجوز تخري على البساط.
السؤال:
لماذا يعاني الشرطي من الاحتقار بينما يحظى الجندي بشيء من الاحترام؟
في فيلم التجربة الذي انتج عام 2010 والمبني على تجربة في علم النفس قامت بها جامعة ستانفورد عام 1971، تم اختيار 26 رجلا لممارسة أدوار حراس وسجناء في دراسة نفسية، مقابل مبلغ 14.000 دولار يتقاضاها كل مشارك بعد أسبوعين. في البداية قسم المشاركين عشوائيا الى سجناء و حراس، لكن سرعان ما تبدأ دوامة العنف، حيث يمضي الحراس والسجناء في تجربة عنيفة جدا. تفحصت الدراسة السلوك العدائي في محيط السجن و توصلت الى ان الشرطة والذين اختيروا عشوائيا من عينة البحث، تصرفوا بعدوانية لان نظام و لوائح السجن تتيح لهم ذلك، ليس اكثر. للمزيد من التفاصيل يمكنكم مشاهدة الفيلم على اليوتيوب:
http://www.youtube.com/watch?v=JlUkzfITiSs
كما يمكن للباحثين الاطلاع على نتائج الدراسة و مشاهدة الـ 26 رجلا الذين خضعوا للتجربة:
http://www.prisonexp.org/
الان نعود الى الشرطي العراقي، اداة الدكتاتوريات العراقية منذ عام 1920، حيث بدأ الانجليز الفاتحين بتأسيس الدولة العراقية باختبار يبين مدى ولاء شرطي المستقبل. يتلخص الاختبار بان يحضر كل متطوع مع ولي امره، ثم يبدأ الاختبار وينتهي بتفله ملات الوجه. في الزمن الفاصل بين ان يستجمع المتطوع للشرطة لعابه ليسدده الى وجه ابيه و بين ان تحط التفله على الوجه المكدود ولدت دولة لتحكم شعب. الشرطي المتسلح بجبروت الدولة و المستلب من كل روابط و قيم المجتمع يسرف في استخدام السلطة التي بادلها بانسانيته، لانه بدون هذه القوة لاشيء، نكرة، قشرة موز يتجنبها الناس او حفاظة اتمت مهمتها.
اذن، تسلط الشرطي يأتي من عدم التكافؤ بينه وبين عدوه المفترض، المواطن الاعزل. على النقيض من ذلك الجندي، و الذي يواجه نده المسلح. هذه الندية هي التي تجبر الانسان على الارتقاء ليكون كفؤا للتحدي، و انعدامها، كما في حالة الشرطي تهوي به الى حضيض الدناءة. انعدام التوازن في العلاقة بين الرجل و المرأة يفسر تسلط الرجل في تعامله مع المرأة و يختزل كل الامراض الاجتماعية التي نعاني منها. كما يفسر تسلط و خسة الحكومة في تعاملها مع شعب اعزل بـ تكبيله بمليون شرطي و جندي و سرقة امواله جهارا نهارا من خلال٣٢٠ لص يشرعون مايحلو لهم من قوانين، بدأ برواتب فلكية، مرورا بجوازات سفر دبلوماسية و انتهاء بتقاعد مدى.
الشرطي المتسلط على المجتمع، يضاعف تسلطه على زوجته و ابنائه، ونادرا ما تنتج بيئة من هذا القبيل بشرا اسوياء. و الادهى من ذلك حين يتوهم الشرطي الفحولة و يقرر ان زوجة واحدة لاتكفي، او انه لم يعد بحاجة الى الشراكة ويريد ان يأخذ الدولة من الباب للمحراب. عرفت شرطيا ايام الحصار، كان لايكاد يسد رمق ابناءه الثمانية، ثم قرر ان يدخل بالثانية حسب قانون الامر الواقع. وحين اصبح حديث المجالس، توهم البطولة فأخذ الثالثة والتي كان مهرها الحصة التموينية لابناء الاولى و الثانية.
اما بياع الحيامن، فشرطي اخر توهم الفحولة فتزوج استاذة جامعية، تسوى راس الخلفو. زواجه الثاني لم يثمر، فحامت الشكوك حول خصوبة الزوجة الثانية. ولكن بعد زيارات للطبيب تبين ان الشرطي منتهي الصلاحية، وان عصارة خصاويه حيامن مشوهة و ميته. هنا وضع الطبيب برنامج علاجي لانقاذ مايمكن انقاذه من بقايا هذا الفحل. ولكن هذا البرنامج مكلف الى حد ما، فما كان من الفحل الا ان اشترط على زوجته الثانية ان تتكفل هي بتكاليف العلاج لانه فحل بنظر المجتمع كما اثبت في زواجه الاول.! الشرطي يبيع لزوجته حيامنه كما يبيع مرشحوا الانتخابات سمك بالشط للعراقيين. نصيحتي للزوجة الثانية، بما انك ستشترين بفلوسك، فلك الحق باختيار افضل الموجود في السوق بدلا من المراهنة على سمكة خايسة، و بنوك الحيامن على مرمى حجر منك. وكما قال عادل امام لامن شاف و لامن دري. اما الناخب العراقي فنصيحتي له بان ينتخب النسوان فقط من كل القوائم المتصارعة لسببين:
جربنا الزلم ١٠ سنين خلي انجرب النسوان لان هي فاتحة او خسرانة، ام اذا طلعت النسوان اكثر غيرة من الزلم فقد ربحنا بلدا..اما اذا طلعنا بنفس الطاس او نفس الحمام، فعلى الاقل راح ايكون حمام نسوان، او راح نشبع ضحك على المخامش و المشاعف و العض ..
(إنسان) ..
[email protected]