17 نوفمبر، 2024 11:26 م
Search
Close this search box.

يا بط…يا بط!!

يا بط…يا بط!!

يا بط… يا بط…إسبح بالشط
قل للسمكة…أتت الشبكة
ميلي عنها…تَنجَيْ منها!!
تذكرتها هذا الصباح وقد دار حديث عن أحوال العرب , وما ستؤول إليه الأمور في العقود القادمات , وخصوصا في ما تبقى من هذا العقد الشديد.
البط هذه العقول المجتهدة التي تسبح ضد التيار وتكتب وتنادي وتصرخ , وتشير إلى الشباك الكثيرة والحديثة المتطورة , التي يتم نصبها للعرب في أنهار الحياة وبحارها , وقد بحّ صوتها ونفذ مداد أقلامها , وأنظمة العرب كالسمكة التي تتورط في شبكة , وتبقى متحينة متحيرة “تلبط” يمنة ويسرى , ولا خلاص ولا مناص إلا الإستسلام لرحمة الصياد , الذي سيقتلها أو سيحررها معوّقة من الشبكة.
فالواقع العربي تنطبق عليه هذه الكلمات التي كنا نرددها في المرحلة الإبتدائية , ويبدو أن الذي ألّفها كان يعني بها الكثير , ويشير بها إلى ما هو خطير ومرير.
فالدول العربية كالأسماك السابحة في مياه الزمان العَولمي , متخبطة بأمواجه وممرغة بتياراته وأعاصيره وهيجاناته , وتتلقفها شبكة هنا وأخرى هناك , ولا حيلة عندها إلا أن “تلبط” , ولا ينفعها ذلك لأنه يستهلك طاقاتها ويبددها وينهكها , ويساهم بالقبض عليها ومصادرة مصيرها.
وما أكثر الدول التي تسمّكت أي تحولت إلى سمكة , وأتت الشبكة , وما إنتبهت , ولا ما لت عنها , والبط يصيح ويحذر وينذر , لكن السمكة هي السمكة , وإن تعددت أسماؤها وأنواعها , تجري بإرادتها ونزقها نحو الشبكة.
وهذه معضلة عربية مُهلكة سادت القرن العشرين , ولاتزال عاصفة في أرجاء القرن الحادي والعشرين , وستمضي بالعرب من شبكة إلى شبكة , ومن مَصيدة إلى مصيدة , ومن صيادٍ إلى آخر , وهكذا دواليك فالعرب صاروا أسماكا , وما أسهل صيد السمك , في زمن التكنولوجيا الحديثة والقدرات الإصطيادية السريعة الفتاكة.
والأسماك العربية قد تبزبزت (أصبحت كبيرة الجسم) أي صارت (بزّأ) , بسبب النفط الذي يبزبزها ويمنحها أحجاما خرافية!!
فلنردد: يا بط… يا بط…عسى أن تتنبه الأسماك , ولا تأتي الشبكة أو تميل عنها , وتنجو بنفسها وبأهلها وأوطانها من هذا الصيد العظيم!!

أحدث المقالات