يا بط… يا بط…إسبح بالشط
قل للسمكة…أتت الشبكة
ميلي عنها…تَنجَيْ منها!!
تذكرتها هذا الصباح وقد دار حديث عن أحوال العرب , وما ستؤول إليه الأمور في العقود القادمات , وخصوصا في ما تبقى من هذا العقد الشديد.
البط هذه العقول المجتهدة التي تسبح ضد التيار وتكتب وتنادي وتصرخ , وتشير إلى الشباك الكثيرة والحديثة المتطورة , التي يتم نصبها للعرب في أنهار الحياة وبحارها , وقد بحّ صوتها ونفذ مداد أقلامها , وأنظمة العرب كالسمكة التي تتورط في شبكة , وتبقى متحينة متحيرة “تلبط” يمنة ويسرى , ولا خلاص ولا مناص إلا الإستسلام لرحمة الصياد , الذي سيقتلها أو سيحررها معوّقة من الشبكة.
فالواقع العربي تنطبق عليه هذه الكلمات التي كنا نرددها في المرحلة الإبتدائية , ويبدو أن الذي ألّفها كان يعني بها الكثير , ويشير بها إلى ما هو خطير ومرير.
فالدول العربية كالأسماك السابحة في مياه الزمان العَولمي , متخبطة بأمواجه وممرغة بتياراته وأعاصيره وهيجاناته , وتتلقفها شبكة هنا وأخرى هناك , ولا حيلة عندها إلا أن “تلبط” , ولا ينفعها ذلك لأنه يستهلك طاقاتها ويبددها وينهكها , ويساهم بالقبض عليها ومصادرة مصيرها.
وما أكثر الدول التي تسمّكت أي تحولت إلى سمكة , وأتت الشبكة , وما إنتبهت , ولا ما لت عنها , والبط يصيح ويحذر وينذر , لكن السمكة هي السمكة , وإن تعددت أسماؤها وأنواعها , تجري بإرادتها ونزقها نحو الشبكة.
وهذه معضلة عربية مُهلكة سادت القرن العشرين , ولاتزال عاصفة في أرجاء القرن الحادي والعشرين , وستمضي بالعرب من شبكة إلى شبكة , ومن مَصيدة إلى مصيدة , ومن صيادٍ إلى آخر , وهكذا دواليك فالعرب صاروا أسماكا , وما أسهل صيد السمك , في زمن التكنولوجيا الحديثة والقدرات الإصطيادية السريعة الفتاكة.
والأسماك العربية قد تبزبزت (أصبحت كبيرة الجسم) أي صارت (بزّأ) , بسبب النفط الذي يبزبزها ويمنحها أحجاما خرافية!!
فلنردد: يا بط… يا بط…عسى أن تتنبه الأسماك , ولا تأتي الشبكة أو تميل عنها , وتنجو بنفسها وبأهلها وأوطانها من هذا الصيد العظيم!!