لاشك انه لم يعد خافيا وخلال عقود واحداث ووقائع متتالية ثبت فيها ان ولاءات الشعوب العربية عموما والشيعة العرب خصوصا هي ولاءات دينية في الغالب وكانت ومازالت المرجعيات هي المحرك الاساس والرئيس لها بالرغم من ان بعض المرجعيات وخاصة الاعجمية منها لا تملك المؤهلات العلمية والفكرية وثبت انها مرجعيات فارغة المحتوى غير ان الحكومات والاعلام كان داعما لها بصورة هائلة وخاصة في منطقتنا العربية لاستمالتها لصالح تلك الحكومات وابعاد المراجع العرب واقصائهم لاعتقاد تلك الحكومات بان المرجعيات العربية تشكل خطرا عليها بسبب امكانيتها في مخاطبة الشعب والتفافه حولها بسهولة كونها كانت مناصرة لقضايا الشعب ووقفت معه في تطلعاته واماله وكان هذا الموقف يخيف الانظمة مما جعلها تدعم المرجعيات الفارسية التي كانت تعمل بالتقية المكثفة وتغازل تلك الانظمة عبر اقبيتها السرية وممارسة النفاق الديني والاجتماعي معها وكما كان الحال ابان حكم النظام السابق قبل عام 2003 لكن هذه السياسة في دعم المرجعيات الفارسية لم تفلح ولم تأتي اكلها ولم تنفع تلك الانظمة بل كانت وبالا عليها فكان تأثير تلك المرجعيات كبيرا جدا جعلت من الشيعة اداة طيّعة لمصالح ايران اكثر من مصالح بلدانها ومهما قدمت الحكومات العربية من دعم وامتيازات واعلام لتلك المرجعيات فأنها اي المرجعيات يبقى ولائها الى ايران محكم جدا لأنها في الاساس ليست عربية وقد زرعت لدى المجتمع الشيعي الولاء للمد الصفوي ونفوذه واطماعه وامبراطوريته , وبقيت ايران تحرك الشيعة وقت الحاجة وبصورة سلسة ويسيرة , وحتى لو تم الترويج الى مرجعيات عربية في بعض الاحيان فأنها لا تنجح في استقطاب المجتمع كما نجحت المرجعيات الاعجمية لأسباب كثيرة لعل اهمها عدم امتلاكها المؤهل او الحكمة والمهارة والمناورة والجرأة والقوة في الطرح الديني والعلمي وكذلك فقدانها للقاعدة الشعبية وبذلك فشلت تلك المرجعيات في تعميق الرابط الوطني عند الشيعة وفي ما تبغي من اهداف وغايات , حتى القيادات الدينية او السياسية العربية التي ليست بعنوان مرجعيات فشلت ايضا بسبب فكرها السطحي وتدني وضحالة مستواها العلمي والسياسي لهذا بقيت فاقدة التأثير في المجتمع الشيعي وبقيت المرجعيات الايرانية هي المؤثرة والممسكة بزمام الامور حتى تحولت الى ما يشبه الالغام التي لا يعلم متى ستنفجر و سكينا في خاصرة الدول والحكومات العربية كما رأينا ما حصل في العراق من قبل الاحزاب والمليشيات واليمن من قبل الحوثيين وكيف حركتهم ايران واستطاعوا في غضون ايام من اكتساح مناطق واسعة فيها وكذلك في مناطق اخرى لا تقل تهديدا وخطورة كما في البحرين وسوريا ولبنان والسعودية وغيرها اذن فنحن في نفق مظلم ومأزق غامض
ومنعطف خطير يهدد وجود دولا عربية بأكملها وخطرا يبقى حاضرا ومستعدا لابتلاعها , فما هو الحل للخلاص من هذا المأزق ؟ وللإجابة على هذا التساؤل ينبغي استخدام السلاح الذي يكون ندا واكثر فاعلية من اسلحة العدو التي يناور بها ويستخدمها وهذا السلاح هو السلاح الفكري اي المرجعية صاحبة الرصيد الفكري والعلمي فيكون الحل الاساسي هو في دعم المرجعية العراقية العربية المتمثلة بمرجعية السيد الصرخي الحسني الغير مرتبطة بإيران بل انها علاوة على عدم ارتباطها وقفت بكل قوة وجرأة امام المشروع الايراني كما ثبت بدون ادنى شك انها تملك المؤهل العلمي والاسلوب والطرح الديني والخطاب الوطني الصادق وبعد النظر ودقة التحليل وقراءة الأحداث بعمق ودراية وانها كانت دوما عنوان الاعتدال والوسطية وان هذه المرجعية لو أتيحت لها الفرصة وتلقت الدعم الاعلامي ومنحت المساحة الكافية منه لاستطاعت ان تؤثر على الشيعة الموجودين في المنطقة العربية ولسحبت البساط من تحت اقدام التأثير والنفوذ الايراني وحررتهم من قبضتها ولقدمت الحلول الناجعة للقضاء على التطرف بكل انواعه وجهاته , وهذا يعد حلا اساسيا بالغ الضرورة في الوقت الراهن وفي المستقبل واخيرا انها لو تلقت الدعم من العرب لما استطاعت ايران ان تحرك وتؤثر على الحوثيين في اليمن ولكنا استغنينا عن تلك الحرب التي استنزفت طاقاتنا وثرواتنا ..