طالما كانت وزارة الخارجية العراقية ضعيفة وسيئة الاداء في عراق ما بعد2003 فلم يكن الوزير هوشيار زيباري الذي عمل وزيراً للخارجية في الحكومة التي عيّنها “مجلس الحكم” بادارة بول بريمر في العراق واحتفظ بحقيبته في الحكومة العراقية المؤقتة، والحكومة العراقية الانتقالية إلى أن أصبح وزيراً للخارجية في الحكومة العراقية 2006، والحكومة العراقية 2010، حتى
2014 بعدها تسنم وزارة المالية، لم يكن هوشيار زيباري عراقيا بقدر ما كان كرديا ومسوقا للمشروع الكردي الانفصالي ولم تكن السفارات العراقية في الخارج عراقية بقدر ما كانت سفارات كردية، كانت الخارجية العراقية انذاك في اسوأ حالاتها ومراحلها لكن واقع هذه الوزارة اليوم يدل على انها في اوهن واضعف اوقاتها! فرغم ابتداعها مقولة النأي بالنفس وعدم التأثر بسياسة المحاور التي تحكم واقع المنطقة بل تحكم العالم اجمع!! ورفعها شعارات الانفتاح على المحيطين العربي والاقليمي الداعم والموظف للحركات التكفيرية في سبيل تحقيق اهدافها السياسية ورغم القيام بحركة مكوكية للدول الاقليمية من قبل رموز السلطة في العراق من رئيس الجمهورية الى رئيس الوزراء الى وزير الخارجية وادعائها “فتح صفحة جديدة” مع الدول التي تآمرت على العراق وقتلت اهله طوال السنوات الماضية والتي كان الاجدر بها فتح صفحة جديدة مع العراق الضحية بدلا من مبادرة العراق لذلك!!، كل هذا لم ينفع العراق وخارجيته الجديدة التي تجيد لوك الكلمات والتلاعب
بالمصطلحات لكنها لا تجيد تحديد المصالح التي يسعى العراق الى تحقيقها من خلال علاقاته الخارجية ولا تمتلك القدرة على رسم سلم الاولويات وتحديد الثوابت التي ترسم خارطة اهداف السياسة الخارجية العراقية ولاسيما الهدف الاساس لكل دولة وهو بناء القوة وزيادة نسبتها والسبب هو غياب الرؤية الاستراتيجية في العلاقات الخارجية ومحاولة القفز على الحقائق ما فسح المجال لواشنطن لتتموضع بقوة في الداخل العراقي واعطائها الوقت الكافي لتنفيذ مشروعها التقسيمي كما فتح الباب واسعا امام الدول الاقليمية المتهمة بتصدير ودعم الجماعات التكفيرية لتعيث خرابا وبدلا من دفعها الى الكف عن ذلك وهي التي اتهمها نائب الرئيس الاميركي جو بايدن بدعم الحركات الارهابية بدلا من ذلك اعطتها الخارجية والحكومة العراقية الضوء الاخضر لتتدخل في الشؤون العراقية والمطالبة بعودة الرموز السياسية المطلوبة للقضاء تحت يافطة المصالحة الوطنية ووضع فصائل المقاومة على لائحة الارهاب لدويلة الامارات ومن ثم اتهام الحكومة العراقية بالمسؤولية عن
تواجد حركات التكفير والاجرام!!.
يا ايها الجعفري انت لا تمثل نفسك ولا حزبك ولا تحالفك وانما تمثل الشعب العراقي بشهداءه ومجاهديه وارامل وايتام ضحايا الجماعات الاجرامية وكل العراقيين ويجب ان تكون على قدر المسؤولية والا تكتفي بالمؤتمرات البهلوانية واستعراض العضلات اللغوية واعلان الرفض الشكلي للاتهامات الموجهة للعراق وقواه الشعبية فشعبنا يُقتل وبلدنا يُذبح فارجِعوا ماردكم الى القمقم فهو لم ينفعنا ولن تنفعنا المواقف المتهرئة والخجولة من هذه الدويلات العربانية وتدخلاتها السافرة واتهاماتها الباطلة التي لن يزيدها سكوتنا و “استغرابنا من مواقفهم وشفافيتنا” الا جراءة فهي و رغم كل
عدوانيتها وسلوكياتها الاجرامية تتبجح بكل وقاحة وصلافة كما فعل وزير خارجية دويلة قطر في قلب بغداد وتتحدث عن ضرورة المصالحة الوطنية وتدافع عن المجرمين من امثال الهاشمي والعيساوي.
اذا لم تكونوا عملاء وتعملوا لاجندات خارجية فاتخذوا موقفا مشرفا يليق بكم وببلدكم وينسجم مع مسؤوليتكم ودوركم لتثبتوا انكم لا تقفون مع اعدائنا الذين كل همهم اليوم توجيه ضربة قاصمة الى الوجود الشيعي في العراق وكل المنطقة.