تتصاعد أصوات ، والغريب انها تأتي من بعض أعضاء مجلس النواب وسياسيين و (شيوخ) وكذلك من بعض الإعلاميين ، والاغرب انها تطالب الشباب ممن يستطيع حمل السلاح من نازحي محافظة الانبار بالعودة الى مدنهم والدفاع عنها بدلا من الدخول الى بغداد ومحافظات العراق هربا من بطش داعش !! ، كذلك هناك من يحمل اهل الرمادي ما حصل في ساحات الاعتصامات من حالات سلبية فردية وقتها ، والله ان شر البلية ما يضحك ، يا اخوان ان ابن الانبار والبصرة والعمارة والموصل وكل المحافظات العراقية يكفلهم دستور واحد ، فاذا كان سبب اصواتكم هذه هي خوفا على الانبار وأهلها ، فالأجدر بكم أولا تطبيق بنود الدستور للحفاظ على العراق وامنه بأكمله ، وليس تعيد الشباب الى محرقة نجوا منها بأعجوبة بحجة الدفاع عن مدنهم ، ثم بماذا تريدوهم يدافعون بالحجارة ام بالعصي؟ ، القوات الأمنية منذ اكثر من سنة مرت على عملياتها العسكرية في المحافظة ولم نرى أي نتائج إيجابية على الارض ، ولكننا رأينا ما فعله أبناء الانبار عندما سحقوا تنظيم القاعدة في مدنهم عام 2007 ، وخلال فترة زمنية قياسية امنوا المدن و الطريق السريع بسواعد أبناء المحافظة ، ولم تكن وقتها لا دول ولا طائرات عراقية او أمريكية ولا مدفعية تساندهم .
دعونا نعود الى الوراء قليلا ونستذكر المطالبات المتكررة للعشائر في محافظة الانبار لدعمهم بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة لمحاربة الإرهابيين خارج مناطقهم قبل ان يدخلوها داعش ، ولم يتم دعمهم الا بعد المجازر التي حلت بأبنائهم عندما دخلت داعش مناطقهم ، وكان الدعم محدود ، والسبب معروف ، هو لتوسيع الفجوة بين مكونات الشعب عامة و بين أبناء المحافظة والحشد الشعبي خاصة ، ولكن هيهات لهذه المحاولات ، لقد سحقها الشعب ، واثبت للعالم بانه شعب واحد عندما احتضنت جميع أطياف الشعب اخوتهم من أبناء الانبار ، الا بعض حالات الشواذ في بعض المحافظات ، اعتقد ان اللعبة السياسية يا سياسيين تكون بين العقول السياسية وليس المتاجرة بدماء الشعب ، ان من واجب كل افراد الحكومة العراقية والقوات المسلحة والأمنية وبكل اصنافها والشعب بشكل عام الدفاع عن العراق ، وهذا ما اديتم اليمين عليه ، وحسب ما جاء في المادة ( 9- أولا- أ،ب،ج،د ) من الدستور العراقي الذي صوت عليه الشعب العراقي وقتها بدمائهم ، ولكن ، هل الحرب على الإرهاب تدار بهذه الالية؟.
المشكلة ، ان المنادين لعودة الشباب الانباري للدفاع عن مدنهم (بدون سلاح) يدفعون بالمسيرة السياسية للأنبار باتجاه الإقليم ، كونهم بذلك يبررون أسباب عدم ارسال القطعات العسكرية لمحاربة داعش ، وان يدافع اهل الانبار عن مدنهم ، وهم نفسهم من يعارضون الإقليم ، وهم انفسهم من قال ان داعش في الانبار ، يعني لا ارحمك ولا اخلي رحمة الله تنزل عليك ، حيث ظهر علينا احد المنادين بوجود داعش سابقا يخاطب النازحين بأن يعودوا لمدنهم وان لا صحة لوجود داعش مرة ، ثم يقول لهم ارجعوا حاربوا داعش ، وهو يرتدي بدلة عسكرية ومسلح هو وحمايته ويضعون الاسلاك الشائكة بينهم وبين اهل الانبار ، يا سبحان الله ، عندما انتخبكم الشعب العراقي لتكونوا نواب في البرلمان لم يكن يريدكم بما انتم عليه الان من سلبية تجاهه ، يريدكم الوقوف معه بالسراء والضراء ، مثلما تحمل ما تحمل وقت انتخابكم.
وأخيرا ، أقول للبعض من زملائنا الإعلاميين ، لا تكونوا ابواقا مسيسة (خارج الدستور والقانون) من حيث تعلمون او لا تعلمون! ، شعبنا يستحق منا الكثير ولا يخفى علينا جميعا ما عانيناه مع شعبنا من مآسي وكوارث ، لنجعل الدستور والقانون هو الحكم في طرحنا للأمور والقضايا ، ونطالب بتفعيل الإجراءات القضائية بحق كل من تجاوز ويتجاوز على الدستور والقانون ، وان لا نجامل أحدا على حساب اكثر من 30 مليون عراقي ، وان ننبه الشعب و الأجهزة التنفيذية والقضائية بالتجاوزات التي تحدث على الدستور والقانون ، وان تكون لنا وقفات مع شعبنا يشهد لها العدو قبل الصديق ، وان لا ننسى بان التاريخ يسجل.