قبل نحو عام من الآن،..استفزتني دعوة انيقة وصلتني من زميلاتي في تنسيقية التيار المدني _مستمرون للاحتجاجات الشعبية في العراق.. لحضور اول مؤتمر نسوي تنظمه وتقوده النساء المدنيات يعقد في بغداد منذ خمسينيات القرن المنصرم ..المؤتمر يناقش واقع وافاق الحركة الاحتجاجية التي تواصلت على نحو ثلاث سنوات و شرارتها الأولى التي انطلقت اول مرة في شباط ٢٠١١ رفضا للسياسة الفاشلة في إدارة البلاد …تلك الحركة التي كانت فيها صورة المرأة العراقية المحتجة هي الصورة الاكثر إشراقا ونشاطا ..حتى تناولتها واشادت بها كل وسائل الإعلام محليا وعربيا ودوليا ايضا..
الذي استفزني في تلك الدعوة هو ذلك التواصل الشجاع والحضور الذي ابهر العالم لوجود وصوت المرأة العراقية وهي ترفض كل أشكال الفساد والتهميش من قبل الحكومات المتعاقبة التي توالت على حكم البلاد بعد عام ٢٠٠٣ ..والاهم من ذلك التنسيق العالي لتنظيم الحراك الاحتجاجي وتوجيه دفته ليكون اكثر فاعلية وتأثير…استفزني ايضا حرصهن لادامه زخم التظاهرات وتحدي كل الظروف الصعبة والمخاوف التي يحاول البعض اشاعتها لاجل افراغ ساحة التحرير من عنصرها الاكثر إيجابية..
ولعل اكثر ماشد عزيمتي للمشاركة والعمل معهن لاجل إنجاحه هو شعار المؤتمر (#_ياأبنة_العراق_انهضي) .. في رسالته الموجهة لكل نساء العراق ودعوتهن لاجل النهوض والتغيير……المؤتمر حقق نجاحا ساحقا عندما حصد مشاركة فاعلة لنحو ٢٠٠ شخصية نسوية وإعلامية من بغداد وبعض المشاركات من المحافظات …..واليوم تجري ذات الاستعدادات الحثيثة لاجل عقد المؤتمر بنسخته الثانية على مستوى العراق…بمشاركة اكبر تجمع للنساء الناشطات من كل المحافظات العراقية خاصة من الموصل والانبار وصلاح الدين وكركوك وسيناقش ضمن جدول اعماله
محورين السياسي التشريعي والاجتماعي علما ان هناك
مساندة عربية وسويدية للمؤتمر..
وبمنطلقات أساسية لاجل دعم وتنظيم وتأمين دور المرأة العراقية وهي تتصدر ساحات العمل والحركات الإصلاحية في البلاد..
معكن نساء بلادي سنبقى نجدد العهد حتى تحقيق المطالب نحو عراق اكثر مدنية واحترام لحقوق الإنسان وفرض مبادئ العدالة والمساواة والحرية للجميع..