23 ديسمبر، 2024 7:21 م

يرتبط أسم الشاعر الكبير أبو نؤاس مع بغداد عاصمة الدولة العباسية التي أسسها ابو العباس السفاح قبل اكثر من الف عام ، كان ابو نؤاس شاعرا حداثويا قبل ان تصل لنا مصطلحات الحداثة الشعرية . وشعره وزاده وخمرته وحياته كلها تسير بطريقة سوريالية في ذلك الوقت ، ومازالت العرب من المحيط الى الخليج تستشهد بشعره لا بل أنه مدرسة شعرية قديمة حديثة متفردة بنضوجها الشعري والفكري الذي قلّ ما وصل إليه شاعر في زمانه وزماننا . وبعيداً عن عبقرية ابي نؤاس في الشعر إلا ان أسمه مرتبط بتراثنا العباسي الذي قدم للانسانية من العلم والمعرفة والآداب والترجمات الشيء الكثير ، وإذا تحدثنا فقط عن الف ليلة وليلة فالعالم يعرفها برمته ، وترجمت مجلداتها الى اغلب لغات العالم . ولعل حكومات المنطقة الخضراء التي عادت منذ سنوات تلت سقوط نظام البعث الصدامي كل ما يمت للحياة داخل العراق بشكل عام وبغداد بشكل خاص ، فقد سرقت ميليشيات احزاب المنطقة الخضراء تاريخ المدينة وهدمتها كما فعلت داعش في تاريخ مدينة الموصل بعد احتلالها قبل عام ، فسابقا هدموا تمثال رأس ابا جعفر المنصور الذي بنى بغداد ! وسرقوا تمثال عبد المحسن السعدون ، اليوم صعب عليهم ان يروا تمثال ابي نؤاس وهو يحمل كأس خمرته قبل قرون طويلة من الزمن ، فحفروا تحت التمثال لاسقاطه في واحدة من مخازيهم التي تعود الشعب العراقي عليها . بالمقابل ان الاسلاميين الذين استاءوا من تمثال الشاعر الذي يحمل كأسه بيده كانوا ومازالوا يشربون الخمرة وبخاصة العرق ( بالقندرة !) ، بينما الفقراء في العراق يشربون العرق وهو مشروبهم الوطني كما في تركيا او

لبنان ، لكنهم منعوه عليهم حتى لا يتمتعوا بدنياهم ، بينما جماعة المنطقة الخضراء يتمتعون بالدنيا ويحلمون بالآخر ! نعم يشربون العرق بالقندرة رغم ثرواتهم العملاقة التي سرقوها من ثروات العراق بسنوات قليلة .. قد يهدموا تمثال الشاعر لفترة من الزمن وسيعود بقوة بتمثال من ذهب ، فبغداد لا يمكن ان تكون بدونك يا ابانؤاس وإلا نغير أسمها ، اما حثالات المنطقة الخضراء فلهم وقت للسحل قريب اول اقل من القريب …