18 ديسمبر، 2024 4:48 م

يا أيها الهم النبيل العراق

يا أيها الهم النبيل العراق

تباعدت المسافات بيننا وبين الوطن حين كتب علينا بلاء الغزو والإحتلال الإنتشار في قارات العالم، لكن على مدى السنوات لم ينقطع الحنين الحزين إلى أيام كان فيها العراق عالماً وحيداً لنا لا تتجاوز أحلامنا حدوده.
فيه كنا ننسج أحلام النجاح والعمل ومستقبل الأسر والأبناء.
غادرناه من قبل من أجل العلم والتأهيل دون أن يفارقنا حلم العودة للعيش والعمل بين الأهل والأصحاب. لم يكن السفر إلّا لمهمة عمل أو للترويح في زمن محدود تعقبه عودة مغلفة بالشوق.
ثمة حنين لا يفتأ يطرق أبواب الروح في كل ساعة.. حنين إلى أيام كانت فيها بغداد لنا عالماً سحرياً نعيشه بلا انقطاع، يوم كانت خطواتنا تذرع شارع السعدون أو شارع الرشيد..حين كانت ضفاف أبي نؤاس وأمواج النهر الهادئة تحيل جلسات المساء إلى عوالم خيال مترعة بالرضا وهدوء النفس.. حين كانت عيوننا تتنقل بين عناوين الكتب في مكتبات شارع المتنبي أو على الأرصفة الكثيرة.. حين كان الوقوف عند الأصيل على الجسر والإطلال على دجلة الخير يغني عن التطلع إلى أجمل مشاهد مدن الأرض.. حين كان قضاء أمسية في واحدة من دور السينما الأنيقة تلك يوفّر سعادة تغمر النفس.
يختلط الحنين بالألم حين نفيق من حلم الماضي القريب الجميل على صورة بغداد الحاضر.. بغداد نقاط التفتيش وأكوام النفايات والمباني الهرمة المهملة والحدائق المهجورة.. بغداد المزدحمة بوجوه متعَبة لأناس محبَطين ناقمين.
مؤلم أنت أيها الحنين الحزين.