18 ديسمبر، 2024 10:07 م

يا أمل البشرية وأمان أهل الأرض.. متى اللقاء؟!

يا أمل البشرية وأمان أهل الأرض.. متى اللقاء؟!

قال رسول الله صلى الله عليه وآله: “إن خلفائي وأوصيائي وحجج الله على الخلق بعدي إثنا عشر أولهم أخي وآخرهم ولدي قيل: يا رسول الله ومن أخوك؟ قال (ص): على بن أبي طالب. قيل فمن ولدك؟ قال: المهدي الذي يملأها قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً والذي بعثني بالحق بشيراً لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه ولدي المهدي فينزل روح الله عيسى ابن مريم فيصلي خلفه وتشرق الأرض بنوره ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب”- جاء في “فرائد السمطين‌” آخر ج2 للعلامة الحموينيّ، و”ينابيع المودة” للقندوزي ج3 ص395، و”غاية‌ المرام‌” للعلاّمة‌ البحرانيّ ص‌ 43 و ص‌ 692 .

الاعتقاد بالمنقذ والمصلح الكبير لدى البشرية أمر بدأ منذ أن وطأت أقدام أبونا آدم عليه السلام الأرض وحتى رسالة الخاتم من الانبياء والمرسلين الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ليكشف عنه بصراحة ووضوح لا يدع لأدنى شك لدى العقول البشرية إلا من أعمى الله سبحانه وتعالى قلبه قبل بصره وهو المشهود اليوم في عالمنا الحاضر، حيث كان لبني أمية الطلقاء الحاقدين والساخطين على الاسلام والمسلمين والرسالة المحمدية الأصيلة اليد الطولى في تبني فكرة انكار ظهور المهدي (عج) والذي نعيش هذه الأيام ذكرى مولده المبارك.

لا يختلف أثنان من أتباع الأديان السماوية حول قضية الظهور ومجئ أمل البشرية وأمان أهل الأرض الذي ارتاضه الله سبحانه وتعالى لتلك الساعة، حيث أقر بذلك كبار المحدثين والمؤرخين خاصة من أهل العامة ناهيك عن أتباع أهل بيت النبوة والامامة عليهم آلاف التحية والسلام، منهم الحافظ محمد بن محمد الحنفي النقشبندي في “فصل الخطاب”، والشبلنجي الشافعي “نور الأبصار”، وابن خلكان “وفيات الأعيان”، وابن الخشاب “تاريخ مواليد الأئمة”، وعبد الحق الدهلوي “رسالته في أحوال الأئمة”، ومحمد أمين البغدادي السويدي “سبائك الذهب”، والمؤرخ أبن الوردي “تاريخه”، ومحمد بن‏ هارون أبوبكر الروياني “المسند”(مخطوط)، وأبو نعيم الاصبهاني “الأربعين حديثا في المهدي”، وأحمد بن الحسين البيهقي ”شعب الايمان”، والخوارزمي الحنفي ”مقتل الامام الحسين (ع)”، وسراج الدين الرفاعي في “صحاح الأخبار”، وكمال الدين محمد بن طلحة الشافعي “مطالب‏السؤول”، ونور الدين علي بن محمد بن الصباغ المالكي “الفصول‏المهمة”، والشاه ولي اللّه أحمد بن عبد الرحيم الدهلوي الحنفي “المسلسلات المعروف بالفضل المبين” .

جميع الأديان السماوية والمكاتب والطوائف العقائدية متفقة القول والاعتقاد على وجود منقذ للبشرية من الظلم والاضطهاد في آخر الزمان، فيما اعتبرت الطوائف الاسلامية ظهور الامام المهدي (عج) من المسلمات العقائدية حيث ملئت كتب الحديث بأخبار ظهوره مما دفع بالمنحرفين الى الاتجاه نحو التشكيك في تأريخ ولادته المباركة التي كانت في ليلة النصف من شهر شعبان سنة 255 للهجرة بمدينة سامراء في العراق، وهنا يكمن بيت القصيد الذي يعبث فيه المنحرفون لكن الدلائل على صحة تاريخ الولادة الميمونة هذا رغم انه جاء في كبار كتب العامة قبل الخاصة حتى تجاوز عدد كبار علماء المسلمين من السنة الذين اتفقوا على ذلك بأكثر من 125 عالماً مؤرخاً وراويا .

هناك آيات قرآنية مباركة كثيرة تؤكد على وجود الامام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف وانه حيّ يرزق وقادم لا محالة لانقاذ البشرية جمعاء من الظلم والطغيان والجبروت والعنف والتزييف والتزوير والتحريف والنهب والدمار واستباحة المحرمات وانتهاك المقدسات وإعادة المجتمع الى النور والعلم والحكمة والحنكة والتعقل والتدبر والتعاون والتفاهم والأخلاق الحسنة ووحدة الكلمة التي جاء بها جده خاتم المرسلين ورحمة للعالمين الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم.

فقد قال الله سبحانه وتعالى: “وَلَقَد كَتَبنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعدِ الذِّكرِ أَنَّ الأَرضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ”- الانبياء:105؛ وقال ايضاً: “وَنُرِيدُ أَن نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ استُضعِفُوا فِي الأَرضِ وَنَجعَلَهُم أَئِمَّةً وَنَجعَلَهُمُ الوَارِثِينَ”- القصص:5؛ وايضاً: “الم * ذَلِكَ الكِتَابُ لَا رَيبَ فِيهِ هُدًى لِلمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤمِنُونَ بِالغَيبِ” البقرة:1-3؛ وآيات اخرى يمكن الاشارة اليها منها: “الانبياء:105″، و” الشورى:1-2، و” لقمان:20″، و”البقرة:148″، و”التوبة:36″، و” الصف:8و9″، و”يونس:20″، و”الحديد:17″.. كما جاء في تفسير على بن ابراهيم، والامام أبي إسحاق الثعلبي، وغيبة النعماني، وتفسير العياشي، والشيخ الصدوق، وأبي بصير، والشيخ القمي، وابن عباس وغيرهم من كبار رواة ومفسري العامة والخاصة.

الحلف التكفيري – الصهيوني المشؤوم عقد العزم وكرس كل قواه الاعلامية والدينية بفتاوى وعاظ الكذب والدجل والنفاق أتباع الوهابية والسلفية المقيتة أحفاد أمية الطلقاء وخدمة البترودولار، على تكذيب “ظاهرة المهدي (عج)” خوفاً من أتباع الأمة لنهج أهل البيت عليهم السلام في التصدي للظلم والزور والنفاق والتزوير والاستعمار واكتساح مكتب المقاومة كل الميادين مما يعكر أجواء سطوتهم وسلبهم سلطتهم وافلاسهم من العبث في مقدرات الأمة وثرواتها ومعتقداتها كون أن “الايمان بالمهدي الموعود (عجل)” هو إيمان برفض الظلم والجور، ومصدر قوة ودفع لا تنضب، وبصيص نور يقاوم اليأس في نفس الانسان، ويحافظ على الأمل المشتعل في صدره مهما ادلهمت الخطوب وتعملق الظلم; وانه يثبت أن العدل قادر كل المقدرة على مواجهة عالم مليئ بالظلم والجور، فيزعزع ما فيه من أركان الظلم مهما تجبر وامتد في أرجاء العالم وسيطر على مقدراته.. ولا بد أن ينهزم .

مؤرخون ورواة كثيرون آخرون شددوا على حقيقة ولادة الامام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف في 15 شعبان سنة 255 للهجرة وهو حيّ يرزق حتى يومنا هذا.. لا يسع لهذا المقال القصير أن يأتي ولا لوقتنا اليسير مقدرة على ذكرهم جميعاً وشملهم جميعاً بل وجدنا أن ننقل جزءاً يسيراً من ذلك لتبيين حقيقة الشمس واتضاح صورة الهداية السماوية لدى اولئك الذين لا يزالون يجهلونها ولم يتسع الوقت أن يدركوها بمجملها، منهم:- الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني في”صفة المهدي”، والإمام جلال الدين يوسف بن يحيى بن علي المقدسي الشافعي “عقد الدرر في أخبار المنتظر”، والعلامة ابن بريدة “العواصم عن الفتن القواصم”، وعبد الله بن محمد المطيري الشافعي “الرياض الزاهرة”، والامام الحافظ أبو جعفر العقيلي “الضعفاء”، والإمام البربهاري “شرح السنة”، والحافظ أبو الحسن الآبري في كتاب “مناقب الشافعي”، والحافظ ابن حجر “تهذيب التهذيب “عن الامام البيهقي، والامام السفاريني “لوامع الأنوار البهية”، وسبط ابن الجوزي الحنفي “تذكرة الخواص” ص363، والشبراوي الشافعي “الإتحاف بحب الأشراف”، والفضل بن روزبهان “ابطال الباطل” و…

عصرنا الحاضر یشهد دوامة من المشاكل والصراعات والخلافات الدينية والفتنة الطائفية زرع بذورها الاستكبار العالمي واللوبي الصهيوني بالبترودولار السعودية وأخواتها وسائر الأنظمة الديكتاتورية الموروثية، بهدف بث الفرقة بين أبناء الأمة الاسلامية الواحدة وتصفية الدين المحمدي الأصيل وحماته أتباع أهل بيت الوحي والتنزيل والعصمة والطهارة عليهم السلام، بحروب فتنوية وهابية سلفية تكفيرية دمروا خلالها الأخضر واليابس، والبشر والحجر، والتراث والدين والقيم الانسانية، ورسالة السماء السمحاء؛ فأراقوا دماء الأبرياء، ومزقوا أجساد الأطفال، وصبوا جام حقدهم على الضعفاء حيث اليمن لايزال يشهد حمم إجرامهم بعد العراق وسوريا ولبنان وأفغانستان، فيما نار الحرب الداخلية تطحن في ليبيا لتنتقل الفتنة الصهيونية – الوهابية الى سائر بلاد المسلمين.

مولاي متى اللقاء.. لقد ضقنا ذرعاً من الظلم وأهله، ومن دعاة الفسق والفجور بلباس الدين، وأنكسرت قلوبنا من هيمنة أعداء الله والحق والانسانية والعدل.. مولاي أشتقنا لك ولنور وجهك المبارك، متى نجاهد بين يديك ونشاركك ثأر الله سبحانه وتعالى ونعيش بدولتك دولة العدل الالهي.. نحن ننتظرك وأنت تنتظر، وندعو الله بفنون الدعوات الخالصة لأن يعجل فرجك ويسهل أمرك وأن تشرق الأرض بنور ربها فأنتم نور الله في الأرض وبكم يخرج الله الناس من الظلمات الى النور… “مَتى تَرانا وَنَراكَ وَقَدْ نَشَرْتَ لِواءَ النَّصْرِ تُرى، أتَرانا نَحُفُّ بِكَ وَاَنْتَ تَاُمُّ الْمَلأ وَقَدْ مَلأْتَ الأرْضَ عَدْلاً وَأذَقْتَ أعْداءَكَ هَواناً وَعِقاباً، وَأبَرْتَ الْعُتاةَ وَجَحَدَت الْحَقِّ، وَقَطَعْتَ دابِرَ الْمُتَكَبِّرينَ، وَاجْتَثَثْتَ أصُولَ الظّالِمينَ”..

[email protected]