يا أمة العرب .. إلى متى تبقى جمجمة العرب ( العراق ) تُهشَّم بمطرقة الحلف الماسوني الصهيوني الأنغلوأمريكي الفارسي .. وتأن تحت سندان التطرف الديني والمذهبي المتخلف !؟؟؟.
منذ نعومة أظفارنا ومذ كنا أطفال في المدارس وعندما تربينا في دوواين ومضايف أبائنا وأجدادنا رحمهم الله , ونحن نقرأ ونستمع لأحاديث وتوجيهات الكبار من مشايخ وعلماء متفقهين في الدين والتاريخ الوطني عن مراحل نشوء الدولة العراقية الحديثة , فمنذ أن نالَ العراق استقلاله عام 1932 , وحتى كبرنا وتحملنا المسؤولية الأخلاقية والقانونية ازاء وطننا وشعبنا وأهلنا , وعاهدنا الله والوطن بأن نكون مواطنين صالحين مخلصين .. لا نخون ولا نرتاب أو نداهن على حساب القيم والمبادئ العربية والأسلامية .
الوطن الذي يعني .. الأرض والعرض والمال والولد , وبذلنا من أجله الغالي والنفيس في حلنا وترحالنا , ومستعدين في أي لحظة أن نقدم ما هو أعز وأغلى للحفاظ على وحدة ترابه الوطني وعزة وكرامة هذا الشعب النبيل الكريم المبتلى بحفنة من شذاذ الآفاق ومن الذين كانوا يتسكعون بالأمس القريب على أرصفة أسيادهم وأولياء نعمتهم الجدد , وسنبقى كذلك إلى ما شاء الله , نعم .. سنبقى نقول كلمة الحق والعدل والإنصاف مهما كلف الثمن وبلغت التضحيات , ولم ولن نخاف في قول كلمة الحق لومة لائم مهما كان .. فما خطبنا نخاف أو نتردد خاصة إذا كان هذا اللائم خائن وعميل وسمسار من سماسرة بيع ورهن الأوطان في أسواق النخاسة العالمية.
لا أود التطرق لتاريخ العراق منذ تحريره من الاحتلال الفارسي قبل وبعد بزوخ فجر الاسلام , أو الخوض في مواضيع وأمور تاريخية متشعبة تحتاج إلى شرح وسرد مفصل عن مراحل تاريخ العراق القديم والخوض والابحار في غمارها منذ سقوط أولى الحضارات العراقية .. كالبابلية والأشورية والسومرية وغيرها .
ولكن لنتابع تلك المرحلة القصيرة الممتدة منذ سقوط الدولة العثمانية ومجيء الاحتلال البريطاني عام 1917 وحتى دحره على أيدي ثوار العشائر العربية الأصيلة الذين أطلقوا الشرارة الأولى لثورة العشرين الخالدة وإلى أن نال سيادته واستقلاله وانضمامه إلى عصبة الأمم عام 1921 .
نعم .. لقد تحرر العراق من الاحتلال الأجنبي المباشر والانتداب البريطاني البغيض الذي خرج بفضل وهمة أبناء العراق الغيارى من أوسع أبوب التحرير الوطني , لكنه سرعان ما عاد من الشباك ليحكم ويتحكم بمصير ومستقبل العراق عن طريق تنصيب حكام أذلاء خانعين مطيعين تابعين له ومنفذين لسياساته ونواطير لمصالحه , ومن كان يرفض أو يتذمر كان مصيره القتل أو الاغتيال كما حصل للراحل المللك غازي رحمه الله على يد عملاء المخابرات البريطانية أو غيره من الوطنيين العراقيين وهم كثر .
لكن العراق حتى ابان العهد الملكي لم يهنأ بالاستقرار أو يهدأ منذ تولي الملك فيصل الأول عام 1921 وحتى ثورة 1958 , لقد كانت هذه المرحلة أيضاً كالتي لحقتها مشوبة بالمؤمرات والتغيرات والمحاولات الانقلابية التي تكللت آخرها بالنجاح بالرغم من دمويتها وبشاعة نتائجها على الاسرة الهاشمية , وتحول العراق حينئذ من مملكة إلى جمهورية بزعامة الراحل عبد الكريم قاسم رحمه الله والذي كان هو الآخر قد ارتكب أخطاء وهفوات وصراعات على السلطة انتهت بمقتله بطريقة غير انسانية وغير أخلاقية .
كعراقيين بصورة خاصة وكعرب عامة .. عندما نتابع تاريخ الدول والأمم التي تحررت من الهيمنة والاحتلال الاجنبي المباشر وغير المباشر , ونقارن حال وطننا العراق وشعبنا المنكوب نرى أن الوضع مختلف اختلاف جوهري وجذري عن تلك الأمم التي نوعاً ما استقرت سياسيا واقتصاديا بعد أن خرجت من تحت عباءة التبعية والعبودية الذي احتلها ردحاً من الزمن , نرها … أي تلك الدول قد تجاوزت محنها ولملمة جراحها خلال فترة وجيزة , واستطاعت على مدى أكثر من نصف قرن أن تستقر وتنهض من تحت الركام … وبالذات رركام الحربين العالميتين ونخص بالذكر بعض دول الشرق الأوسط كتركيا على سبيل المثال , وأغلب دول أوربا الشرقية التي تحررت للتو من هيمنة الاتحاد السوفيتي واستطاعت خلال عقدين فقط أن تضاهي دول غربية ورأس مالية بعينها كألمانيا وفرنسا وبريطانيا وأسبانيا , ناهيك عن انضمامها لاتحاد أوربي عظيم أصبح يضم أكثر من 28 دولة مرشحة لتكوين نواة الولايات المتحدة الأوربية على غرار الولايات المتحدة الأمريكية … من يدري !؟ .
لكن العراق .. وما أدراك ما العراق .. لقد ظل هذا الوطن المنكوب يأن ومازال يرزح تحت وطأة الحروب والفتن والمحن الداخلية والتدخلات الأجنبية السافرة الاقليمية والدولية على ما يقرب من قرن كامل , وعرضة للمؤمرات والدسائس والمصائب , ومسرح للتجسس والانقلابات ولم ينعم أو يهنأ بالأمن والأستقرار حتى لبضع سنوات .
كمعاصر شخصياً أشهد وأتذكر جيداً بأن المرحلة الوحيدة التي شهد فيها العراق نوعاً من الاستقرار السياسي والاقتصادي هي فقط في الفترة الممتدة بين أعوام 1974 و عام 1980 , ومن منا لم يتذكر تلك المرحلة المزدهرة والطفرة الاقتصادية والثورة الانفجارية في مجال البناء والاعمار وتأمين الخدمات بمختلف أشكالها وألوانها , حتى كاد أن يخرج من دائرة دول العالم الثالث , لكن فرحة وتفاؤل العراقيين للأسف لم تدم طويلاًً , بسبب نشوب الحرب العراقية الإيرانية التي دامت أكثر من ثمان سنوات وتلتها وتوالت بعدها المصائب والكوارث منذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا من كل حدب وصوب , وها نحن عندما نستعرض هذه المرحلة أو الحقبة الممتدة ما بين عام 1921 وحتى عام 2014 نرى بأن هذا الوطن وهذا الشعب قد كتب عليه أن لا ينعم بالأمن والاستقرار أو يستقر أو يهدأ لشعبه بال و يستقر له حال حتى سنة واحدة .
بل الأدهى والأتعس من كل هذا وذاك تُشن على هذا البلد وعلى هذا الشعب المنكوب بين الفينة والأخرى الحروب العالمية الواحدة تلو الأخرى منذ عام 1991 عندما تحالفت عليه 33 دولة لتعيده إلى عصر ما قبل الثورة الصناعية , تلاها فرض حصار اجرامي لم يشهد له التاريخ البشري مثيل على مدى ثلاثة عشر عاماً .
ولم يتوقفوا عند هذا الحد بل تمادوا بغيهم وحقدهم الدفين على هذا البلد , وقاموا بشنْ عدوان بربري غاشم جديد بعد تلك السنين القاسية بعدوان همجي مغولي تحت ذرائع ومسميات وأكاذيب جديدة وتحالف دولي شرير جديد ضم أكثر من أربعين دولة , ليتم احتلاله وتركيعه وقتل خيرة أبنائه الوطنيين المخلصين وتشريد الملايين من أبنائه في شتى أصقاع الأرض , وتنهب وتدمر الدولة العراقية القديمة والحديثة عن بكرة أبيها وما زالت .
والآن وبعد كل ما ألمَّ بعراقنا الجريح من كوارث وجرائم بشعة ومجازر وخراب ودمار وسلب ونهب , واثارة الأحقاد والضغائن الطائفية البغيضة بين أبناء الشعب الواحد , بل وحتى بين أبنا المكون والعشيرة والعائلة الواحدة , يجري الآن الأستعداد على قدم وساق لشن عدوان همجي بربري غاشم جديد تحت مسميات وعناوين وأكاذيب وافتراءات جديدة ما أنزل الله بها من سلطان , لتدمير ما لم يستطيعون تدميره مغول العصر , ونهب ما لم يتم نهبه منذ عام 2003 وحتى هذه اللحظة , باسم محاربة ومقاتلة الارهاب المتمثل بما يسمى الدولة الاسلامية ودواعشها , وتعاد نفس الكرة ونفس تلك الأجواء والمعطيات المشوبة بالحذر والترقب بالضبط كالذي شاب وخيم على العالم ابان ما قبل وما بعد أحداث 11 أيلول ( سبتمبر ) عام 2001 , تلك الفرية والأكذوبة الكبرى التي تم على أثرها احتلال وتدمير كل من أفغانستان والعراق وحلب دول الخليج ونهب أموالهم بحجة الحرب على الإرهاب , ولكي تتم المسرحية وتكتمل فصول اللعبة تم ادراج العراق على رأس القائمة العراق تحت مسميات جديدة وتهمة وفرية وأكذوبة أسلحة الدمار الشامل التي ثبت بطلانها , والتي كانت القيادة العراقي السابقة صادقة عندما نفت حيازة العراق لها , لكن الأشرار الفجار ركبوا رؤوسهم ولم يستمعوا للمناشدادت الدولية ونصائح العقلاء والمنصفين حتى من أبنا جلدتهم , وحصل ما حصل .
ملخص الكلام .. ونافلة القول … أليس من حقنا أن نسأل ونتساءل فيما بيننا ونطالب بتوضيح واستفسار من أصحاب القرار والحل والحكمة والعقل ونطالب المجتمع والرأي العام …. كعرب وكعراقيين …. إلى متى نبقى أسرى خزعبلات ومؤامرات وأجندات الغرب المتصهين وخاصة المتمثل بالمحفل الماسوني الصهيوني وحليفهم الأول وعدو العرب اللدود منذ سقوط مملكة بابل وآشور … ألا وهو العدو الفارسي البغيض , ولا بد لنا أن نسأل أنفسنا قبل أن نسأل الآخرين … إلى متى سنبقى نتلقى الكفخات والضربات الواحدة تلو الأخرى في عقر دارنا زنجلب المأجزرين والمرتزقة للدفاع عن حيض وطننا !؟؟؟.
وهل يا ترى كتب علينا كعراقيين أن نهيم على وجوهنا في أصقاع الأرض كقوم موسى أربعين عاماً حتى تكتمل ملامح المشروع الأمريكي الصهيوني الفارسي في منطقة الشرق الأوسط !؟, ويتحقق حلم اسرائيل من الفرات إلى النيل وتقوم دولة كردستان الكبرى على حساب العراق وسوريا ولبنان والأردن وأرض نجد والحجاز !؟.
وإلى متى … ستبقى جمجمة العرب ( العراق ) رهينة وأسيرة للحملات الصليبية الفارسية الجديدة كل عقد من الزمان تقريباً !؟؟, وتتلقى الضربات الموجعة تحت مطرقة هذا الحلف الماسوني الصهيوني الفارسي الشيطاني الشرير , وسندان المتطرفين والمتخلفين عقلياً وذهنياً وعقائدياً , خاصة ممن أطلقوا العنان للحاهم القذرة وفتاويهم الشيطانية وسكاكينهم الطائشة , التي يجزون بها رؤوس الأبرياء والمساكين باسم الدين الاسلامي الحنيف بلا رحمة وبلا وازع ديني أو أخلاقي يردعهم أو يخالف توجهاتهم الغريبة والدخيلة على ديننا وقيمنا وأخلاقنا العربية الإسلامية .
إن هؤلاء الأوباش الذين حولوا وحوروا دين الرحمة والعدل وحفظ وحقن دماء وكرامة الانسان الذي كرمه الله سبحانه على جميع مخلوقاته , إلى دين قتل وذبح واجرام لم يسبق له مثيل … والذين على ما يبدو قد عقدوا العزم على أن يشوهوه ويحرفوه ويخرجوه من مضمونه ومن محتواه الإنساني العظيم , ويجعلون المسلمين المساكين في مشارق الأرض ومغاربها يستنجدون ويستغيثون بأعداء الله والإنسانية لحمايتهم من شرهم المستطير … في حين أنهم … أي القاعدة ودواعشها تدربوا وتسلحوا على أيدهم منذ أن تشكلت أولى طلائع ما يسمى بالمجاهدين العرب في أفغانستان لإخراج الروس منها , والذين تحولوا بقدرة قادر إلى قاعدة بزعامة أحد أبناء عائلة آل ” لادن ” شركاء عائلة آل ” بوش ” وأذنابهم إلى يومنا هذا !؟؟ والحليم والحر تكفيه الأشارة … وللحديث بقيــــــة.