23 ديسمبر، 2024 10:29 ص

يا آل الصباح .. يا يهود الأمة لاصبّحكم الله بخير ! – ١

يا آل الصباح .. يا يهود الأمة لاصبّحكم الله بخير ! – ١

لايوجد لدى أي عراقي – باستثناء الدخلاء – أدنى شك من أن أرض الكويت هي أرض عراقية شاء من شاء وأبى من أبى ، وهي جزء من أرض لواء البصرة ، كانت وما زالت وستبقى إلى قيام الساعة ، ومما روي أن الرئيس الراحل صدام حسين إذ بان العدوان الخميني الفارسي على العراق ، والذي إبتدأ مع قيام ( الثورة ) الخمينية ، قد زار مستشفى للأطفال يتعالج فيه أبناء وأرامل الشهداء العراقيين ، فوجد سيدة عراقية قد وضعت مولودها للتو ، فحمل وليدها وسألها : هل أذّن له أحد ؟ فأجابت بالنفي ، فأذن صدام ثم أقام الصلاة بآذان المولود بحسب السنة النبوية الشريفة ، ثم قال لها : سترضعيه ؟! فأجابت : نعم ! فأعطاها الطفل وقال لها : إرضعيه وقولي له : ” الكويت مالتنا ” !! .

وهذه القصة تدل على أن كل عراقي يرضع مع حليب امه ‏أن له أرضا مسلوخة في الجنوب لابد أن تعود يوما ما ، طال الزمان أو قصر .. وحين زار أول رئيس وزراء معين من قبل الإحتلال الأميركي أياد علاوي قصبة كاظمة ، سأله الصحفيون المتواجدون على أرض المطار ما إذا كانت الحكومة العراقية الحالية تعترف بالكويت كدولة مستقلة وذات سيادة ؟ لم يجب علاوي عن هذا السؤال وتهرب منه لكنه قال : ” جئت بزيارة تفقدية لأهل الكويت ” ! الأمر الذي إعتبره آل الصباح غريبا وصاعقا لهم ، فإذا كان أياد علاوي ، وهو العميل بأمتياز والذي يرتبط بخمسة عشر جهاز إستخبارات عربي وأجنبي ، ومنهم جهاز آل الصباح بالمناسبة ، رفض الإعتراف بالكويت كدولة مستقلة وتهرب من إجابة الصحفيين إجابة صريحة ، فما هو موقف العراقيين الأصلاء ياترى ؟ وقد آذته كراهية آل الصباح وحقدهم اللعين والذي كان آخره مسلسل سخيف بعنوان ” كان في كل زمان ” والذي ملأوه سما ودسا وتدليسا وحقدا بحق العراق وأهله ، ومن منا لايتذكر قتل أكثر من نصف مليون طفل عراقي نتيجة للحصار الذي فرض على العراق لأكثر من عقد من السنين ؟ .
ولمن لايعرف الحقائق التاريخية لأصل عائلة الصباح لابد من العودة إلى الوراء لمعرفة أصول هذه العائلة وبعض من الإجابة عن الإسئلة التي تدور حول هذه الأرض وكيف ومتى ؟

كانت قبيلة عنزة واحدة من أقوى قبائل نجد في الجزيرة العربية ، واليها يقال أن ‏كل الأسر التي ظهرت فيما بعد وحكمت ووصل نفوذها الى شواطيء الخليج ‏ومراكزها السكانية المتناثرة هنا وهناك ، تنتمي إلى هذه القبيلة ، وكان فرع العتوب ‏من قبيلة عنزة واحدا من الفروع ، وزعم ال الصباح ان اصولهم تعود الى فرع العتوب ، على أن ‏هذا الفرع (العتوب) لم ينشأ في الكويت ابدا وانما في نجد ، وكان نشاطه مثل نشاط ‏غيره يتمثل في الاغارة على طرق القوافل أو حمايتها مقابل أتاوة ، حسب الظروف ‏وما يستجد ، اما أتاوة او مقابلها من بضائع ومواشي.

الحقيقة ان الناظر الى العوائل التي تحكم في دول الخليج سيراها انها تشترك جميعها بنفس التاريخ تقريبا وبنفس الحوادث والاماكن ، ومن يقرأ تاريخ هذه العوائل الذي كتبوه هم بأنفسهم او بواسطة من يعمل عندهم سيرى حتما التشابه الكبير بين تواريخهم ، فمثلا ال الصباح يزعمون انهم يحكمون الكويت منذ عام 1756.. وال ثاني في قطر يزعمون انهم من قبيلة تميم العربية التي تعود اصولها الى نجد ويزعمون ايضا ان حكمهم يمتد لاكثر من مائتين وخمسين عاما ، وال خليفة في البحرين يزعمون انهم من قبيلة عنزة وكذلك حكمهم يمتد لنفس الفترة السابقة ، وال سعود يقولون انهم من قبيلة عنزة وان دولتهم الحالية هذه ، هي الدولة السعودية الثالثة ، على انني انا شخصيا لم اقرأ في التاريخ ان هناك دولة سعودية اولى ودولة سعودية ثانية ، إلا اذا كانوا يقصدون هذه الدولة التي قضى عليها ابراهيم باشا ابن محمد علي باشا والي مصر من عام 1805، حين هجم عليها ودمر الدرعية عاصمتها في عام 1819 او 1820، ولا ادري ان كانوا يقصدون ان هذه هي دولتهم ؟

على ان في الحجاز نفسها بعض الاسر القرشية الهاشمية التي ترى انها احق بحكم هذه البلاد من ال سعود ، ولعل المتابع لقبائل العرب لايمكن له ان ينسى عوائل : مثل العبدلي وال غالب وال علي وال المحسن وال عامر وهم من اشراف مكة بالمناسبة ، وكذلك هناك عائلات الشعلان والجبهان والرشيد والجنيدي والشمري والتميمي والغامدي والزهراني والسفياني و… الخ….وهي عائلات لاشك ذات نفوذ ، ولكن ، سلطانها ونفوذها أخذا بالانكماش نوعا ما في ظل حكم اسرة ال سعود التي قربت اليها الاسر الموالية لها وابرزتها في المجتمع ، وبالتالي تم تهميش تلك الاسر العريقة التي يقول بعض ابنائها انهم متواجدون في هذه الارض قبل ال سعود انفسهم . والتي يعارض ايضا بعض افرادها ال سعود. على ان اطلاق اسم الاسرة على الدولة وجعلها ” السعودية” بعد ان كانت تعرف على مر العصور والازمان باسم نجد والحجاز، جعل جميع من يقيم فوق تلك الارض تابعا لال سعود بالضرورة ، فهو سعودي شاء أم أبى ، سواء كان قرشيا ام هاشميا ام نجديا ام حجازيا ام غامديا ام شمريا… أم… أم…. ام…. وهي حركة ذكية بلا شك ، اذ أنها ابرزت كما قلنا اسرة ال سعود وقدمتها الى الواجهة وعلى السطح دوما ، وجعلت باقي الاسر والقبائل تنحسر في زوايا النسيان وتتهمش في ارجاء الوطن المترامي الاطراف والكبير بمساحته.
(( يتبع ))