23 ديسمبر، 2024 3:55 ص

ياوزير الداخلية أصنع ثقافة لرجل الشرطة رجاءا

ياوزير الداخلية أصنع ثقافة لرجل الشرطة رجاءا

أكثر من مرة وفي فترات زمنية متقطعة وانا أناشد جميع الأشخاص الذين يتعاقبون بمسك زمام الأمور والذين يتحكمون بمصادر القرار في وزارة الداخلية على ضرورة تكثيف جهودهم في صناعة ثقافة وعي واحترام للمواطن البسيط من قبل رجل الشرطة وخصوصا الأميين والجهلة منهم , ففي نهاية الأمر ان الشرطي انسان كائن لابد من ان يتعلم التمييز بين الاشياء والتعامل مع الناس بحب وعطاء بعيدا عن رائحة البارود , فتصورا ان الدولة ربما قد تسلط شخصا دون ان تشعر وهو لايكاد يفلح في رسم احرف اسمه بمهارة تزامنا مع امتلاكه القدر الوافي من التعقيد النفسي لاسباب حياتية شتى في دائرة يقتادها مختلف شرائح المجمتع ولاسيما المثقفين منهم , كدائرة اصدار الجوازات مثلا , قبل أيام حدثني احد الأصدقاء الذي اجبر على مراجعة احد تلك الدوائر لغرض استبدال جوازه القديم بجواز جديد اخر نتيجة لنفاذ المدة القانونية الخاصة به , فيقول عند وقوفي امام احد شبابيك الغرف المخصصة للمراجعات بنتظار اخذ الاجرائات اللازمة دخل احد المنتسبين من الشرطة الى تلك الغرفة ومعه مبلغ من المال ليعطيه وبشكل علني لشرطي اخر والذي بدوره اعترض بشدة قائلا (( احنة اتفقنا على حمر مو زرك )) في اشارة الى انه اتفق مع زميله مبدئيا باخذ المبلغ من فئة خمسة وعشرين الف دينار بدلا من فئة خمسة الاف دينار ! وفي احدى المواقف الاخرى التي حدثت امام عيني وانا ادخل احد المطاعم لغرض شراء بعض الاطعمة وفي اثناء انتظاري لتجهيز الطلب

الخاص بي امام صاحب المطعم , توقفت عجلة اودورية تابعة لجهاز المرور امام المطعم وهي لحظات حتى بدت ملاحم صاحب المطعم تلوح بالضجر الشديد وهو يتذمر ويقول (( شلون مصيبة هم اجوي ..والله ورطة ياربي )) حتى فتح باب المطعم من قبل ظابط ومعه منتسب الذي بادر بدوره بلقول (( احنه جواعنين )) ! برفقة صمت ذلك الظابط الرهيب , ولم ينتهي الأمر لهذا الحال , حتى اجاب صاحب ذلك المطعم بشجاعة نادرة فقال (( تفضلوا بس كص وصل اولا )) في اشارة لاغرامهم لدفع فاتورة الحساب , لتنصرف تلك الدورية الجائعة بعيدا عن ذلك المطعم الذي اكد لي صاحبه انه قد اعطاهم الجزية في مرات عديدة سابقة ! ان جهاز الشرطة والمرور اليوم تنقصه الكثير من الامور ثقافيا ولوجستيا وهنا تبرز اهمية ودور الادارة الجديدة لهذه الوزارة في تصليح الأخطاء الموجودة في جسد هذه الوزارة التي تحتاج لعمليات جراحية كثيرة للنهوض بواقعها المريض في محاولة لانقاذ الصحيح منها , لا لقتلها نهائيا عن طريق التغيرات الغير محسوبة والغير مدروسة في المواقع الامنية والادارية والتي ربما تحمل في ثناياها اجندة بعيدة عن المهنية الامنية , نتمنى من السيد وزير الداخلية قراءة هذه الاعمدة والمقالات والتقارير الصحفية بستمرار لمعرفة نقاط الضعف والقوة التي ربما لن تستطيع التعرف عليها من قلب الوزارة نتيجة لتواجد حلقات عادة ماتحيط بشخص أي وزير او مسؤول لتضلله و لتبعده دون ان يشعر عن مضامير الحقيقة وخفايا الوزارات والمؤسسات ليكون هنالك ميزان واضح للعدالة

يكرم من خلاله المتفوق ويعاقب فيه المقصر فتذكر دوما ان حياتنا امانة في اعناقكم فصونوا هذه الامانة من خلال بذل الجهود الجبارة لخلق جيل من حماة الوطن قادرين على التصدي للمسؤولية العظمية المسنودة اليهم عن طريق تثقيف منتسبي هذه الوزارة بكيفية واداب و طرق التعامل مع الأخر لكي يعي مسؤوليته في خدمة الناس وحمايتهم وان يخفف عن كاهل المواطن العراقي المتعب الي روحة واصلة لخشمة كما يقول اهلنا في بغداد .