22 ديسمبر، 2024 6:39 م

يامن تعب يامن شكة ويامن على الحاضر لكة

يامن تعب يامن شكة ويامن على الحاضر لكة

كثيرا ما يسمع ويردد العراقيون هذا المثل في حياتهم العامة حين ترد عليهم حادثة يحضى بها انسان غير كفوء بفرص ليس جدير بها  حيث ان هذا المثل يقال للشخص الذي تاتيه الفرص من دون عناء اوتعب بعد ان اجتهد غيره بخلق جميع تلك الفرص ، و ان هذا المثل يطبق بصورة فعلية في الحياة العامة للعراقيين حين نجد انسان يبدع ويقدم افضل ماعنده ليرتقي بالشعب العراقي ويخرج بالبلاد من الواقع المرير الذي يسوده و نتفاجئ بتكريم انسان لايقدم اي شي للمجتمع سوى التملق لغيره . لينال جميع تلك الفرص بعيدا عن استحقاقه . وهنا يطبق هذا المثل بصورة واقعيه بان من يتعب ويشقى من اجل الارتقاء لا ينال شيئا وياتي غيره لتاتي الفرصة مقدمة على طبق من ذهب .
ان واقعنا المرير الذي نعيشه يفرض علينا امور لايمكننا ان نقبل بها لوكانت ضروفنا طبيعية لن نضطر الى تقديم اي تنازلات لاي شخص كان .
وهنالك عدد كبير من المناضلين العراقيين في الداخل والخارج لم يحصلوا على مايستحقونه من خلال تسلمهم لمناصب جديرين بتسلمها ولم يتمكنوا من بناء دولة متكاملة التي يطمح اليها كل سياسي شريف ومواطن ذاق طعم المرار الحقيقي وعاش الحرمان . حتى تاتي مفارقات الاقدار والتحايل السياسي ليقف بوجه المناضلين واصحاب الكفاءات الحقيقية من الذين ربطوا مستقبلهم بالنهوض والخروج من الازمات التي تشهدها بلادهم .
ان تغليب المصالح الحزبية والشخصية على المصالح الوطنية العامة حال دون الارتقاء بواقع البلاد وكسر مجموعة كبيرة من المناضلين الذين تمكونوا من بناء عدد كبير من البلدان التي تتصدر دول العالم بالارتقاء والتقدم العمراني والانساني .
ان هذه المعطيات جميعا تحول دون بناء انسان متمدن قادر على اكمال المسيرة الحضارية التي بناها اجداده وعدم الاعتماد على ماضيهم والحضارات التي كلفتهم سنوات عدة وجهود مكثفة لو بذل نصفها في وقتنا هذا لاصبحنا اعظم واراقى دولة في العالم باسره
 حتى ان ادبنا العربي تطرق  الى ضرورة العمل لبناء مستقبل حضاري كما كان لنا ماضي حضاري عريق وعدم الاعتماد الى منجزات وامجاد اجدادنا للتباهي فيها في ماضينا كما قال الشاعر :-

بحسب الفتى مجدا اذا طلب العلى بما كان اوصاه ابوه وجده
وان جميع هذه  المؤشرات التي تسود الواقع العراقي  لها اهمية كبيرة في بناء دولة الانسان الحضاري الذي ينبذ التفرقة العرقية والدينية والطائفية والذي يسير نحو انجاح عمل الانسان الذي يبذل فيه الجهود التي يمكنها ان ترتقي تؤسس حضارة جديدة للاجيال التي ستتوالى الى البلاد بعدنا .

ان من اقسى انواع الشعور هو الشعور بالظلم وكثيرا ما عاش العلماء والادباء والسياسين هذا الشعور حيث انهم اجتهدوا للوصول الى مراحل كانوا يطمحون اليها ويحاولون الارتقاء اليها الان المحسوبيات وغياب العدالة حالت دون نيلهم مايطلبون .
لوكانت هنالك عدالة حقيقية في العراق لما هاجر العلماء والاطباء والمهندسين الى الدول الاخرى ولما تهافتت العقول العراقية الرصينة التي تسبح في بحار العلوم للذهاب الى الامارات العربية المتحدة التي لاتمتلك ماضي كماضي بلاد الرافدين الا انها تمكنت من ان تبني حاضر لايضاهي حاضر اكبر دول العالم .

حتى وصلت العاصمة دبي الى امتلاكها لاعلى قمة بالعالم علاوة على تهافت السياح عليها . وفي المقابل فان العراق يملك حضارة تاسست منذ الاف السنين وخرائط ووجهات وضعها اجدادنا لنا لنكون منهل العلم والمعرفة في المستقبل الا اننا اضعنا بنيان اجدادنا حتى قال الشاعر :-

متى يصل البنيان يوم تمامه ؟  اذا كنت تبني وغيرك يهدم .
يجب على العراقيين المساواة في كل شي واتباع مبدا الثواب والعقاب الذي اكده القران الكريم والدين الحنيف من خلال ايات قرانية منها بسم الله الرحمن الرحيم
” فمن يعمل مثقال ذرة خير يره  ومن يعمل مثقال ذرة شر يره “.
لذا من الضروري نشر العدالة بين الناس حتى لايستهين القوي بالضعيف ولا يشعر الضعيف بالذل والهوان .