يبدو ان للفاسدين حظ الدنيا والاخرة وان كل ماقيل عن الشرف والنزاهة والاخلاق هي افيون للتخدير ليس الا وليتنعم الفاسدون بكل المزايا والخدمات فهم امنون مطمئنون من العقاب والحساب والقتل والخطف ولهم حرية التنقل من بلد الى بلد وعلى حساب الفقراء وموازنة الدولة الاتحادية ولهم ميزة اكبر من كل المزايا وهي التنقل بين الوزارات بمناصبهم الرفيعة والمهمة بل ان اغلبهم يتحول من مدير الى وكيل وزير ومن وكيل الى وزير اوعضوا في برلمان نائم او موفد او في اسوء الاحوال الى مستشار في الحكومة مستهزأين بشعب لايحسن الا الهتاف والتصفيق والشكوى بل انهم ( كغنم مكة) مع الاعتذار لضرورة التشبيه يساقون الى الذبح وهم لايعلمون اما الميزة الاكبر والاعظم للفاسدون هي قرابتهم من الله فلا يثبت عليهم سحر ولا دعاء حتى مع وجود نية التغيير الصادقة ، فهم اي الفاسدون محصنون ولايمكن المساس بقدسيتهم القذرة والاما معنى تحول العبعوب من وكيل بلدي الى وكيل وزارة العلوم والتكنلوجيا رغم فشله اولا في مهمته كوكيل بلدي ومن ثم ترقيته لامين بغداد وعودته الميمونة وكيلا لوزارة مهمة فهل هكذا تتطور البلدان ومااهمية شخص بمستوى عبعوب كي ينشر له البساط ليختار وظيفته واحمد الله انه لم يختر وزارة المالية ولو ان موظفا فقيرا ممن يستلم (300) ثلاثمية الف دينار نسي ان يكتب كلمة (المحترم) في مطالعته يحال الى التحقيق ويعاقب بينما يسرق العبعوب مخصصات الامانة كلها ويتحول الى وكيل في زمن ملعون يابى ان يغادر صفة الوكلاء من وكلاء الامن الى وكلاء الحصة المحترمون وهلم جرا وربما تكون في العراق تدرجات وظيفية اخرى تنطبق فقط على الموظفين المهمين فهم من الاعلى رئيس (جمهورية، برلمان، وزراء) ثم وزير او عضو برلمان ثم وكيل وزارة حالي ووكيل امن سابق ثم قيادي في حزب ثم مزور او لص ثم ماسح اكتاف او ماسح احذية ثم (بعار) واعكسوا السلم الوظيفي للدرجات ولا اقصد بها الا الفاسدون وهؤلاء يمتلكون القدرة على البقاء في المناصب والزعامة غير ابهين بالشرف والخلق والدين مكتوب على جباهمم صنع في الخارج لتدمير العراق وعلينا من باب التغيير ليس الا ان نبدل المثل الى (حرامي تصير الحكومة منك تخاف).
بحذف اللاء لضرورة التوافق السياسي والنفاق المصالحي للكتل الجاثمة على قلوب العراقيين والامرفي موضوعنا ان السيد عبعوب وبعد عودته من الخارج قطع اجازته متفضلا على الشعب لتسلم منصبه الجديد وكانه رحمة الله النازلة على الانسانية والمفارقة في عدم الاعتراض من البرلمان والحكومة فلانهم بنفس المستوى الذي يتمتع به عبعوب ذلك وخشية على مناصبهم وحفاظا على مواردهم وحتى لاتكون سابقة تطالهم في زمن لاحق وامثاله كثير في الحكومات السابقة والحكومة الحالية ونحتاج الى اكثر من عشرين مقالا كي نورد الاسماء اما السيد العبادي فمعذور لمواجهته الصعبة مع هؤلاء الحرامية فهم يمتلكون كل القوى والثروة والتاييد والقباحة اللازمة لتغيير السيد رئيس الوزراء وبما يناسب توجهاتهم وهم على يقين بنوم الشعب نومته الابدية يقلبونهم حيث يشاؤون ولامن شاف ولا من درى حيث وصلت رغبة الفقراء بان يكونوا الى جانب المفسدين لعلهم يستمتعون بالراحة والثروة والبقاء وبجوازات دبلوماسية تتيح لهم السرقة والتسوق والتنقل في ارض الله الواسعة عملا بالحكمة ( الرجل المناسب في المكان المناسب) اي ( الرجل الفاسد في المنصب الفاسد) لاننا وبحمد الله نمتلك اكبر مجموعه من مناصب الفساد جاهزة ومطعمة للفاسدين وعلى المقاس ولتاكيد الوضع سيتمتع السيد عبعوب بمانهب نائبا في البرلمان في دورته القادمة.