22 نوفمبر، 2024 10:55 م
Search
Close this search box.

” ياليتنا كنا معكم ” بين التمني والتجسيد الحقيقي

” ياليتنا كنا معكم ” بين التمني والتجسيد الحقيقي

“يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما” دعوة نسمعها كثيرا وخاصة من أصحاب المنابر، بل أنها صارت على لسان الكثير ممن يتمنى أن لو كان مع الحسين عليه السلام في واقعة الطف لينال الفوز العظيم، ومن الواضح أن التمني هنا يقع في دائرة المستحيل لأنه يستلزم الرجوع إلى الوراء زمانيا ومكانيا، وحينئذ قد يتصور البعض انه لا معنى ولا فائدة لقول ورفع شعار : يا ليتنا كنا معكم، لأنه يقع في دائرة التمني المجرد عن التحقق، وبعبارة أخرى نقول هل أن الباب قد أغلقت أمام من يريد أن يكون مع الحسين، وهل توجد تطبيقات وساحات لذلك الشعار والعمل به، أم أن الشعار انعقد في واقعة الطف في الماضي فهو يمثل مرحلة تاريخية مضت وانتهت،
الإجابة على هذه التساؤلات ومثيلاتها نحصل عليها عندما نقرا ونحلل بصورة واعية حركة الحسين عليه السلام والخطابات التي أطلقها والهدف الذي خرج من أجله، وما صدر من أئمة أهل البيت عليهم بخصوص الواقعة حيث نجد أنها تؤكد على أن شعار “ياليتنا كنا معكم”، وتطبيقه لا يمثل مرحلة زمنية معينة انتهت، بل هو منهج مستمر في كل عصر ومصر، لأن واقعة كربلاء تمثل حركة الصراع المستمر بين الخير والشر، والعدل والظلم، والإصلاح والفساد، فكل يوم عاشوراء وكل ارض كربلاء، يضاف الى ذلك ان شعار الحسين الذي هو الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة العدل وتحقيق الحرية والسلام فرض الهي أخلاقي إنساني حضاري لا يمكن تعطيله أو التخلف عن أدائه، وعليه فإن الباب مفتوح لمن يريد أن يكون مع الحسين، من خلال نصرة وتحقيق الأهداف التي خرج وضحى من أجلها الحسين، فالخروج من أجل الإصلاح والعمل على تحقيق الحرية والعدل والسلام ونصرة المظلوم وإغاثة الملهوف واحترام حرية الرأي والعقيدة، ورفض الظلم والفساد والفرقة والتمييز والتطرف والعنف والتكفير تجعلك مع الحسين عليه السلام وهي تجسيد حقيقي لشعار “ياليتنا كنا معكم” وبخلاف ذلك يكون مجرد قلقلة لسان وتمني فارغ.
يقول احد العلماء المحققين الرساليين المعاصرين :
ولنكن صادقين في حب الحسين وجدّه الأمين ((عليهما وآلهما الصلاة والسلام والتكريم)) بالاتباع والعمل وفق وطبق الغاية والهدف الذي خرج لتحقيقه الحسين ((عليه السلام )) وضحّى من أجله بصحبه وعياله ونفسه ، انه الاصلاح ، الاصلاح..

أحدث المقالات