نعم إنها الحمى… إنها مصدر الداء والبلوى… نراكم اليوم تتصالحون وتجلسون على موائد طعامكم لتحبِكوا لُعبة إنتخاباتكم!
أيةُ ديمقراطيةٍ تُسوِقوها؟ هل لِعقولٍ تحسبوها ساذجة تنطلي عليها خدعة دعاياتكم الكاذبة؟ لازالت في عراقنا قلوبٌ خاشِعة إلى ربها ساجدة تتضرع له أن يُبعد عن البلاد وحوش مثلكم كاسرة.
هل لهذه الدرجة إنكم محمومون؟ بكل دنائة تُثّبِتون صوركم أينما تشاؤون؟ أما خجِلتكم مِن أكداس المزابل في أحيائنا والآن فقط جئتم إليها لتُثّبِتوا صوركم عليها. بهذه الخطوة إنكم مُحِقون لأن مُستقركم يعود إليها.
أصابنا الذهول بحملاتكم لِشراء الذمم!! هل تلعبون على حوائج المتعففين؟ تُغروهم بالطعامِ وإن شبِعوا قالوا نعم إننا لكم مُنتخِبين؟ خسِئتم ماهذه شيم العراقيين! إنهم أهل الكرامةِ مُنذ الزمن القديم.
وحوشٌ على هيئة بشر!! ماهي إنجازاتكم جميعاً لتتحولوا اليوم إلى حمائم السلام والتي ترغب أن تستمر في الحُكم ونهب الأموال؟ ترفعون كلمات يُحمد فيها خالقكم مِن شوارع أحيائنا وتضعون بدلها صوركم البشِعة التي أغشيتم بها أنظارنا!
عراق الحضارات تقهقر إلى الأزمان الغابرة بفضل فسادِكم وطائفيتكم الجائرة!! لَمْ يعهد العراقي أن يسأل جاره إن كان مِن هذه أو غيرها مِن عشائرنا بمذاهبها التي بها كل المفخرة! لكنكم تحاولون دون جدوى زرع بذور الفِتنة بنارِ همجيتكم المُستعِرة.
إن كان صوت العراقي في صندوق الإنتخاب محفوظٌ فهو بلا شكٍ لَنْ ينتخبكم جميعاً يا مَن أدميتم عراقنا. هذا الصوت سيُرجِعكم إلى مزابلِ أحيائنا أينما تُثّبِتون اليوم صوركم وتنادونا: “مِن فضلِكم إنتخبونا.”