في الوقت الذي نشهد فيه تجاذبات غير عادية لما قيل عن إحتمال تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الامريکية وإعتبار ذلك موبقة وأمرا مرفوضا ومع إن روسيا تواظب على تأکيدها بأنها لم تتدخل والامريکيون لايزالوا يحققوا ويبحثوا ويتقصوا في هذه المسألة، ولکن الذي يثير السخرية والتهکم وحتى التقزز والاشمئزاز، هو إن ساسة آخر زمن في العراق يتسابق العديد منهم من أجل التفاخر بأن النظام الايراني يٶيده أو يٶيد فلانا ليصبح في کذا موقع أو مسٶولية!
العراق وبعد الاحتلال الامريکي وإستفحال نفوذ النظام الايراني فيه الى أبعد حد، والذي ومن مهازل الدهر إنهم يسمونه ب”العراق الجديد” لکن يبدو إن هذا الجديد لايقصد به من الناحية الإيجابية، وإنما من الناحية السلبية، ففي العراق الجديد صار الجاهل الغبي واللص السارق والعميل المشبوه وصاحب الماضي المشبوه عضوا في البرلمان أو وزيرا أو حتى أعلى من ذلك!
عندما نقرأ تصريحا غريبا من نوعه وشکله ومحتواه لرئيس الوزراء الاسبق سئ الصيت نوري المالکي وهو يقول فيه وبکل فخر وإعتداد وثقة بالنفس بأن:” الفياض يحظى بتأييد رئيس الوزراء وإيران وسيكون وزيرا للداخلية رغم أنف الصدر وتحالفه”، تصوروا يضع رئيس الوزراء العراقي والذي هو أعلى سلطة تنفيذية في العراق والنظام الايراني في کفة واحدة من حيث تحديد وزير داخلية العراق، رغم إننا نعتقد بأن اليد الطولى للنظام الايراني في العراق وإن رئيس الوزراء أو غيره ليسوا في مستوى مجاراته من حيث التأثير على الاوضاع في العراق، ولعل عهد المالکي نفسه قد أثبت ذلك عندما کان يحرص في موالاته وتبعيته لطهران الى أبعد حد ممکن خصوصا إذا ماتذکرنا بأنه وخلال عهده المشبوه قد شهد شن عدة هجمات ومجازر دموية ضد المعارضين الايرانيين في معسکر أشرف في العراق وبشکل خاص مجزرتي 8 نيسان2011 والاول من أيلول2013، وفي هذه الهجمات کان أبرز الموجهين لها المالکي ذاته وفالح الفياض الذي يبدو إن زوبعة تنصيبه وزيرا للداخلية لازالت مستمرة، وإن النبرة”غير المٶدبة والاستفزازية”للفاشل المالکي ضد الصدر وتحالفه، تأتي لتٶکد الى أي حد صار أتباع ورموز النظام الايراني يعبثون في العراق ويتصرفون بصورة غير لائقة.
في کل بلد في العالم، من حق شعب ذلك البلد لوحده أن يحدد مصير من يحکمه أو يتم تنصيبه في السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، إلا في العراق حيث صار النظام الايراني المعادي لشعبه وعدو شعوب المنطقة صاحب الامر الاول والاخير بهذا الصدد وليس في وسعنا إلا أن نقول ونحن نوجه کلامنا للمالکي ومن على نهجه..ياللعار!