18 ديسمبر، 2024 6:47 م

ياعمال العراق ..انتحروا !!

ياعمال العراق ..انتحروا !!

خمسون عاما و العامل العراقي – علوان هيبز- يحتفل يعيد العمال ويردد كالببغاء العبارة الشهيرة لكارل ماركس ” ياعمال العالم اتحدوا !!”مع انه لم يتحد يوما مع اقرانه  أو زملائه لا داخل المصنع ولا خارجه فضلا عن كونه لا يعلم يقينا لماذا يحتفل العمال بيوم لهم في واحد  أيار وليس قبله ولابعده في بلد خسر 15 الف مصنع منذ الاحتلال الأميركي حتى اليوم بفعل الحواسم ودخول المنتج الأجنبي الرخيص من دون تعرفة جمركية ولاتقييس أ وسيطرة نوعية ولا شهادة منشأ – مباشرة من الصين وتايوان وايران الى المستهلك – علما انها باب خامس بمعنى – فالصو -.
تنقل علوان هيبز – كني بذلك لطول شعره ايام السبعينات قبل ان يصبح اصلعا بالكامل من دون زلف ولاشعر – بين مصانع ابو غريب للألبان او ماكان يسمى بالذهب الأبيض الذي اصبح في خبر كان وأخواتها ومصانع فتاح باشا للأقمشة التي تم تأميمها – تخريبها – ليتحولا بعد ذلك الى هواء في شبك … عمل في مصنع الزجاج والسمنت في الرمادي – مقفلة حاليا – ومصنع الخياطة في بغداد والصناعات الكهربائية في الوزيرية – تم حوسمتهما في 2003 – ومصانع البتروكيماويات – في خبر ان واخواتها – و مصنع الحديد والصلب الأكبر في الشرق الوسط – متوقف عن العمل- و مصنع جلود – لا لك راس ورجلين ياولد ياحمود – .. معمل الزيوت النباتية – راح ومارد الخبر ليه – ،مصانع تعليب كربلاء – قاعا صفصفا ارض وسماء – معمل تجميع السيارات في الإسكندرية الذي انتج سيارات (ريم العراقية ) وجرارات عنتر الزراعية، و معمل الأدوية في سامراء الأفضل في الوطن العربي سابقا – مصنع بحاجة لإنقاذه الى دواء – مصانع التصنيع العسكري التي قصفها الأميركان ودمروها تدميرا وما تبقى منها تم تفكيكه وتهريبه بمباركة الغزاة حيث كانت القوات الامريكية – بحسب خبير عسكري – تفحص جميع المعدات من اي تلوث كيميائي وبعدها يتم تأشيرها بعلامة أكس احمر ما يعني خلوها من اية مواد مشعة وجاهزة للسرقة – والى ايران عدل عن طريق كردستان – .
ومازال – علوان هيبز – يحتفل في ساحة الفردوس والتحرير بعيد العمال العالمي ولو كنت مكانه لما فعلت   – لأنه لم يفكر يوما لا هو ولا رفاقه بالتظاهر من اجل ايقاف المستورد الفكري والفلسفي والصناعي والتجاري والزراعي الأجنبي من دون فحص ولاتدقيق ما جعلهم عاطلون عن العمل ليس لهم سوى الاحتفال بعيد عمال  من باب “اذا ضاقت بك الدنيا تذكر أيام عرسك – وياعمال العراق انتحروا بأكبر كمية – فلافل – ستعيشون وتموتون وانتم تلهمونها في السراء والضراء  وتحت راية جميع  الأنظمة التي تحكم العراق ، الجمهورية منها والملكية ..الدينية والعلمانية .
بقي ان اقول لهيبز ان فكرة “يوم العمال” بدأت في أستراليا، عام 1856.. ومع انتشار ها في جميع أنحاء العالم، تم اختيار الأول من أيار ليصبح ذكرى للاحتفال بذكرى ضحايا قضية هايماركت 1886 الشهيرة و التي وقعت احداثها نتيجة للاضراب العام في كل من شيكاغو والينوي . اودعناكم اغاتي