يقول عميد الأدب العربي المرحوم طه حسين ” أكثر الناس تزدهيهم الأماني، ويعبث بعقولهم الإغراء، فإذا هم من صرعى الغرور ” هذه المقولة الكبيرة في دلالاتها ومعانيها القيمة تقودنا الى مراجعة خطابات واحاديث رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي التي كانت غالبيتها تنظيرية مجافية للحقيقة وبعيدة عن وجدان الجمهور ومايتمناه وهي خارج نطاق تغطية الواقع ويعتريها الغرور والثقة الزائدة فدائما مانجده يغرد خارج السرب وكأنه في كوكب ثاني لايعرف مايحصل في كوكبنا من مآسي وويلات ودماء وجوع وخطف وتغييب ودمار للصناعة والزراعة وباقي القطاعات حتى اضحى شعبنا “عطاله بطاله ” ينتظر من ينقذه من واقعه المرير…؟؟؟
لقد اثار تصريح عبد المهدي حول انجازات حكومته من خلال ، تحقيق زيادة واسعة في المساحات المزروعة وانتاج الحبوب ،استهجان وسخرية المواطنين ، فقد قال خلال جلسة مجلس الوزراء ” ان الحكومة انجزت اعمالا كثيرة في مختلف المجالات وفي مقدمتها تحقيق زيادة واسعة في المساحات المزروعة وانتاج الحبوب نتيجة لدعم الفلاحين وتسليمهم مستحقاتهم المالية وأثر القطاع الزراعي في التنمية الصناعية وتشغيل الأيدي العاملة وتحريك السوق وتشجيع الإنتاج المحلي” ، والمصيبة ان المواطن يدرك ان الزراعة في العراق مدمرة حالها حال باقي القطاعات الاخرى واستغلت معظم اراضيها لاغراض سكنية بسبب عدم اهتمام الحكومات المتعاقبة بهذا القطاع الحيوي مما ولد بطالة مقنعة و هاجر معظم سكانها وامتهنوا مهن اخرى من اجل توفير لقمة العيش لعوائلهم ، ناهيك عن إغراق السوق بالفواكه والخضروات التي يستوردها العراق من تركيا وإيران وسوريا والأردن ومصر، بالإضافة إلى دول أخرى، بينما يبقى كثير من الفلاحين عاجزين عن استغلال أراضيهم والاستفادة من محاصيلها وهذه السياسة تسببت في إضعاف الاقتصاد العراقي وتدمير القطاع الزراعي…!!!
ولم يقف الرجل عند هذا الحد بل قال “سنغادر مواقعنا مرفوعي الرأس ” وتناسى ان العراق خسر خلال فترة توليه المنصب مئات الملايين من الدولارات جراء الحرائق التي طالت محصول الحنطة في عدد من المحافظات، وتلف آلاف الدوانم ، فيما سجلت خسائر العراق ، جراء نفوق الأسماك حوالي 70 مليون دولار حسب خبراء الثروة السمكية فضلا عن الأضرار البيئية الخطيرة التي نجمت عن نفوقها وتضرر المياه بسببها ، ناهيك عن ماتعانيه باقي القطاعات من اهمال متعمد ومنها الصحة فالموت المجاني متوفر بكثرة بالمستشفيات بسبب عدم توفر الادوية والاجهزة كما ان القناصين مازالوا يمارسون عمليات الاغتيال بشكل يومي والشهداء والجرحى يتساقطون كأوراق الشجر ودماء شهداء الناصرية والنجف وكربلاء والديوانية لم تجف وبرنامجك الحكومي كان اكبر اكذوبة صدرتها للشعب ومع كل هذا الكم الهائل من الخسائر والمعاناة مازلت تعتقد ان الشعب راض عن أداء حكومتك وانك ستخرج مرفوع الرأس ، فعن أي رفعة رأس تتحدث…!!!!