لاتسقط في الوهم، ولاتظن انهم يتألمون لأوجاعك، انت في عيونهم ورقة انتخابية، لايغرنك هدير اصواتهم الناعمة في نيسان، ماهي الا سراب، هم يرون مستقبلك في الحروب، في الأزمات، في التأريخ، يجيدون مشاريع التخريف والتجهيل ، يقولون لك ياعبد الزهرة لاتفكر بمستشفى او مدرسة او شارع او خدمات فكر كيف تتحول الى تابع لهذا الصنم او ذاك، فكر كيف تكون اداة مطيعة لأتعرف معنى لا والتجديد الا هز الرؤوس ، ياعبد الزهرة الا يكفي انك تؤدي مناسك الزيارة بلا مضايقة، الا يكفي انك الان تقول ماتريد بلا خوف.
عبد الزهرة، لاتقرأ ولاتدرس ولاتسافر ولاتخرج عن طوعنا لان من يخرج عن طوعنا الا القوم الذين يوسوس الشيطان في آذانهم، ثيمتك انك نعش لكل الوطن في كل زمان ومكان في كل بقاع العراق منذ ولادتك يكتب في هوية أحوالك الشهيد المنتظر عبد الزهرة، علمونا اننا مشاريع استشهاد وهم واولادهم وعوائلهم في ملاذ امنين. يقولون لك : ياعبد الزهرة، استشهد ولاتفكر باولادك ولا أمك ولازوجتك فهولاء لهم الله سبحانه وتعالى فكر ان قتلت تذهب شهيدا، ولاتضايقنا بمطالبك الثقيلة نحن لم نتعود على البناء والتقدم تعودنا على ان نحول الشعوب الى مشاكل حروب دائمة.
ياعبد الزهرة كلما توسع وعيك ضاقت مصالحنا فلا تستمع لهولاء الذين يريدون منك ان تكسر القضبان الفكرية وتتحرك نحو الامام هؤلاء مرتزقة خونة خارجين عن الملة، نحن نضمن لك الجنة وهم يريدون لك الحياة هذا تفكير الشياطين فما الحياة الا لهو.
لاتنظر الى أطفالك ومستقبلهم فكر بِنَا نحن الذين لا أمل لنا الا ببقائك بهذا الوعي، نحن نريد ان ننشر الظلام والقدسية والرمزية والصنمية في جيلك ياعبد الزهرة لأننا من دون ذلك سنفلس من قافلة الخيرات وسنضع أيادينا على خدنا بلا عمل .
نحن نريدك ان لاتدرس وان لاتقرا وان لاتطالب بحقوقك ولاتقرا الدستور ولا القوانين ولا تستمع الى المغرضين نحن اولياء الامر والدم، من اجلنا ولدت ومن اجلنا تموت!لاتصدق ياعبد الزهرة بما يقوله الآخرون، فالديمقراطية والمواطنة والمواطن الفعّال والخدمات والمستقبل والمصالحة وطي صفحة الماضي والجيل الواعي والمدارس المتقدمة والموسيقى والفن والثقافة والرياض وتطور الجامعات والشعر والرفاهية لاولادك والتطوير والاستقرار بلا خوف والحكومة الالكترونية والنزاهة كل هذه وغيرها افعال من رجس الشيطان… أبقى ياعبد الزهرة أداة بايدينا نوجهها أينما تريد ومتى مانريد لنعيش نحن وألف مرة تموت!