خمسة عشر عام من التغيير، تشابكت بها الصراعات، وتزاحم على غنائمها المتسلقون، فساد وسرقة، كلو من طيبات احزابكم؛ وكونوا صامتون، ويل لكل ناشط ومعترض وجميع المدونين.
تلاقفوها بنو الدعوة، وصاح كبيرهم أين ما تمطرين فأنت بأرضي، وتحدى خصمه وراعيها.. بصوت عالي بعد ما ننطيها، حتى غدى يبني جدران العزلة، فعلى بنائها ثم هوى على رؤوسهم وما كانوا يعملون.
بعد كل تلك التجارب العصيبة، اليوم تعيش السياسة في العراق، مرحلة جديدة، ومسار مختلف عن تلك الحقبة، التي مارس فيها الدعاة، كل انواع الإباحة، حتى في أشرف ما يملكون، تطور ملفت للنظر، في اختيار الرئاسات الثلاث، مما يحتم أن تنعكس تلك الصورة على اختيار الوزراء أيضاً.
لا يهمنا من هو الوزير، ومن أي جهة وكيف جاء، المهم هو ماذا سيقدم؟ الإسم والشكل واللون والطائفة والحزب جميعها لا تعني لنا شيء.
اريد لوزارة التربية ، شخص يبني لأطفالي مدرسة نظيفة، تحتوي على مقاعد غير مكسورة، اريد معلم متخصص يعطي حق الدرس ولا يصور ابني اذا أخفق في لفظ كلمة!
اريد لوزارة الصحة، إنسان يعي أن الطبيب هو موظف يتقاضى راتب ليخدمني، وليس ليهين مرضاه، اريد مستشفى تحتوي على دواء ولا اكون مجبر على شرائها من الصيدلية المجاورة لجدار المستشفى التابعة لابن مدير صحة التابع للحزب الذي يدير تلك الوزارة.
اريد ان اشتري سلعة مكتوب عليها صنع في العراق، لا صنع في … ولا صنع في … اريد معامل ومصانع ووظائف تحوي كل الخريجين، وأصحاب المهن والحرف .
اريد وزيراً للزراعة، فقد سئمت من الطماطة الإيرانية والبرتقال المصري والرمان اليمني والخيار السوري والفواكه التركية والألبان السعودية، اين زراعتنا بلاد النهرين وموطن الزراعة، لا زراعة فيه، حتى أصبح بلد ال20 مليون نخلة يستورد التمر؟!
اريد وزير للخارجية، يعطي رسائل للعالم، اننا لن نخضع ولن نركع، فشموخنا من10 آلاف عام، وكبريائنا مازال يسمو في شموخا وسناء، ينتعل الغمام ويسير مع النجوم ردائه الرياح ومركبه الشمس.. بعمر الأرض وما زال يكبر.
اريد وزيراً للداخلية، لا يشكل لجان، فقد سئمنا كل تلك التي تشكلت، على مر الحوادث، اشلائنا لم تعد تجد جدار كي تتناثر عليه، فكلها أشغلت باجساد محترقة وأخرى متقطعة، فالجنة تفجير الكرادة تبخرت.. وحتى لجنة لكشف الاغتيالات، لم تقدم لنا شيء … كفى تسويف نريد الحقيقة .
اريد وزيراً للدفاع، لا يباع ولا يعقد الصفقات ولا يحمل الضغائن والثارات، وزيراً يجعل للجندي قوة ومنه شموخا وعزة، وليس إهانة وذلة.
اريد وزيراً للبلديات، يعطي لكل مواطن قطعة أرض بعيدا عن الانتخابات، يوزع دون حواجز و فايلات، بدون أحزاب وقرعات، فجميعنا لا نملك في الوطن .. وطن ننتمي لأرضه ولا شبرا يقينا الإيجارات.
اريد .. اريد .. اريد .. وزيراً يرقى بالعراق الى وطن .
فقد تهجرنا وفجرنا وتقطعت اوصالنا وترملت نسائنا ويتمت أطفالنا.. بما لا يسع للكتب أن تحويه ولا للأقلام أن تكتبه.. اليوم يا رئيس الوزراء احذف ما قاله السابقون( ما يخلوني اشتغل)( الوزراء ما يشتغلون) …
انت من تتحمل كل اسم وكل شخص وكل وزير .. إذا أساء عليك وزره ، وهذه فرصة للنجاح لم تتوفر لأي من تسنم هذا المنصب.
افعلها ستحظى بتخليد لن يناله إلا ذو حظ عظيم.