مايمكن توقعه مختلف عن نوع الصراخ الذي نسمعه.. ترحيبنا بعلاقات طيبة مع السعودية لايعني تجاهلنا لعذابات شعبنا ولكن.. الذين يرفضون السعودية بقوة عندنا لديهم موقف سيكون مختلفا في حال تجاوبت طهران مع التحولات الجديدة في المنطقة والعالم، وربما ستكون هناك أوساط شيعية مؤثرة في المشهد الشيعي على موعد مع موقف منها مرحب بالدخول السعودي المشروط. هذه الأوساط قد يكون موقفها صادما للراديكاليين القريبين من وجهة النظر الإيرانية، وهم يتجاوزون بخطوات مواقف سابقة متجاوبة مع التغيير في السياسة السعودية كرئيس الوزراء حيدر العبادي، وزعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، ورئيس تيار الحكمة السيد عمار الحكيم الذين يدركون أن العراق في دائرة النار ولابد من المزيد من المياه لإطفائها.
سؤال جديد ناتج عن إعتراض شيعي للحراك المرحب بالعودة السعودية: أيهما أهم.. مستقبل الأجيال القادمة في العراق، أم دماء الشهداء التي سالت؟. فإذا عرفنا الإجابة سنفهم: هل إننا سنستمر في الخصومة، أم نتقارب مع الجوار العربي والخليجي؟ لن ننسى دماء الشهداء. ولكنها ترسم معالم الطريق للأبناء ليكونوا أقوياء ويفرضون شروطهم.
قبلنا لضرورات ما، وليس في عهد العبادي، بل سبقه في ذلك المالكي بعودة سياسيين محسوبين على النظام السابق، وهناك من يتهمهم بالإنتماء لحزب البعث.
سنة العراق ليس لديهم مشكلة مع حزب البعث. وبالتالي الإعتراض على ترشيح بعض الشخصيات السنية في الإنتخابات المقبلة لاقيمة عملية له لأن المفوضية قبلت الترشيح، ونسبة 99% من المشتغلين في الحكومة والبرلمان من الساسة السنة كانوا بارزين في حزب البعث، ودخلوا الميدان كتفا على كتف مع البقية.
القوى الشيعية ليست بحاجة الى المزيد من القرارات، بل الى تشغيل العقل، وتغيير نمط التفكير، ولايصح بناء المواقف وفقا لقرارات من عواصم أخرى، بل بمراعاة المصلحة العراقية.
بعض القوى السياسية الشيعية في هذه الأيام تفكر بنفس الطريقة التي كان عليها صدام حسين قبل سقوطه بعدة أشهر: الإفتقاد الى الديناميكية، والإصرار على مواقف بالية، وإنشغال بالسلطة عن الشعب.
أغلب الساسة الشيعة يحاولون كسب الأصوات الساذجة من خلال الإعتراض على دخول شخصيات سنية في قوائم إنتخابية، بينما نفس هولاء الساسة هم من أدخلوهم، ورحبوا بعودتهم الى العملية السياسية.