بعد أن حرر الخليفة الثاني ( رض) أهل إيران من الضلالة وبعد أن وضعهم على الطريق الصحيح بعدما كانوا على دين لا يفرق بين زواج الأم لابنها وبين زواج البنت لأبيها أستمر مسلسل الحقد الفارسي على ( العرب وخليفتهم ) ولحد يومنا هذا نرى أن شعاع الحقد يشع في كل مكان ويحاول هذا الشعاع أن يغسل عقول كانت في ما مضى عقول راجحة ومتنورة كالسيد الشطري ( أيام زمان ) والذي كان يتلذذ في إهانة كل من ينتمي لفارس ولإيران بسبب أو بدون سبب واليوم أصبح يتلذذ في إهانة العرب بسبب وبدون سبب ولا نعلم سر هذا الانقلاب الفكري أو الثورة الفكرية السلبية إن صح التعبير .
بعد أن قرأت ما كتبه الأخ الشطري في مقالته الموسومة (تبت ثقافة العرب…العراق عقله الماني قلبه ايراني روحه اسلامية ) ويعز على كاتب السطور أن ينقل الأخ الشطري من فئة المثقفين العرب إلى فئة المطبلين العرب لجنود فارس الذين بحدقهم وأسفهم لماضي كان فيه كسرى ملكا وندمهم على دخولهم للإسلام بحيث أصبحوا شوكة سامة في خاصرة الإسلام بعد أن لحق بمركبهم من لحق ليس قناعة بل خوفا أو خضوعا لرغبات مادية فحسب وبحثا عن منصب مهترئ كما في أحد كتابانا الأفاضل ( الطبيب الذي ترك الطب وتمسك بمسح اكتاف حزب الدعوة عسى أن يحصل على بعض فتات الموائد ) .
لا أريد أن اضيف ولكن بالإمكان لمن يدافع عن أيران ( السيد الشطري ومن ينتهج اسلوبه ) أن ينصح إيران ويقول لهم ” إن كان الإسلام أقل شأنا من دين كسرى فما عليكم إلا أن يفتي مرشدكم الفارسي ( خامنئي ) بردة جمعية يعود بها من يعتقد بأفضلية الفرس على العرب” وأنا من يضمن لكم اسقاط الفتوى التي تبيح اقامة الحد على رقابكم لأنها رقاب لا تجلب لنا الخير بل إنها صورة للشر في وجه إسلامي ونحن لا نريد إسلاما فارسيا ، الأفضل لمن يدافع عن فارس وأهلها أن ينصح فارس ( العجم ) بالعدول عن هذا الدين ( البربري المحمدي العمري العلوي) لا أن يريد اعادة إمبراطورية فارس بطريقة قلب الحقائق ، فالإسلام واضح لا يحتاج إلى تنوير مدسوس بل يحتاج إلى من يكون سائرا على درب النيات الصافية ليكون بروح محمدية وبعطر عمري علوي .
على السيد الشطري أن يبين لنا إن كان الإسلام والعقول العربية فوضوية همجية لماذا يتمسك احفاد كسرى بهذا الدين ولماذا يتمسكون بخط الإمام علي واولاده واحفاده ( رض) ؟ أليس الأجدر بهم إن كانوا أفضل من الإسلام أن يتركوا الإسلام العربي ؟ أليس الافضل لهم أن يعلنوا للعالم أن الإسلام نوعين الأول عربي محمدي عمري علوي والثاني فارس صفوي كسروي لنعرف أين تكون بوصلتنا مع كتابة قرآن تكون فيه ( بسم الله الرحمن الرحيم ) بسمه تعالى ولا نفهم من يقصدون بهذه البسملة ( هل يقصدون بأسم كسرى العظيم ) أما القرآن فيكون بكذا نسخة منها نسخة كسرى ونسخة كورش ونسخة خميني ونسخة خامئني وما إلى ذلك، ويكون السيد الشطري أبو هريرة إيران وغيره أبن تيمية إيران وحسن نصر اللات بلال إيران والخميني بن حنبل إيران او العودة لدين الاجداد علنا بعد أن يتزوج رجال الدين الجديد بنات الاشقاء وتتزوج النساء بأكثر من رجل في آن واحد كما كانوا في زمن زرادشت .
إن كان الاسلام لا يشرف إيران ولا السيد الشطري فبالإمكان أن يترك الدين الإسلامي من يعتقد أنه دين العرب ( الهمج ) ويلتحق بدين الآباء والأجداد وإلا ما على الشطري إلا أن يشرح لنا وبالدليل كيف يتمسك أحفاد كسرى بدين العرب الهمج ؟ هل لأجل الدعاية السياسية أم لأجل تهديم الدين من الداخل ؟ هل الشطري رسول إيران وحامل معول التهديم أم صحوة ضمير صفوية أم هي عدوى انتقلت له من خلال التسامي الفكري الذي فقز به من حالة إلى حالة دون أن يمر بالحالة الوسطية ؟
أما سؤالنا المحوري للسيد ( الشطري ) هو لماذا تتمسك بدين محمد وأنت من ينتقد العرب ويمجد بتاج كسرى ؟ وهل تعتقد أن تاج كسرى أسمى شأناً من عمامة الرسول ؟ وإن كان جوابك كما نريد أو كما يريد العقل والمنطق فما عليك إلا أن تكشف لنا عن سر هذا الانقلاب من … إلى بعد أن كنت أكثرنا ناقدا لسياسة إيران .
[email protected]